اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستُحدد لاحقًا وفق العرض والطلب    صور: رئيس الجمهورية في زيارة غير معلنة إلى معتمدية الدهماني: التفاصيل    قيس سعيد يزور مطحنة أبة قصور بالدهماني ويتعهد بإصلاحها (صور + فيديو)    كيف سيكون طقس الجمعة 2 ماي؟    طقس الجمعة: خلايا رعدية مصحوبة أمطار بهذه المناطق    الرابطة الأولى (الجولة 28): صافرتان أجنبيتان لمواجهتي باردو وقابس    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لم أسترجع حريّتي للهروب من مواجهة العدو
عميد الأسرى سمير القنطار ل"الصباح":
نشر في الصباح يوم 16 - 08 - 2012

المقاومة أقوى عشرات المرات.. مما مضى و نحن جاهزون للمعركة
تغيير التاريخ يستوجب توفر حضارة متدفقة علما وثقافة وإبداعا وكرامة
عندما كنت أودعه في أعقاب الحديث الذي خص به "الصباح" أول أمس، شدد عميد الأسرى المناضل سمير القنطار على تمسكه بتصريحاته ومواقفه من مختلف القضايا التي تم التطرق لها معبرا عن قناعته وإيمانه بكل كلمة وبكل موقف يدلي به سواء تعلق الامر بالمشهد السياسي اللبناني أو بما يحدث في سوريا...
هي المرة الاولى التي يزور فيها سمير القنطار تونس ولكن معرفته بالتونسيين سبقت هذا الموعد و قد كانوا معه جنبا الى جنب في صفوف المقاومة..
محدثنا الذي يزور تونس للمشاركة في مهرجان الاقصى بدعوة من الرابطة التونسية للتسامح كان على درجة من الصراحة والتلقائية والجرأة في ردوده، ولعل من كان يحسب أن سمير القنطار الاسطورة والاسم الذي شغل الاسرائيلين وهز مؤسسات اسرائيل العسكرية والاستخباراتية شخص لا يجيد غيرالتعامل مع البندقية والقنابل مخطئ في اعتقاده. فالرجل على سعة اطلاع و دراية بكل ما يحدث في العالم عموما وفي العالم العربي بشكل خاص...
سمير القنطار (أبو علي) الذي لم يتجاوز سنته الاولى بدا سعيدا متفائلا بالتحولات في العالم العربي.. كان حذرا ازاء كل محاولات الاتفاف على الثورات لتفكيك المنطقة العربية ,سمير قنطار الذي خرج بعد ثلاثة عقود قضاها خلف القضبان عاد أكثر قوة الى صفوف المقاومة مصرا على مواصلة طريق المقاومة حتى النهاية هو ابن عائلة ميسورة دفعه تعلقه بالقضية الفلسطينية الى السجن وهو في سجن السادسة عشرة...
* ماذا وراء قدومك الى تونس وهل هي رياح الثورة التي القت بك في احضانها اليوم؟
- أزور تونس لاول مرة لحضور مهرجان الاقصى في يوم القدس العالمي بدعوة من رابطة التسامح التونسية. أسمع كثيرا عن شعب تونس وقد التقيت الكثير من التونسيين أيام المقاومة وأعرف جيدا ان هذا الشعب مناضل يعشق فلسطين ومستعد للتضحية من أجل القضية.
* سمير القنطار اسم شغل إسرائيل وأجهزتها الاستخبارية كثيرا، فكيف تعرف سمير القنطار ومسيرة ثلاثين عاما خلف القضبان للقارئ؟
- وعيت مبكرا على قضية الامة و قررت ألا أكون متفرجا وأن أكون فاعلا في سبيل القضية.. كنت أعلم اني سأدفع الثمن غاليا وكنت مستعداغ لذلك، دخلت السجن وأنا في السادسة عشرة من العمر، صدر ضدي حكم بخمس مؤبدات و47 سنة من السجن، كما واجه بقية الاسرى صعوبات قاسية ولكن كان لا بد من مواجهة هذا القبر الجماعي لذلك تولدت لدينا جميعا قناعة خاصة بمواجهة السجان لتحسين حياتنا الانسانية وزيادة وعينا وعلى مدى ثلاثين عاما كنا ننظر الى الأمور بخواتمها بنفس القوة وبنفس الصلابة.
* لهذا قررت مواصلة الدراسة في السجن ؟
-لم يكن هذا قرار سمير القنطار وحده بل قرار كل الاسرى فقدكان العدو يراهن على الزمن كي نيأس ونموت و لكننا جعلنا من الوقت عنصرا لتعزيز صمودنا حضنا اضرابات عن الطعام و قدمنا مائتي شهيد من الاسرى وانتزعنا حقنا في الكتابة والمراسلة والدراسة.
* وماذا يقدم اليوم سمير القنطار الاسير المحرر لبقية الاسرى ؟
- انهم يعلمون جيدا أني لا أقدم لهم كلاما و أني أعمل في المقاومة من أجل الحرية مستقبلا.
* هل كنت على علم بصفقة تحريرالاسرى التي استعدت بمقتضاها حريتك وكيف ذلك ؟
-نعم كنت على علم بالعملية وكنت اتواصل مع الامين العام لحزب الله بطريقة معينة وبوسائل سرية ومشفرة وكنت اطلع على بعض التفاصيل.
* أي موقع للمقاومة اليوم في لبنان وهل تعتقد ان لبنان اليوم مهدد في أمنه واستقراره ؟
-المقاومة في لبنان أقوى مما كانت وهي اقوى عشرات المرات مما كانت عليه في "حرب تموز" وقد استعادت قوتها ونفوذها والمقاومة تمتلك اليوم قدرات وامكانيات وتجهيزات كبيرة للقتال والتدريب وهي أكبر ايضا من حيث مساحة الانتشار ومن حيث الخطر والعدو يتحسس الموضوع و يعلم جيدا أنا جاهزون واننا نتوقع المعركة في كل حين.
بالتاكيد المعركة قادمة والحرب ضد المقاومة لم تنته هناك اليوم حرب استخباراتية معلنة ولكن الحرب الحقيقية قادمة وندرك ان العدو سيغامر بذلك ونحن نقول له اننا جاهزون وستكون المواجهة القادمة مواجهة النصر وسيكون نصرا مدويا.
* مالذي يجعل سمير القنطار واثق من الانتصار؟
-الانتصار قادم سمير القنطار جزء من المقاومة وأعلم جيدا مالذي يدور هناك وأعلم أيضا مدى جهوزية واستعداد عناصرنا الحرب قادمة هذا ما أتوقعه ولكن جيش العدو الذي لم تعد له قوة الردع التي كان يتباهى بها بعد أن هزم ودحر، يحتاج لتلميع صورته أمام المستوطنين والصهاينة وتضخيم صورة هذا الجيش وقدرته.
نحن نعلم جيدا أن هذا الجيش لا يحيا بدون استعادة قوته وثقة اليهود وهو يستنزف 25 بالمائة من ميزانية اسرائيل من هنا فان هذا الجيش يواصل تجهيز نفسه و يحاول الإستفادة من الاخطاء السابقة في "حرب تموز".
*كلام مهم عن عدو لا يستهان به اذا كان هذا الجيش الاسرائيلي يراجع حساباته و يستفيد من أخطائه فهل المقاومة مستعدة لذلك؟
- بالتأكيد المقاومة الاسلامية تستفيد من التجارب السابقة وتبحث كل التفاصيل والمعلومات الممكنة وتراجع أخطائها لتستفيد منها ونبحث عن أسباب وكيفية اختراق صفوفنا وبعد "حرب تموز" بحثنا عن نقاط الضعف ونقاط القوة في المقاومة.. وهذه اجراءات نقوم بها بشكل دائم حتى نظل جسما محصنا.
ومن هنا فنحن في المقاومة نعلم أن الجيش الاسرائيلي لن يأتي الينا في المعركة القادمة كما أتانا في 2006 ولكننا مستعدون لاي سيناريو.
*هناك قضية احرجت المقاومة في بعض الفترات وهي قضية الاختراقات في صفوفها فكيف يمكن تفسير ذلك؟
-اولا لا وجود لجسم غير مخترق، وأن هناك جسم غير قابل للاختراق أسطورة، نحن أيضا اخترقنا صفوف العدو ونجحنا في كشف أسرارهم وطالما هناك طبيعة بشرية فإن نقاط الضعف تبقى كثيرة ولكن علينا البحث عن الاسباب وتحليلها ومن ثم اغلاق الثغرات قدر الامكان.
*كيف ينظر سمير القنطار الى ما يحدث اليوم في سوريا من قتل يومي و مجازر ضد المدنيين وما هي تداعيات المشعد السوري على لبنان ؟
-من حق الشعب السوري ان يحظى باصلاحات قلنا هذا الكلام وفرحنا كثيرا عندما استجابت القيادة السورية وأنجزت مجموعة من الاصلاحات ولكن الموضوع اليوم أن هناك حرب كونية على سوريا لاضعافها.
في قناعتي أن سوريا هي المحور الجامع لكل المقاومات فهي التي رفضت المساومات على المقاومة عندما جاء كولن باول عارضا شروطه فيما كان الجيش الامريكي في العراق على حدود سوريا، سوريا تعرضت للضغط في 2005 ولم يتوقف الهجوم عليها بسبب مواقفها وقراراتها من المقاومة ومع ذلك فان سوريا لم تخذل المقاومة بل دعمتها قولا وفعلا وفتحت أبوابها ل"حماس" عندما أغلقت أمامها كل الابواب ما يحدث اليوم محاولة لاسقاط المنظومة وحصار المقاومة وهذا أمر ندركه جيدا.
استغرب كيف يصدق البعض أن السعودية التي تحتضن بن علي يمكن ان تحرص على حقوق الانسان في سوريا. السعودية -لأقول ذلك صراحة- خربت كل ما هو ايجابي في سوريا ولا يمكن أن تكون غايتها الديموقراطية، من واجبنا توعية الامة هناك سؤال كبير حول ماضي السعودية ومنشئها حول الفكر الوهابي الذي دمر سوريا والعراق، سوريا تتعرض لهذا التدخل الوقح للغرب، أنا أعلم ما يجري هناك سوريا قادمة على انتصار وشيك ولذلك يريدون تدمير وتفكيك البلد.
* ولكن الا تخشى أن يكون في هذا الموقف هروب الى الامام وان نصدم مرة اخرى في سوريا كما صدمنا من قبل مع صدام في العراق وتصريحات الصحاف عن دحر العلوج قبل ان يسقط العراق و يتفكك؟
-الحالة السورية مختلفة عن الحالة العرقية، في العراق عندما حشدت الجيوش لاسقاط بغداد لم نكن نحلم أن يواجه جيش العراق ما يحاك حوله ولكن في سوريا المشهد مختلف وهناك جزء كبير من الشعب السوري مؤيد للنظام لقد خبروا هذه التنظيمات المسلحة واكتشفوا ما تقترفه وفي قناعتنا أن الامر يتعلق بتفتيت المنطقة، ومع ذلك نقول لا خوف على سوريا في مواجهة المرتزقة ولو كانت النتائج سلبية فان السلبية ستكون مؤقتة والشعوب لا يمكن ان تسكت عن الظلم والاستبداد طويلا.
*هل يعتبر سمير القنطار وهو الذي يمثل المقاومة والاسير المحرر أن ثقافة المقاومة فقدت موقعها، ولماذا تراجعت القضية الفلسطينية عن الاهتمام العربي والدولي؟
- من المفارقات الحاصلة في فلسطين أن الشعب الفلسطيني لديه طاقات هائلة وهو مستعد للتضحية لتحقيق أهدافه ولكن الشعب الفلسطيني يفتقر الى قيادة صادقة وهذه مشكلة مزمنة.
قضية فلسطين هي قضية الأمة وهي قضية العصر والمواجهة مع الجيش الاسرائيلي ستنعش المقاومة وتزيدها قوة واصرارا على تحقيق أهدافها، أمريكا ثبتت الدكتاتوريات طوال عقود ونهبت خيرات الشعوب واستباحت كرامتها فكيف نصدق أن الادارة الامريكية حريصة اليوم على الديموقراطية وكيف يمكن أن يكون قائد المؤامرة القاضي والجلاد في نفس الوقت؟
هناك محاولات لاحتواء هذه التحركات في دول الربيع العربي وقد نجحوا الى حد كبير في احتواء الثورات وتهميش القضية الفلسطينية، هناك من يتجاهل ان الواقع السياسي لا ينفصل عن الواقع الاقتصادي وأن منظومة الهيمنة الامريكية والتغطية على الفاسدين باتت أكثر من واضحة منذ عقود ولنأخذ تجربة فنزويلا التي كانت منهوبة في ثرواتها وخيراتها ولكن المنظومة السياسية تغيرت عندما جاء شافيز وبدأ مواجهة من تسببوا في افقار البلاد ومصادرة خيراتها وجعل تلك الثروات ملكا للشعب وأغلق حنفية النهب والسلب.
لا بد من تغيير الاولويات ومعاداة من ناصر الظلم والاستبداد والفساد وتسبب في تشريد الشعب الفلسطيني وتشتيت صفوفه.
* ولكن هناك اليوم مخاوف كثيرة من الجماعات المسلحة المتعددة التي باتت تدعو"للجهاد" على طريقتها وتسعى للسيطرة على الشباب واستيلاب عقولهم فكيف ينظر سمير القنطار الى خطر القاعدة في محيطنا وهل الامر يتعلق بنفس الشماعة التي كانت الانظمة الدكتاتورية تتخفي خلفها؟
-الكثير من الشباب في العالم العربي والاسلامي بات يواجه هذا الخيار فهو واقع بين الماضي العريق والواقع الهزيل ما يجعله مندفع الى الثقافات الاخرى فاما اللهث وراء الديسكو والتكنولوجيا الحديثة الواردة عليه من الغرب وهذا ما اسميه بالهروب الى الامام أو الهروب الى الوراء الى السعودية والوهابية.
الهروب الى الامام التقطه الغرب وعرف كيف يستفيد منه عبر التكنولوجيا الحديثة ولكن الحل الوحيد لشبابنا وشعوبنا ان تخرج قوة واعية مؤمنة بقيمها وتكون قادرة على التخلص من هذا التناقض وذلك عبر المقاومة والانتصارات.
المجمواعات المتطرفة أو ما أسميه الهروب الى الوراء تغذيه الوهابية والمطلوب اليوم انقاذ هذا الجيل من التخريب والضياع، ان من يدعم هذه الحركات في سوريا هي أمريكا وفرنسا من جهة والسعودية وقطر من جهة أخرى وبالتالي ففي اعتقادي أنه يستحيل أن تكون مقاومة محترمة وهؤلاء ليسوا جهاديين، السعودية وقطر ومن أمامهم أمريكا يتوهمون أنهم قادرون على تغيير التاريخ بالمال وبالبترول ولكن المقاومة أثبتت في لبنان أن التاريخ يغيره الرجال وتغيره الكرامة والدفاع عن القيم والاوطان والحضارات المتفقة علما و ثقافة وجوعا ولكن السعودية ومن معها لا ثقافة ولا كرامة لهم و لا يؤمنون بالديموقراطية وقد تعودوا على التخريب وحينما تجد الخرب تجد رائحة المال والنفط القذرة.
*ألا يخشى سمير القنطار الاغتيالات وتصفية الحسابات ؟
-العدو الصهيوني اتخذ قراره باغتيالي، أقولها بكل تواضع لم أخشى العدو عندما كنت في سجنه و لن أخشاه وأنا حر أواصل المقاومة والنضال أنا شخص يحب الخطر ويذهب اليه ولا أعرف الخوف ولو كتب لي أن اعيد ما قمت به لن أتردد وأنا اليوم في صفوف المقاومة.
لم أستعد حريتي للهروب من مواجهة العدو، أنا من عائلة ميسورة ولكني نشأت على حب القضية والدي كان يريدوني أن أسافر الى الخارج لأتعلم و لكن الفضل يعود لاستاذ لبناني علمني تاريخ الثورة الفلسطينية وكان ذلك بالتزامن مع وجود المقاومة الفلسطينية في لبنان وكنا نعيش الوقائع بشكل يومي ونتابع النتائج لحظة بلحظة فكانت القضية حاضري ومستقبلي.
* أي مستقبل للمقاومة كيف يبدو لك مستقبل المنطقة في ظل الثورات العربية؟
- مستقبل المقاومة بين أيدي ابنائها وهو مستقبل مشرق ولن أتخلى عن المقاومة ما دامت أتنفس، اما مستقبل المنطقة فهو رائع والحقيقة التاريخية التي تجسدت في لبنان في 2006 جعلتها تدخل مرحلة جديدة وهي مرحلة ولى فيها زمن الهزائم و جاء معها زمن الانتصارات.
*كيف تنظر الى الامين العام لحزب الله وما هي علاقتك بحسن نصر الله؟
-متواضع الى أبعد الحدود، هو قائدي وهو الى جانب كونه القائد هو الاب لا يتوقف عن العمل يعمل ساعات طويلة ليضيف نصرا جديدا لهذه الامة يتابع الملفات الامنية والجهادية في سبيل ضمان نصر قادم.
*من أين يستمد سمير قنطار قوته؟
-من الله تعالى أولا ومن منطلق قناعة أنه عندما تكون على حق فان ذلك يعطيك احساسا بالقوة أما الشك فهو يمهد الى الانهيار النفسي.
رسالتي الى شعوب العالم أنه لا أحد يحتاج الى فلاسفة اوكتب اذا كانت لديه قناعة بأنه على حق، الحقوق لا تستجدى ولكنها تنتزع.
منظومة القيم التي ورثناها عن أجدادنا هي التي يجب أن تسمع ليس لما أن نعيش في خنوع هناك واقع ممزق بين "الانا الذاتي" وبين التاريخي، أنظر الى نفسي من خلال أمجاد أجدادي وأرفض هذا الواقع الهزيل الذي يحيط بنا وهذا هو التناقض القائم اليوم والذي يتعين علينا مغالبته لنكون أناسا طبيعيين غير منفصمي الشخصية بين أمجاد الماضي و ضحالة الحاضر.
*و كيف ينظر سمير القنطار الى التهديدات الاسرائيلية بتوجيه ضربة الى ايران؟
-أعتبرها تهديدات جدية والكيان الاسرائيلي لا يمكن أن يستوعب وجود دولة قوية وتدعو علنا الى تدمير اسرائيل ونصرة فلسطين وهو كيان لا يقبل بدولة متطورة لديها برنامج نووي، اسرائيل وكيل الغرب في الشرق الاوسط ولا تستوعب أن تكون ايران دولة ازالة السرطان الغاصب.
-قلت ان التهديدات جدية فماذا يعني ذلك ؟
-أي هجوم على ايران سيكون حربا اقليمية، هذا ما أتوقعه أما متى سيكون ذلك فان الواقع أن الاسرائيليين يتحدثون عن ذلك في كل وقت ولذلك وجب علينا الاستعداد وهم يعلمون بالتأكيد أنهم يغامرون وانهم يسيرون الى مغامرة لايعرفون نتائجها وهناك أصوات داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية تدعو الى عدم ارتكاب هذه الحماقة و لكن هناك طبعا عقلية العناد والغرور.
*هل يمكن أن نرى سمير القنطار مفاوضا للاسرائيليين؟
-(يضحك) هذا مستحيل حلم سريالي ..
*اذا كان الفلسطينيون وهم أصحاب القضية ويقبلون بالتفاوض معهم فلم لا؟
-أرفض هذا الرأي، أصحاب القضية ليس الفلسطينيون وحدهم القضية الفلسطينية قضية كل المسلمين وكل مؤمن بالقضية هو صاحبها، ماذا قدمت المفاوضات للفلسطينيين على مدى عشرين عاما؟ عندما بدأت المفاوضات كان هناك 150 ألف مستوطن و لكن اليوم عدد المستوطنين تضاعف وناهز النصف مليون في الضفة ساحة المسجد الاقصى ستتحول قريبا الى منتزه.. المدن تدمر و السكان يشردون والاراضي تصادر هذا هو الواقع فماذا جلبت لنا المفاوضات؟
*ماذا عن لبنان اليوم وهل أن المشهد الراهن مرشح لمزيد الانقسامات والتشتت؟
-المشهد الراهن في لبنان كما يلي هناك انقسام بين محور مقاوم لديه أولويات ومحور منحاز مع الولايات المتحدة ولكن القوة الاساسية لجمهور المقاومة لذلك لا يستطيعون تغيير المعادلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.