اسدل الستار عشية امس على نهائيات مونديال روسيا 2018، والتي شهدت نجاحات غير متوقعة واخفاقات مدوية. فعلى مستوى النجوم، أبهر كل من الفرنسي كيليان مبابي والكرواتي لوكا مودريتش الجميع بمساهمتها في بلوغ منتخبي بلديهما المباراة النهائية. وقبل أربع سنوات، كانت ألمانيا في الوضع نفسه، لكن أبطال العالم عادوا إلى ديارهم مبكرا ومن دور المجموعات، بينما تبخرت فرصة أخرى لمعانقة المجد العالمي بالنسبة الى الارجنتيني ليونيل ميسي، وصيف النسخة الاخيرة، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، بتوديع منتخبيهما من ثمن النهائي. وهنا أبرز النجاحات والاخفاقات التي شهدتها النسخة الحادية والعشرين من نهائيات كأس العالم في روسيا:مبابي... مودريتش و هازارد يخطفون الأضواء حظي مبابي بشهرة عالمية عقب انتقاله الصيف الماضي من ناديه موناكو الى باريس سان جرمان في صفقة قياسية قدرت بنحو 180 مليون أورو (اعارة لموسم ثم انتقال نهائي)، لكنه أصبح ظاهرة بأدائه الرائع خصوصا أمام الارجنتين في ثمن النهائي عندما ساهم في فوز منتخب بلاده 4 - 3. في تلك المباراة، تسبب مبابي، صاحب 19 ربيعا، في ضربة الجزاء التي افتتح منها منتخب بلاده التسجيل بعد انطلاقة صاروخية وسريعة من منتصف الملعب، قبل ان يؤمن فوز الديكة بثنائية ليصبح أصغر لاعب يسجل اكثر من هدف في الأدوار الاقصائية منذ بيليه عام 1958. كما واصل لاعب وسط ريال مدريد لوكا مودريتش تألقه هذا الموسم بعدما قاد فريقه الى لقب ثالث تواليا في مسابقة دوري أبطال أوروبا ورابع في المواسم الخمسة الاخيرة، وساهم بقيادة منتخب بلاده الى انجاز تاريخي يتمثل في بلوغه المباراة النهائية لكأس العالم للمرة الأولى، ومعززا حظوظه شخصيا في التتويج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، بعدما نال جائزة أفضل لاعب في ثلاث مباريات في المونديال الروسي. وقد أبهر مودريتش العالم بأدائه المذهل أمام الارجنتين في الجولة الثانية من دور المجموعات عندما أذل الكروات ليونيل ميسي ورفاقه بثلاثية نظيفة كان نصيبه منها هدف بتسديدة من خارج المنطقة. بعدها عوض إهداره ضربة جزاء في الشوط الاضافي الثاني من المباراة ضد الدنمارك في ثمن النهائي، بتسجيله ضربة جزاء في المباراة ذاتها التي حجزت عبرها كرواتيا بطاقتها الى ربع النهائي، وأخرى في المواجهة ضد روسيا المضيفة في الطريق الى الدور نص النهائي. تألق الجيل الذهبي للمنتخب البلجيكي في المونديال الروسي وكان من المرشحين لإحراز اللقب بفضل ترسانته الهجومية الضاربة بقيادة إدين هازارد، لكنه خرج من نصف النهائي بخسارته امام فرنسا 0 - 1. ولكن على عكس ما حدث قبل أربع سنوات في البرازيل وفي كأس اوروبا 2016 في فرنسا، أظهر هازارد مواهبه الفنية في روسيا،. اذ هز مهاجم تشلسي الانقليزي الشباك ثلاث مرات، وكان له دور أساسي في العودة القوية أمام اليابان في ثمن النهائي عندما حول الشياطين الحمر تخلفهم بهدفين الى فوز 3 - 2، ثم في الفوز على البرازيل 2 - 1. سقوط مدوّ لألمانيا والمنتخبات الافريقية كان مصير ألمانيا بطلة العالم مثل سابقتها اسبانيا بطلة 2010 في مونديال البرازيل وايطاليا بطلة 2006 في مونديال جنوب افريقيا: وداع من الدور الأول. فقد فشل أبطال العالم 4 مرات، للمرة الاولى منذ 80 عاما في تخطي الدور الاول الذي أنهوه في المركز الاخير للمجموعة السادسة بعد خسارتين أمام المكسيك وكوريا الجنوبية وفوز على السويد. وللمرة الأولى منذ عام 1982، لم يكن هناك أي منتخب افريقي في الدور الثاني للعرس العالمي. نيجيرياوالسنغال وتونس والمغرب ومصر خاضت ثلاث مباريات فقط، مما أثار المخاوف بشأن التوازن التنافسي للمونديال الذي تهيمن عليه المنتخبات الأوروبية. ولعب الحظ السيء أيضا دورا كبيرا في الفشل الافريقي حيث خرجت السنغال بنظام اللعب النظيف الذي رجح كفة اليابان بعدما تساويا في النقاط والأهداف في المجموعة الثامنة، في حين كان تأثير نجم ليفربول الانقليزي محمد صلاح محدودا في منتخب بلاده مصر بسبب الإصابة. نهاية سيطرة ميسي ورونالدو؟ ربما يكون ميسي (31 عاما) ورونالدو (33 عاما) قد خاضا المونديال الأخير لهما، بعد خروج منتخبي بلديهما الأرجنتين والبرتغال من ثمن النهائي. وكان عزاء رونالدو على الأقل ثلاثية تاريخية «هاتريك» في مرمى اسبانيا (3-3) في الجولة الاولى، لكنه أضاف هدفا واحدا آخر في المباراة الثانية ضد المغرب (1 - 0)، وكان محظوظا بتجنب ورقة حمراء في المباراة الثالثة ضد إيران. في المقابل، سجل ميسي هدفا واحدا فقط وكان في مرمى نيجيريا، عندما تفادى على الأقل الخروج من دور المجموعات، لكنه لم يقو على فعل شيء في ثمن النهائي أمام فرنسا. وبعد 10 سنوات من تقاسمهما الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، قد يكون الوقت قد حان لتخلي ميسي ورونالدو عن العرش.