أعلن في صائفة 1964 عن تأسيس مهرجان قرطاج الدولي الذي يعد واحدا من المهرجانات العربية والعالمية الهامة. سهرات هذا المهرجان الدولي العريق يحتضنها المسرح الأثري الواقع في مدينة قرطاج ذات الإرث التاريخي والحضاري الخالد. ويوجد المسرح الأثري في الطرف الغربي من قرطاج وتم تشييده في القرن الثاني للميلاد. وشكل فضاء ثقافيا هاما في تلك الفترة لسكان قرطاج الذين كانوا مغرمين بالعروض المسرحية والموسيقية وفن المحاكاة والفلسفة. وتعرض المسرح للتخريب إثر الغزو الوندالي في القرن الخامس. ووقع ترميمه في مطلع القرن العشرين ليصبح في كل صيف منذ 1964 فضاء لاحتضان أكبر السهرات الموسيقية لأشهر الفنانين العرب والعالميين صيتا وسمعة. والمسرح الاثري بقرطاج فضاء دائري. وهو معلم شاسع يقارب مسرح الجم تم تأسيسه في عهد يوليوس قيصر وتقام فيه المصارعات التي ينظمها الحاكم لابراز للرعية مصير كل خارج وثائر عن سياسة حكمه. وقد بني منذ تأسيس المدينة بمساحة حوالي 120 مترا X 36 متر ووقع توسيعه في القرنين الثاني والثالث الى أن بلغت مساحته 146م X 128م. المسرح الأثري بقرطاج الذي يعدّ إحدى المفاخر التاريخية الخالدة يتحول كل صائفة منذ 1964 الى فضاء لاحتضان أرقى وأكبر السهرات الموسيقية الفنية في اطار مهرجان قرطاج الدولي.فقد صعد على ركح هذا المسرح الأثري أسماء فنية خالدة، صانعة للطرب والموسيقى التي تحلق بالمتلقي في الأفق الرحب: جيمس براون، جاك برال، باتريسيا كاس، شارل آزنفور، بافاروتي، ألف بلوندي، نجاة الصغيرة، صباح فخري، وردة الجزائرية، خوليو أغليسياس، دريد لحام وعمله الرائع الكبير «على نخبك يا وطن»، وديع الصافي، محمد عبده، محمد حسن، ميادة الحناوي، وليد توفيق، راغب علامة، سعاد محمد، هيام يونس، صابر الرباعي، زياد غرسة، لطفي بوشناق، محمود درويش، هاني شاكر، جورج وسوف... وغيرهم من الاسماء التي صنعت مجدها الفني انطلاقا من مهرجان قرطاج الدولي.