لم يفوّت الجمهور التونسي وحتى الجالية الافريقية بتونس بالاضافة الى السياح، فرصة الاستمتاع ليلة أول أمس بحفل النجم الايفواري «ألفا بلوندي» بالمسرح الأثري بقرطاج، في اطار فعاليات الدورة الثامنة والاربعين من مهرجان قرطاج الدولي. الإقبال الجماهيري كان في مستوى الحدث والتصفيق والتصفير بدأ قبل العرض بساعة من الزمن تقريبا، لكن الجمهور ظل ينتظر نجمه الايفواري، أكثر من نصف ساعة أخرى، لأن بداية السهرة كانت مع الفنان التونسي احمد الماجري الذي غنى ورقص على أنغام الريڤي أمام ما يناهز العشرة آلاف متفرج لحظات قال عنها الماجري دون خجل إنها كالحلم لحظات غنى خلالها أحمد الأوبيرات التي تواصل تحضيرها أكثر من سنة وغنى كذلك أغنية «الدغباجي» في توزيعها الجديد على ايقاع الريڤي.
أحمد الماجري طالب الجمهور بالتفاعل مع أغانيه ورقص مطولا على ركح المسرح الأثري بقرطاج وعاش حلمه على طريقته، لكن التفاعل لم يكن كما كان يود الماجري لأن الجمهور الحاضر ببساطة هو جمهور «ألفا بلوندي».
لحظات استثنائية
وبمجرد نهاية الجزء الاول من الحفل مع الفنان أحمد الماجري انطلقت الهتافات مطالبة بدخول «ألفا بلوندي» فدخلت المجموعة الموسيقية المصاحبة له الواحد تلو الآخر وظل الجمهور ينتظر دقيقة أخرى ليفاجئه نجمه «ألفا بلوندي» صاعدا من أعلى سور المسرح مرتديا علم تونس فوق بدلته الحمراء والبيضاء فالنجم الايفواري جاء لتونس حاملا علمها بينما حمل الجمهور أو بعض المجموعات الحاضرة بالمدارج علم الكوت ديفوار... ومع هذه الاطلالة الاولى تغيرت الاجواء بالمدارج. فأغلب الجمهور هجر الجلوس واختار الوقوف طريقا لمواصلة الحفل والتفاعل مع النجم الافريقي والعالمي «ألفا بلوندي» فغنى مع أجمل أغانيه وأشهرها على غرار «Sebe Allahe» و «Brigadier Sabari»...
«ألفا بلوندي» لم يغن فحسب بل تحدّث مطولا، وفي أكثر من مرة عن الفقراء والضعفاء والسلم والسلام وتغنى بهذه المعاني كما غنى للفقراء والعاشقين والعاشقات، وتفاعل مع جمهوره رقصا وغناء، طوال الحفل الى أن أتت لحظة مغادرة هذا النجم الافريقي صحبة مجموعته الموسيقية للركح، لحظة أثبتت ان الجمهور التونسي لا يعترف بالنهايات والخواتيم، حيث ظلت الجماهير رابضة بمقاعدها منتظرة عودة نجمها «ألفا بلوندي» ولمّا طال الانتظار تعالت الاصوات منادية بالعودة ومواصلة الحفل.
«الغنّوشي» و«بلوندي»
في البداية تعالت الأصوات هاتفة باسم «ألفا بلوندي» ومع فترة الانتظار، والامل في عودة هذا النجم، تعالت الأصوات مرة أخرى لكن هذه المرة مرددة شعارا يخاطب رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي، وهو شعار معروف لدى عامة الناس.
في تلك الأثناء عادت المجموعة الموسيقية الواحد تلو الآخر مع وجود شخص تولى مهمة التعريف بهم ليصعد «ألفا بلوندي» ركح المسرح الأثري بقرطاج مجددا ويقدّم الفنان التونسي نوفل المهبولي، ويقول انه صاحب صوت جيد ويؤدي بإتقان أغنيته «Sebe Allahe» مترجمة بالعربية، ثم ينهي بنفسه «ألفا بلوندي» الحفل مع تفاعل جماهيري كبير للغاية.