من يوم الخميس 14 جوان الفارط الى يوم 15 جويلية الجاري تعاقد العالم مع الروعة وعاش اجمل اللحظات مع مونديال روسيا 2018 .. اول مونديال تحتضنه اوروبا في شطرها الشرقي ليكون بالفعل حافلا بعديد الظواهر غير المسبوقة في كل دورات الكاس العالمية الاغلى والاكبر. شهر من الركض والسجال عبق بالتشويق وحبس الانفاس الى اخر لحظاته لينتهي على افضل ما يكون وزادت زخات المطر في جمالية العرس الختامي للمونديال واختلط الماء بالعرق وبدموع الفرح والحزن لنشعر بالفعل واننا في طوفان من الجمال تفاصيله كانت عديدة ومتعددة. أروروبا الافضل منذ المونديال الاسياوي لسنة 2002 وكرة امريكا اللاتينية في تراجع اذ باستثناء المونديال الفارط الذي جمع دوره النهائي فريقا من النصف الحنوبي للقارة الامريكية بفريق اوروبي من خلال لقاء الارجنتين بالمانيا فان بقية النهائيات كانت ايطاليافرنسا وفي سنة 2010 كان الموعد بين اسبانيا وهولندا وفي هذا المونديال كان النهائي بين فرنساوكرواتيا بل ان هذا المونديال كرس سيطرة الكرة الاوربية على نظيرتها الامريكية منذ الدور نصف النهائي الذي كان اروبيا خالصا للمرة الخامسة في تاريخ المونديال بعد بطولات 1934 و1966 و1982 و2006 بل انحصر التواجد الامريكي اللاتيني في ربع النهائي على منتخبين فقط وهما البرازيل والاوراغواي. بيلي الجديد تجاوز اللاعب الفرنسي كيليان مبابي اللاعب الاسطورة بيلي بثبات اذ اصبح أصغر لاعب ينجح في التسجيل في المباراة النهائية (19 سنة و207 أيام) بعد بيليه في مونديال 1958 حين سجل وعمره (17 سنة و249 يوما) كما انه اصغر لاعب فرنسي يشارك في المونديال والاكيد انه اذا حقق كل ذلك وعمره لم يتجاوز العشرين فان مستقبلا واعدا ينتظره اذا حافظ على مستواه خاصة ان جماهير الريال تطالب بانتدابه لخلافة كريستيانو رونالدو على عرش النجومية في «الميرينغي» وللاشارة فان مبامي من اصول جزائرية من ناحية والدته التي تدعى فايزة العماري والتي لها دور كبير في الاحاطة بابنها وخمايته حتى داخل كواليس فريق باريس سان جرمان حين انتقدت بشدة الطريقة التي يسخر بها نيمار وداني ألفيش من مظهر نجلها وتشبيههما له ب»دوناتيلو» احد أبطال المسلسل الكارتوني الشهير «سلاحف النينجا». ارقام لا تنسى مونديال روسيا كان «هيتشكوكيا» بامتياز اذ شهد تسجيل 19 هدفا بعد الدقيقة 90، وهو رقم قياسي في تاريخ المونديال. كما احترقت آمال مدربون ولاعبون وقبلهم مشجعون ب «النيران الصديقة» حيث عرف هذا المونديال اكبر عدد من الاهداف المسجلة من لاعبين ضد مرماهم وصل الى 11 هدفا لعل اتعسهم حظا هو لاعب كرواتيا ماريو ماندزوكيتش حين سجل هدف فرنسا الاول في مرمى منتخب بلاده ووضع «الديكة» على سكة رسم النجمة الثانية على قمصانهم وهذا «الصنيع» من ماندزوكيتشهو الاول في تاريخ مباريات نهائي المونديال. الانجاز الكرواتي كما كان هذا المونديال هو الاول الذي يحتضنه بلد من اوربا الشرقية فان كرواتيا ولئن كانت ثاني منتخب بعد المجر من شرق القارة العجوز الذي يصل الى النهائي فانها كانت اول منتخب يصل الى النهائي بعد لعب 120 دقيقة كاملة من ثمن النهائي الى نصف النهائي وترشحت مرتين بركلات الترجيح امام السويد ثم امام روسيا اي انه دون احتساب الوقت بدل الضائع نجد ان كرواتيا لعبت 720 دقيقة كاملة في هذا المونديال ولعل هذا ما اثر على لاعبيها في النهائي وجعل ماندزوكيتش يسجل ضد مرماه ويتوه لاعبوه فوق الميدان ويقبلون اهدافا سهلة في النهائي لا نخالهم يقبلون مثلها لو كانوا في اتم جاهزيتهم البدنية.