أضفى مولد بّية على عائلة البشير الرحال مسحة من الحب والاحساس براحة البال والإقبال على الحياة بكل تفاؤل.. ترعرعت بيّة في رحاب عائلة عاشقة للفن والمسرح والثقافة.. عندما بلغت سن الرابعة عشر من العمر تلقفها عازف الكمنجة والملحن رضا القلعي الذي تزوّج شقيقتها الكبرى ومع بية انطلق في نحت مسيرتها الفنية ذات الطابع الخصوصي المتفرّد وهو الذي شدّه صوتها الرخيم الذي يقطر صفاء وبهاء ونقاء. كان رضا القلعي حريصا على بيّة التي رأى فيها كنزا فنيا فريدا.. كان ساهرا على خطواتها الفنية الأولى رغم معارضة والدتها فكان أن لجأ الى الحيلة بأن أطلق عليها اسم «فتاة المنار» وقدم لها أغنية «ظلموني حبايبي» التي مثلت نقطة الانطلاق نحو المجد الفني. بية التي اختفت تحت اسم «فتاة المنار» سرعان ما وجدت نفسها زوجة لرجل يكبرها سنا برغبة شديدة من والدتها وأنجبت منه ثلاثة أطفال ورغم هذا المنعرج في حياتها... لم تستسلم بية لقدرها. بل قررت تحدّي الصعوبات وتجاوز كل العراقيل.. فهي خلقت لتكون فنانة تغني للحب والحياة والانسان... ولا مجال للتخلي أو التنازل عن هذا الاختيار... كان والدها الى جانبها وكان رضا القلعي الحارس الأمين لهذا الكنز الفني بعد ان اكتسحت «ظلموني حبايبي». يتبع