كانت التلفزة التونسية في رمضان 1971 شاهدة على بث سهرة فنية مباشرة من منزل الفنانة علية في تنشيط لنورالدين الفتني. هذه السهرة جمعت لفيفا من الأصوات الغنائية المصرية التي زارت تونس في تلك الفترة. وبرزت بعطاء فني غنائي غزير ومتنوع، ومن الاسماء التي أثثت تلك السهرة في منزل الفنانة علية فايدة كامل ولبلبة ومحمد العزبي والفنانة التونسية صفية الشامية وعدد من رجال الثقافة والمسرح يتقدمهم الممثل المسرحي الكبير البشير الرحال والد علية والملحن المطرب محمد ساسي والرسام الزبير التركي. برزت الفنانة علية في تلك السهرة بعطاء فني استثنائي حيث شدت وقدمت عديد الروائع الخاصة بها. وهي التي تألق نجمها في تونس في مطلع الخمسينات من خلال دراساتها القيمة في رحاب الرشيدية على أيدي الثالوث خميس الترنان ومحمد التريكي وصالح المهدي (زرياب) وهو الذي أطلق عليها لقبها الفني علية تيمنا بأخت الخليفة العباسي هارون الرشيد علية بنت ابراهيم المهدي وقد كانت شاعرة ومطربة، كما أن الفضل يعود الى عازف الكمنجة رضا القلعي الذي اكتشف باكرا مواهبها الصوتية بحكم مصاهرته لعائلة الرحال الذي كان عميدها رجل المسرح البشير الرحال حيث كان متزوجا من شقيقتها الكبرى سميرة الرحال التي أهداها أغنية «سميرة» من تأليفه وتلحينه وأداء الهادي القلال، واذا كان صالح المهدي قد أطلق عليها لقب علية فإن صهرها رضا القلعي قد ألحقها وهي في سن المراهقة بفرقته الموسيقية التي أسسها سنة 1949 وأطلق عليها اسم المنار حتى لا تتفطن لها عائلتها الحافظة وخاصة عمّها عبد المجيد الرحال الذي كان كفلها بالتبني، فكانت فرقة المنار المحطة الاولى في مسيرتها الفنية حيث تألق نجمها بأغنية «ظلموني حبايبي» تأليف رضا القلعي وتلحينه.. وواصلت علية فتاة المنار مسيرتها مع فرقة المنار التي كانت تضم أبرز العازفين مثل الثالوث رضا القلعي عازف الكمنجة وشقيقه أحمد القلعي عازف العود ومحمود القلعي العازف على آلتين هما الناي والكرنيطة الى جانب الهادي الصنهاجي على آلة الشلو الكمنجة الوسطى وابراهيم المهدي على الكمنجة الكبيرة كونترباص وضابط الايقاع الصادق كومنجي وعازف الطرمبات البشير جوهر. السهرة التلفزيونية والتي امتدت على طول ساعة ونصف الساعة مثلت وثيقة لمنوعة تلفزيونية بخصوصياتها الابداعية المتفردة.