تونس (الشروق) للمرة الثانية يجد الفنان القدير بلغيث الصيادي مجبرا وعائلته على الردّ على الإشاعات الصادرة عن أصحاب النفوس المريضة، والتي طالت حياته، فمنذ أشهر صدرت إشاعة وفاة صاحب «اسملّه عليك»، وسرعان ما تم تكذيب الخبر، لكن إشاعة وفاة هذا الفنان المحبوب لدى الناس، سرت مساء أول أمس، سريان النار في الهشيم، فإلى حدود يوم أمس ظل مستعملو وسائل التواصل الاجتماعي، يشاركون على صفحاتهم هذه الإشاعة القاتلة. واضطر الفنان بلغيث الصيادي بمعية نجله أنيس إلى الردّ على المكالمات الهاتفية، من قبل زملائه ومن قبل وسائل الإعلام، كما صرّح بذلك ل"الشروق"، معبّرا عن ألمه واستيائه الشديدين من ترويج أخبار زائفة عن حياة الناس، علما وأنها ليست المرة الأولى التي تصدر فيها إشاعة عن وفاة فنان أو نجم معروف في تونس وحتى في العالم العربي، فقد قتلوا سلطان الطرب جورج وسوف أكثر من مرّة، وفي تونس أشاعوا عديد المرات وفاة فنانين على غرار دليلة المفتاحي وخديجة السويسي، وحتى الفنان الراحل منصف السويسي تعرض لإشاعة الوفاة قبل وفاته... ومثل هذه الإشاعات تصدر في السنوات الأخيرة، غالبا على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» وتسري الإشاعة بسرعة كبيرة حتى تصبح وكأنها حقيقة ويصدقها الناس، وبعض وسائل الإعلام تنشرها حتى دون التأكد من صحة الخبر، ولئن كان الإشكال في هذا الإطار قانونيا في السابق، إلا أنه اليوم، يمكن وضع حد لهذه المهازل، ويمكن للفنان بلغيث الصيادي أن يتقدم بشكاية في الغرض لتتبع المسرّب الأول للإشاعة، وهذه الجريمة تعتبر من «الجرائم الالكترونية». وفي حديثنا الخاطف عبر الهاتف، مساء أول أمس، مع الفنان بلغيث الصيادي، عبّر فهد بلان تونس كما يحلو لجمهوره مناداته، عن استيائه العميق من ترويج إشاعة وفاته، واعتبر أن موقع «فايسبوك»، يستخدم في الدول المتقدمة لأشياء إيجابية ويوفر مداخيل ومرابيح لعدد كبير من مستعمليه، أما عندنا فيستخدم للتلاعب بمشاعر الناس أو للتهجم عليهم على حد قوله. وطمأن بلغيث الصيادي أحباءه على صحته، مشيرا إلى أنه يباشر علاجه باستمرار، وباستثناء تأثير الدواء على جسمه، وما يحدثه من إرهاق فإن صحته في تحسن مستمر على حد تعبيره، شاكرا الله على نعمته، وشاكرا عائلته على العناية والرعاية الكبيرة التي يوفرونها له.