فنّانة تدعي أنها فقدت صوتها لتكون محط أنظار الاعلام... مطربة تبتعد عن الساحة وتدعي أنها متزوجة من رجل أعمال منعها من الغناء. وأخرى تروّج أن احدى الفنانات العربيات سرقت أغنيتها وهو ما دفعها لمقاضاتها... فنان يتمارض ويدعي انه في حالة احباط ومنهار حتى يفوز بعرض في أحد المهرجانات الكبرى... فنانون يعلنون عن اعتزالهم لشعورهم بتراجع نجوميتهم... جل هذه الاشاعات وأمثالها كثيرة تناولتها وسائل الاعلام كأخبار عادية في الأول لكن سرعان ما ينكشف الأمر لتنقلب الى مجرد اشاعات روّجها هؤلاء لشعورهم بتراجع نجوميتهم ولتجديد شهرتهم. وحول ترويج الاشاعات من أجل الشهرة «الشروق» فتحت الملف للوقوف عند الأسباب الحقيقية وراء هذا السلوك وتفسير الحالة النفسية لهؤلاء وموقف علم الاجتماع من هذه الظاهرة، وآراء بعض الفنانين من ذلك. ظاهرة قديمة إن هذه الظاهرة ليست بالغريبة على مجتمعنا بل هي موغلة في القدم. ولطالما طالت المشاهير والنجوم في جل المجالات وتختلف الإشاعة ويختلف وزنها وقيمتها تبعا لنوعية الموضوع أو للوزن الاجتماعي للشخص... وتتحول الاشاعة الى خطر عندما تمس بكرامة الشخص المقصود وأكثر ما تكون إما بدافع الانتقام او الحسد أو الكسب المادي. وتتزايد هذه الظاهرة في مجتمع ما نظرا الى تدني مستوى الوعي الاجتماعي وهذا مؤشر خطير على تأهيل الرأي العام للسذاجة الفكرية ليكون قابلا لتصديق الاشاعة. وعادة ما تلتصق الاشاعة بالفنانين والمشاهير وهي التي تساهم في صنع نجومية البعض منهم في المراحل الاولى من مشوارهم الفني. لكن تتحول بعد ذلك الى عبء نفسي ثقيل عندما تتعلق بحياتهم الشخصية وهذا النوع من الاشاعة يروّجه البعض بدافع الكره او الحب... إشاعة مفبركة أما النوع الآخر من الاشاعات فيروّجها الفنان في حد ذاته عندما يشعر بتراجع نجوميته وقلة اهتمام الاعلام به، وعدم ظهوره في الجرائد والمجلات... كل هذه الأسباب تساهم بشكل كبير في ترويج الأخبار الزائفة التي تخدم في أحيان كثيرة أصحابها وتعيدهم الى الساحة بعد سبات ويتصدّرون الصفحات الأولى من الصحف والمجلات... اعتزال ومرض ولعل أشهر فنانة تونسية عرفت بترويج الاشاعات هي الفنانة أمينة فاخت وبالرغم من نجوميتها الكبيرة في تونس الا انها دأبت على هذا السلوك وقد أثارت ضجة اعلامية كبرى عندما أعلنت انها فقدت صوتها بعد مرض أصابها ولم يفلح الأطباء في معالجتها في حين كانت هذه المطربة سليمة معافاة ولم يصبها اي مكروه سوى أنها شعرت بتراجع جمهورها في وقت ما فلم تجد من وسيلة تسترجع بها شهرتها غير الاشاعة التي لقيت صدى في الوسط الفني والاعلامي ولدى جمهورها فأصبحت حديث الشارع التونسي لأيام كثيرة الى ان كشفت الحقيقة. والى جانب هذه الاشاعة تعد الفنانة أمينة فاخت سبّاقة ايضا في اذاعة خبر اعتزالها وكانت قد أعلنت هذا الخبر في عدة مناسبات ولعل آخرها على مسرح الحمامات الدولي في صائفة 2010 وربما تكون شطحة جديدة من شطحات هذه الفنانة التي طالما عوّدت جمهورها بمثل هذه الإشاعات. زواج باطل المطربة إيمان الشريف التي اشتهرت بأغنية «على الله» سلكت طريق زميلتها في ترويج الإشاعة حيث أعلنت في وقت سابق أنها تزوّجت من رجل أعمال تونسي وسافرت للعيش معه في أحد البلدان العربية غير ان بعض الأخبار أكدت ان هذا الزواج لم يحصل فعلا وأن ما ادّعته هذه الفنانة مخالفا للواقع ولا أساس له من الصحة وأن علاقتها برجل الأعمال لم تصل الى مرحلة الارتباط الرسمي. وفي نفس الوقت لم تكذّب إيمان الشريف هذا الخبر. سرقات فنية تعدّ أبرز الإشاعات في الوسط الفني التي شهدت تزايدا في السنوات الأخيرة مثل اتهام بعض الفنانين لزملائهم بسطوهم على مشروع فني أو أغنية او لحن ولعل أشهرها اتهام مقداد السهيلي الفنانة سنية مبارك بسطوها على مشروع فني يعود اليه إلا ان سنية مبارك أثبتت فيما بعد أنها صاحبة المشروع وأن ادعاء السهيلي باطل في الوقت الذي ادعى فيه هذا الأخير المرض ولازم منزله للحصول على عروض من وزارة الثقافة. وقد ادعت المطربة حياة جبنون ان الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي قد سطت على أغنيتها «عسّولة» وأعلنت جبنون في لقاء صحفي أنها سوف تقاضي هذه الفنانة إلا ان هذا الخبر تم تكذيبه فيما بعد ولم تقاض حياة هيفاء الى يومنا هذا. حفلات وهمية وللإشاعة أشكالها ومضامينها ومقاصدها... ولكل طريقته في ترويجها غير ان الغاية تبقى واحدة وهي البحث في الشهرة والنجومية واهتمام الناس والإعلام، هذه الأسباب جعلت من بعض الفنانين ان لم نقل غالبيتهم يستندون الى ترويج الإشاعات الزائفة لتحقيق نجومية زائفة وقد عمد بعض الفنانين الغائبين عن الساحة الفنية في تونس الى ترويج بعض الأخبار المغلوطة تفيد أنهم يحيون حفلات خارج تونس في الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا... في حين انهم لم يتجاوزوا حدود منازلهم. وذلك حتى تكتب أخبارهم في الجرائد وتتحدث عنهم التلفزات والإذاعات لكسب تواجدهم على الساحة وحتى لا ينساهم الجمهور غير انهم غائبون منذ سنوات. ظاهرة شاملة إن ظاهرة الاشاعة في الأوساط الفنية ليست حكرا على الفنانين التونسيين فحسب وإنما هي متغلغلة في جل الأوساط الفنية العربية خاصة مع الظهور اليومي لأشباه الفنانين الذين يحاولون كسب حبّ الجمهور وكسب الشهرة والنجومية من خلال ترويج الإشاعات.