تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرب الإشاعات في تونس: ضربات تحت الحزام مع سابقية الإضمار والترصّد
نشر في التونسية يوم 08 - 10 - 2013

التونسيّة (تونس)
(وفاة الباجي ، تسمّم المياه ، مرض وموت الغنّوشي ،اغتيال سمير الطيب، استقالة الشابي، زيادة في اسعار الخبز...) هي عيّنة من اشاعات اهتز على وقعها الشارع التونسي وتداولها التونسيون في ما بينهم لبرهة من الزمن ليتمّ تفنيدها رسميّا في ما بعد. ولئن كان البعض يعتبر أنّ التكنولوجيا الحديثة مسؤولة عن انتشار مثل هذه الإشاعات فإنّ البعض الآخر يرى أنّها وسيلة يعتمدها بعض الفرقاء السياسيين لضرب خصومهم وزعزعة قواعدهم مؤكّدين انّ المواطن البسيط ينخرط فيها بطريقة غير مباشرة عبر ترديدها ممّا يساهم في حصول لفوضى وبلبلة داخل البلاد.
«التونسيّة» تطرّقت إلى الموضوع وتحسست آراء بعض السياسيين والمختصّين في علم الإجتماع حول هذه الظاهرة التي لا يكاد يخلواسبوع منها.
من الإشاعات التي لاقت رواجا كبيرا لدى كافّة التونسيين وبثت في قلوبهم الهلع والخوف والريبة تلك التي تزامنت مع أولى أيام الثورة عندما راجت اشاعة عن تسميم مياه الشرب وقد لاقت تلك الإشاعة صدى لدى عامّة الناس وتفاعل معها جلّ التونسيين من الشمال إلى الجنوب ولم تهدأ الخواطر إلا عندما أصدرت الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بلاغا أكّدت فيه ان توزيع مياه الشرب متواصل بصفة منتظمة وان إشاعات التسمم اوانقطاع التزويد على مستوى شبكة التوزيع ليس لها أساس من الصحة مضيفة أنّ وحدات الجيش الوطني تتمركز على مستوى نقاط انتاج مياه الشرب في كامل تراب الجمهورية لضمان سلامة هذه المنشآت والتزويد المنتظم بمياه الشرب.
إشاعة التعيينات
التعيينات في الوزارات وفي المؤسّسات العموميّة هي أكثر الأخبار التي يتفاعل معها المواطن التونسي خاصّة إذا ما تمّ تسريب بعض الأسماء والقول بأنها تسلّمت مراكز هامّة على غرار ما تمّ ترويجه في شهر فيفري الفارط عندما روّجت بعض المواقع انّه تمّ تعيين (م ،س) متفقّدا في إدارة الحرس الوطني،الشيء الذي أّدى إلى غضب شعبي عارم بلغ حتّى صفوف قّوات الأمن الوطني ولم تهدأ العاصفة إلا بنفي الداخليّة للاشاعة بعد ساعات قليلة من ترويجها، وبالبحث عن مسرّب الخبر وجدوا انّه قد تعوّد ترويج الأخبار الزائفة حتّى انّه نقل مقالا نُشر في موقع «التونسية» بعنوان «هل يعفى المواطنون من دفع المعلوم لفائدة التلفزة «التونسية»؟ ليعيد نشره في مدونته تحت عنوان «إلغاء معلوم الاذاعة والتلفزة في فاتورة الشركة التونسية للكهرباء والغاز» وهو ما أدى الى تصديق آلاف التونسيين بأن الشركة ألغت فعلا هذا المعلوم لولا التوضيحات اللاحقة.
كما يذكر التونسيون قائمات الاسماء التي تم ترويجها بمناسبة تشكيل حكومة العريض والتي تبيّن في ما بعد أنّها أخبار زائفة استوجبت نفيها من قبل الناطق الرسمي باسم الحكومة او المتحدث بإسم حركة «النهضة» باعتبارها الحزب الحاكم.
اعانات ولاية جندوبة
في 8 جوان 2011 عاش اهالي ولاية جندوبة حالة من الرعب والخوف وذلك بعد أن استغل جمع من المجرمين واللصوص إشاعة مفادها إقدام الولاية على توزيع الإعانات على بعض المواطنين دون البعض الآخر من المحتاجين. وبظهور بوادر التململ والامتعاض والرفض لدى أهالي الجهة عمد منحرفون إلى السطو على العديد من المحلات التجارية وحرق العجلات المطاطية وغلق بعض طرقات المدينة ممّا أجبر التجار على غلق محلاتهم والدفع ببعض المواطنين إلى ملازمة منازلهم.
هروب عماد الطرابلسي
لقي مقطع فيديوتمّ ترويجه على الموقع الاجتماعي «فايسبوك» وعلى
بعض المواقع الإكترونية في شهر فيفري 2012 تعلّق بهروب عماد الطرابلسي من السجن بطريقة مشبوهة وتحوّله إلى العاصمة الاماراتية أبوظبي رواجا كبيرا. وقد تضمّن الفيديو اعترافات شخص لم تظهر ملامحه قال انه يعمل نادلا بأحد أكبر نزل أبوظبي زاعما الاشاعة أنّ عماد الطرابلسي مقيم بالنزل المذكور بعد أن حل ركبه من تونس إلى جانب أشخاص آخرين. وممّا سهل تصديق هذه الإشاعة هو نشر صورة لتأشيرة تحمل تاريخ 23 جانفي 2012 قال ناشروها انها لعماد الطرابلسي وكذلك هوية المعني بالأمر كاملة وتاريخ ميلاده ومهنته ( رجل أعمال ) ، وتحمل توقيعا إلى جانب طابع يبدورسميا فضلا عن شعار دولة الإمارات العربية. لكنّ مصادر مطلعة بوزارتي العدل والدفاع الوطني نفت واكدت أن الطرابلسي قابع بالسجن العسكري بثكنة العوينة على ذمة التحقيقات وأنّه يوجد قرار قضائي ساري المفعول يمنعه من السفر.
وكالات الأسفار تغادر تونس
سنة 2012 ايضا واثر حصول اضطرابات بعدّة جهات تعلّقت أساسا بأفراد من التيار السلفي انتشرت أخبار تروّج أنّ بعض وكالات الأسفار قد الغت حجوزاتها نحو تونس على غرار إلغاء المجموعة السياحية الفرنسية «أسفار فرام» لكنّ هذه المجموعة أكّدت محافظتها على كامل برنامجها في اتجاه تونس مؤكّدة أنها متمسكة بتونس كوجهة سياحية خاصّة أنها نجحت في السنوات الأخيرة في جلب معدّل 100000 سائح في السنة مضيفة أنها تمتلك وتدير عددا من الفنادق والوحدات السياحية في مختلف المدن السياحية التونسية وأنها تشغل حوالي 1000 تونسي في فروع شركتها المنتشرة في المدن التونسية.
خوصصة الشركات العمومية
من الإشاعات الزائفة التي تلاقي رواجا ويتفاعل معها كافّة التونسيين خوصصة الشركات التونسيّة والمؤسّسات العموميّة على غرار القول ببيع الشركة التونسية للصناعات الصيدلية «سيفات» لولا تدخّل وزير الصحة عبد اللطيف المكي ونفيه لذلك مؤكدا أن خلفيات سياسية تقف وراء تأزم الوضع مضيفا أنّ محاولة البعض تنحية مدير عام الشركة هي عملية غير قانونية وتقف وراءها مجموعة من العناصر التجمعية على حدّ قوله من بينها صهر وزير سابق من المحسوبين على حزب «التجمع» المحل.
الشيء نفسه بالنسبة للشركة التونسية للكهرباء والغاز التي راجت حولها الشهر الماضي جملة من الإشاعات ممّا استوجب تدخّل الرئيس المدير العام للشركة ونفيه لذلك مؤكّدا أن الشركة لن تخرج عن صبغتها العمومية نظرا لحساسية منتوجها.
وفاة الباجي ...الغنّوشي... سمير الطيب... حمّة الهمّامي
الباجي قائد السبسي وراشد الغنّوشي هما من أكثر الشخصيات التي حامت حولها الاشاعات فقد سبق أن تداولت بعض المواقع اشاعة تتحدث عن توقف كليتي الباجي قائد السبسي عن العمل بإحدى المصحات الفرنسية ووفاته نتيجة ذلك. وقد ذهب مروج الاشاعة وقتها الى حد تحديد تاريخ وصول «جثمان السبسي» الى تونس وقد نفى وقتها الازهر العكرمي هذه الاشاعة معتبرا اياها اشاعة سخيفة يحاول بعض الفاشلين تسويقها.

من جهة اخرى تداول نهاية الاسبوع الماضي عدد من المواقع على شبكات التواصل الإجتماعي خبر مرض رئيس حركة «النهضة» راشد الغنّوشي وتواجده في حالة صحية حرجة باحدى مصحّات العاصمة وقد سرت هذه الاشاعة كالنار في الهشيم عزّزها غيابه عن الندوة الصحفيّة التي قرّرتها الحركة بإشرافه لكن خروجه إلى العلن في مؤتمر إعلامي فنّد الاشاعة.
خلال اعتصام الرحيل بباردو قالت صفحة «النواب المنسحبون» إنّه تمّ اغتيال النائب سمير الطيب موردة الخبر كالآتي : «عاجل وأكيد إطلاق النار من سيارة location الآن في باردو على النائب سمير الطيب وقد أصيب ب4 رصاصات في الصدر ونؤكد لكم خبر وفاته الآن على عين المكان والغريب ان سيارات الشرطة لم تلاحق السيارة التي اطلقت النار. هذا ثالث إغتيال سياسي في عهد حكومة «النهضة» والله أيها الشعب انت لا تستحق الوجود إن لم تخرج لإسقاط هذه الحكومة التي تقتل أبناء الشعب التونسي … سنوافيكم بالصور والفيديوهات بعد قليل». وقد احدثت هذه الاشاعة ردّة فعل عنيفة لدى التونسيين الذين هبّوا لمعرفة الحقيقة لولا تدخّل عائلة المذكور إعلاميّا ونفيها للخبر مشيرة الى أنه تمت قرصنة عدة صفحات على موقع الفايسبوك ومنها صفحة النواب المعتصمين.»
أمّا في شهر سبتمبر المنقضي فقد تداولت بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) وبعض المواقع الاخبارية اشاعة إطلاق 3 رصاصات على الناطق الرسمي للجبهة الشعبية ورئيس حزب العمال حمة الهمامي مؤكدة خبر نقله إلى المستشفى العسكري بتونس. لكنّ الجيلاني الهمامي الناطق الرسمي لحزب العمال والقيادي بجبهة الإنقاذ أكّد ان خبر اغتيال حمة الهمامي هو محض اشاعة وانه خبر كاذب مضيفا أنّ هذا الأخير ترأس في اليوم ذاته اجتماعا للجبهة وانّ ما روّج بشأنه أخبار زائفة.
استقالات من الأحزاب
اشاعات الاستقالات طالت كثيرا من الاحزاب السياسية واستقطبت اهتمام الرأي العام على غرار ما حصل مع «النهضة» و«نداء تونس» و«الحزب الجمهوري». فمؤخّرا نفى محسن مرزوق القيادي بنداء تونس خبر استقالته من الحزب والتحاقه بأحد الأحزاب المعارضة الأخرى معتبرا ذلك من باب التشويش السياسي لا غير ومحاولة يائسة لإرباك مسيرة نداء تونس في خضم الازمة السياسية التي تعيشها البلاد وكذلك كان الشأن بالنسبة للأزهر العكرمي الذي تساءل كيف لأحد مؤسسي الحزب ان يفكر في الاستقالة.
أمّا كتلة حركة «النهضة» فقد نفت عبر صفحتها الرّسميّة على موقع التواصل الإجتماعي خبر استقالة الصادق شورو من المجلس الوطني التأسيسي ردّا على ما ورد في العديد من وسائل الإعلام معتبرة انّ ذلك مجرّد إشاعة تهدف لإضعاف الحركة.
من جانبها فنّدت سعاد عبد الرحيم اشاعة إستقالتها من كتلة حركة «النهضة» بالمجلس التأسيسي مؤكّدة أن الهدف من إتصالاتها مع الأحزاب والفرقاء السياسيين هو محاولة التقريب بين وجهات النظر مضيفة أنّها لا تؤمن بالسياحة البرلمانية والحزبية داخل البرلمان وأنّها تحترم الإلتزام الذي يربطها بالكتلة البرلمانية لحركة «النهضة».
وقد سبق للحركة ان نفت خبر إستقالة أمينها العام حمّادي الجبالي في جوان الماضي من أمانة الحزب معتبرة إياها إشاعات مغرضة.

أمّا الهادي بن عبّاس المستشار الأوّل لدى رئاسة الجمهوريّة فقد نفى بدوره مؤخّرا إشاعة انضمامه إلى حزب «نداء تونس» مؤكّدا أنّ ذلك افتراء لا أساس له من الصحّة وأنّ المسألة غير مطروحة بتاتا حسب تعبيره.
رئاسة «التأسيسي» و«يسر للتنمية»
عقب اغتيال محمد البراهمي وتعليق أعمال المجلس الوطني التأسيسي من قبل مصطفى بن جعفر تداولت بعض المواقع إشاعة ترؤس القيادي بالحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي للمجلس الوطني التأسيسي القادم لكنّ سرعان ما تمّ تفنيدها من قبل القيادي بالحزب إياد الدهماني الذي قال ان الخبر إشاعة كغيرها من الإشاعات التي تطلّ على الحزب الجمهوري في كل شهر على غرار دخول الحزب الجمهوري للحكومة وقبول نجيب الشابي بمنصب بوزارة الخارجية والاتفاق معه على ان يكون رئيسا للجمهورية وانضمام عصام الشابي ومية الجريبي للحكومة...
هذا الى جانب الإشاعة التي راجت ومفادها ان نجيب الشابي اودع مبلغا ماليا قيمته مليار في شركة «يسر للتنمية» لغاية استثمار فوائده في حملته الانتخابية المقبلة لكنّ القيادي بالحزب المولدي الفاهم نفى الامر واصفا إياه بالادعاءات والسفاسف المغرضة الصادرة عن الاصدقاء قبل الأعداء.
سعاد عبد الرحيم (حركة «النهضة»): سوء نيّة غايتها البلبلة
حول هذا الموضوع قالت النائبة بالمجلس الوطني التأسيسي سعاد عبد الرحيم إنّ ترويج الإشاعات مرتبط بأمرين إثنين فإمّا أن تكون عن حسن نيّة لا تتأتى عنها أخطار أوعن سوء نيّة غايتها بثّ البلبلة والتوتّر وشحن الجوالعام بالفتن مضيفة بأنّ المرحلة الإنتقاليّة ساهمت بشكل كبير في الترويج للأخبار الزائفة في ظلّ الحراك السياسي التي تجعل من الناشطين السياسيين عرضة للإشاعات.
وأضافت سعاد عبد الرحيم أنّ التأويلات التي انبنت على بعض تصريحاتها أوالقراءة الخاطئة لتلك التصريحات جعلت منها عرضة للإشاعات موضّحة أنّ الإشاعات المغرضة والمقصودة التي تسيء إليها وتهدف إلى ضربها هي التي تقلقها.
علي جلّولي (حزب العمال): حجب المعلومة وراء الإشاعات
قال علي الجلولي القيادي بحزب العمّال وبالجبهة الشعبيّة إنّ الإشاعة تندرج أساسا ضمن مصادر المعلومة دأبت فترة الدكتاتورية على الترويج لها لحجب المعلومة الصحيحة عن المواطنين مضيفا أنّ بن علي كان يوظّف الإشاعة ضدّ خصومه وان هذه هي السياسة التي واصلت بعض الأحزاب انتهاجها بعد الثورة.وأضاف الجلولي أنّ الإشاعة اليوم مازالت متواصلة رغم الحريات الإعلامية وذلك لتواصل حجب المعلومة من طرف الأجهزة الرسميّة كالوثائق المتعلّقة بالإغتيالات وغيرها في مختلف القطاعات ممّا يفتح الباب،على حدّ تعبيره، للتأويلات والإشاعات موضّحا انّه يوجد فرقاء سياسيون مازالوا يستعملون الإشاعات لبثّ الفتنة والضغط على الخصوم والهرسلة في ظلّ الصراع السياسي والأزمة الخانقة التي تمرّ بها البلاد.
واكّد الجلّولي انّ جلّ الإشاعات التي مسّت «الجبهة الشعبيّة» أو «حزب العمّال» كان وراءها عدد من أنصار حركة «النهضة» لإرباك الحزب على حدّ قوله وضرب قواعده وتحويل وجهة الإهتمام الشعبي إلى اهتمامات جانبيّة وهامشيّة ليعبّر عن رفض حزبه لمثل هذه الأساليب مؤكّدا انّ «الجبهة» و«حزب العمّال» لم يتورّطا البتّة في إطلاق الإشاعات وذلك لإيمانهما بأنّ السياسة تنبني على الصدق والأخلاق والمعلومة الدقيقة والصحيحة لأنّ المعلومة الخاطئة ،على حدّ تعبيره،تؤدّي إلى تحاليل خاطئة لا تتلاءم مع الوضع الدقيق للبلاد.
زهيّر المغزاوي( أمين عام حركة الشعب): إفساد الحياة السياسيّة
اعتبر زهير المغزاوي أمين عام «حركة الشعب» أنّ الإشاعة ظاهرة إجتماعيّة موجودة منذ الأزل تكثر وتنتشر عند التضييق على الحقيقة مضيفا انّ الإشاعة في تونس انتشرت عقب الثورة بشكل مهول كأنّ جهات تقف وراء ترويجها وتعمل على تنظيمها لتشويه أطراف معيّنة وتوجيه مسارات كاملة.
وأضاف المغزاوي أنّ الإشاعة باتت تساهم بشكل كبير في إفساد الحياة السياسيّة رغم انّ الحياة السياسيّة السليمة على حدّ تعبيره تقوم على الحقيقة وتقييم الأشخاص على أساس مواقفهم وليس ما تعلّق بهم من إشاعات مؤكّدا أن اشواطا طويلة مازالت أمام التونسيين للقضاء على هذه الظاهرة خاصّة في غياب حكومة توافقيّة تكشف الحقيقة للجميع.
واوضح المغزاوي أنّ الظروف الحالية للبلاد جعلت امام الإشاعة ميدانا خصبا لانتشارها وتوسّعها ليطالب الجميع بضرورة التثبّت من صحّة مصادر المعلومة قبل إصدار أحكامه.
رأي علم الإجتماع
قال الدكتور شهاب اليحياوي ل «التونسيّة» إنّ الإشاعة بماهي صناعة للخبر تصاغ بقصد تمرير موقف او انتاج مواقف أو خلق إشكال أو افتعال ظواهر وأحداث أو بقصد قياس ردة فعل تجاه موضوع معيّن او توجيه الرأي العام وخلق موضوع اهتمام مقصود بهدف تحقيق غايات غير معلنة.
وأضاف اليحياوي انه يتم التصرف في الاشاعة عبر الاضافة او الحذف او التضخيم او التقليل لعكس موقف ذاتي من الحدث او الظاهرة لينعكس موضوع الخبر بدوره على مضمونه عبر التصرف فيه .
واعتبر اليحياوي أنّ الإشاعة وسيلة مجتمعية للتواصل والتأثير الفردي في المجموعة اوالمجتمع المحلي عبر خلق حراك او جدل او اتجاه رفض او مناصرة لسلوك وتصرف مجتمعي او سياسي اواقتصادي ليؤكّد أنّ الخبر الصحفي ان لم يكن مستندا الى مقومات الحرفية والحيادية وغير معلوم المصدر ولم يسع للتقصي والبحث والتثبت قبل النشر او التعليق يدخل في خانة الإشاعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.