قد يقول البعض إن ما يحدث الآن في الترجي سَحابة عابرة وقد يؤكد البعض الآخر أن «عَاصفة» الغضب الجماهيري تُنذر بصيف ساخن والثابت أن الوضع دقيق ومن الضروري أن تتحمّل كلّ الأطراف مسؤولياتها من أجل إعادة الأمور إلى نصابها. وقد تُشكّل «الأزمة» الراهنة فرصة ملائمة لإجراء الإصلاحات اللاّزمة في مُستهل المشوار بدل السكوت عن الهنّات و»التورّط» أثناء العام كما حصل في السنة الرياضية الماضية حيث احتفلت الجمعية بفوزها بالبطولة العربية في شهر أوت قبل أن تتلقى صَفعة قوية في رابطة أبطال إفريقيا أمّا بقية الحكاية فهي معروفة. وكان من المفروض «إستثمار» ذلك الإنجاز المُهمّ كرويا وماديا لإجراء المزيد من التحسينات خاصّة أن الثغرات كانت جلية غير أن نشوة الفوز باللّقبين المحلي والإقليمي أغمضا العيون عن النقائص فدفعت الجمعية الفاتورة في المُسابقة القارية. اتّهامات مفهومة يَعتقد شقّ من أحباء الترجي أن المشاكل الدفاعية ليست ناجمة عن غياب التعزيزات النوعية فحسب بل أن الإدارة الفنية للجمعية تتحمّل جانبا من المسؤولية. ذلك أن مركز التكوين الذي يُشرف عليه العربي الزواوي من زمان طويل (قبل أن يلتحق به المنذر كبّير) لم يُنتج مواهب كبيرة من شأنها أن تفتكّ مكانا في الدفاع وتساهم في تحقيق الصلابة الضرورية وحتّى منتصر الطالبي المتخرّج من المدرسة الترجية و»الهَارب» مؤخرا إلى البطولة التركية يملك مؤهلات متوسّطة لا غير ولا مجال ل»التباكي» على رحيله في سن العشرين. ولا إختلاف في كفاءة المنذر كبيّر وخبرة العربي الزواوي ونجاحهما مؤخرا في تكديس جُملة من الألقاب مع شبان الترجي لكن ذلك لا يُخفي أبدا «تواضع» المنتوج الكروي المُقدّم لصنف الأكابر بشكل يطرح عشرات الأسئلة حول نوعية التكوين في مركب المرحوم حسّان بلخوجة. تحويرات ستشهد المنطقة الخلفية عدّة تغييرات في الفترة المُقبلة وذلك لأسباب اضطرارية ودواع فنية خاصة أن مردودية الدفاع كانت كَارثية في اللّقاء الأخير أمام «كَامبالا سيتي» الأوغندي. ويأمل الإطار الفني أن يستعيد الظهير الأيمن إيهاب المباركي جاهزيته الكاملة ليراهن على خَدماته في الجهة اليمنى التي كانت الحلقة الأضعف في التشكيلة الترجية خلال لقاء «كَامبالا». هذا ويدرس بن يحيى إمكانية لعب ورقة أمين المسكيني وهو مثال يُحتذى في الإنضباط. وقد تشمل التحويرات أسماء أخرى في الدفاع ما لم تُنقذ نفسها وتَنتفض والكلام عن الذوادي وبدرجة أقل شمّام والرّبيع.