في الوقت الذي تواصل فيه جامعة كرة القدم البحث عن خليفة للمدرب نبيل معلول على رأس المنتخب الوطني دون الاستقرار على رأي حول جنسية المدرب القادم، تعالت الأصوات من جديد تنادي بالعودة الى الكفاءات الوطنية واختيار افضلها لان المرحلة الحالية لا تتطلب اهدار الوقت خاصة واننا قادمون على المرحلة الحاسمة من تصفيات كأس الامم الافريقية 2019 بالكاميرون والمشاركة في نهائياتها على امل القطع مع نتائج النهائيات السابقة والتي عادة ما نودعها منذ الدور ربع النهائي. اغلب الذين تحدثنا اليهم من فنيين ومدربين ولاعبين دوليين سابقين اكدوا ان الفرصة سانحة من جديد لخوض تجربة مع المدرب التونسي على غرار ما حصل مع نبيل معلول شرط ان تتوفر الكفاءة وحسن الاختيار خاصة وان التجارب السابقة مع المدربين الاجانب لم تعط نتيجة وتبقى تجربة الفرنسي روجي لومار الاستثناء بما انه حقق كأس افريقيا للأمم 2004، وتأهل لأولمبياد 2004، وكأس القارات 2005، وكأس العالم 2006، وهو انجاز لم يحققه اي مدرب اجنبي او تونسي عبر تاريخ مشاركات «النسور» قاريا وعالميا، تليها تجربة البولوني هنري كاسبرجاك سنة 1996، قبل ان يفشل عند عودته سنة 2015، وباستثناء هذين المدربين فان كثرة تداول المدربين الاجانب على المنتخب وعددهم ناهز 17 مدربا لم تأت بالحلول بل عرفوا كلهم الفشل في تحقيق الاهداف المرسومة لا بل ان نتائجهم لا تفوق ما حققه المدربون التونسيون رغم الفارق الكبير في الجرايات الشهرية. «الشروق» فتحت ملف مدرب المنتخب الوطني في المرحلة القادمة، هل هي مرحلة مدرب تونسي ام اجنبي؟ وسألت عن مواصفات الربان القادم ل»النسور»؟ زياد الجزيري (لاعب دولي سابق) الجعايدي رجل المرحلة المنتخب الوطني في حاجة الى مدرب تونسي واتمنى ان يكون راضي الجعايدي على رأس المنتخب في هذه المرحلة لأنني ارى فيه الكفاءة وبحكم انه لاعب دولي سابق واعطى الكثير للمنتخب كما يتميز بأخلاق عالية ونجح كلاعب ومدرب ايضا في انقلترا. اليوم حان الوقت لإعطاء الفرصة للشبان على غرار ما يحصل في العالم. فالمنتخب الفرنسي مثلا وبعد مونديال 1998 اعطى الفرصة للاعبيه مثل زيدان وبلان واليوم ديشامب والنتيجة يعرفها الجميع، كما ان الواقع اثبت ايضا ان المدربين الناجحين على مستوى العالم حاليا هم من الشبان، لذا لا بدّ من اعطاء الفرصة لأبنائنا وارى ان راضي الجعايدي قادر على قيادة سفينة المنتخب نحو بر الامان وبإمكانه استثمار تجربته مع المنتخب وانضباطه لتحقيق نتائج ايجابية. طارق ثابت (لاعب دولي ومدرب) منتخبنا في حاجة الى مدرب يعرف مشاكل كرتنا انا شخصيا مع المدرب الوطني للإشراف على المنتخب رغم انني عملت مع المدرب روجي لومار الذي حقق نجاحا كبيرا، لكن هذه المرحلة تتطلب مدربا تونسيا مطلع على مشاكل الاندية وقريب اكثر من اللاعبين وهذا العنصر لا يمكن ان يتوفر عند المدرب الاجنبي. وبصراحة لنا في تونس عديد الكفاءات القادرة على تحقيق نتائج ايجابية مع المنتخب، فحتى تجربة المدرب نبيل معلول تعتبر ناجحة رغم ان الاغلبية قست عليه وكأن المنتخب في مونديال روسيا كان سيئا الى ابعد الحدود في وقت خسرنا فيه مقابلتين نتيجة اخطاء فردية اضافة الى تواجدنا في مجموعة قوية وقد اثبتت نتائج المونديال ذلك بتواجد انقلترا وبلجيكا ضمن المربع الذهبي. كمال الشبلي (لاعب دولي سابق) المدرب الأجنبي الكفء صعب المنال اذا اردنا الاختيار بين مدرب تونسي او اجنبي فان هناك شروطا لابد ان تؤخذ بعين الاعتبار، فأي تونسي يسعد ان يرى اطارا فنيا وطنيا على رأس المنتخب الاول، لكن اذا اردنا البحث عن اجنبي فلا بدّ ان يكون مدربا كبيرا في التجربة وله خبرة مع المنتخبات لا الاندية وهذا ان توفر سنكون عاجزين عن استقدامه لأسباب مادية. لذا من المنطق في هذه المرحلة التعويل على كفاءات تونسية ولم لا تكوين طاقم فني يضم ابرز المدربين يعملون في انسجام تام، خاصة وان الوقت لا يسمح بتعيين مدرب اجنبي يطلب وقتا للتعرف على المجموعة ونحن امام استحقاقات قريبة في الزمن مثل تصفيات كأس الامم الافريقية 2019. اسكندر القصري (مدرب) المدربون الأجانب يفشلون مع المنتخب باستثناء روجي لومار ومنذ 14 سنة لم تكن تجربة المدربين الاجانب ناجحة مع المنتخب الوطني لعدة اسباب اهمها عدم دراية هؤلاء بعقلية اللاعب التونسي وبالبطولة الوطنية، لذا فان العودة الى المدرب التونسي في هذه المرحلة ضرورة ملحة خاصة وان لنا كفاءات قادرة على قيادة المنتخب. لكن قبل ذلك لا بد من الاشارة إلى أن مشكلة كرة القدم التونسية ليست في المدرب تونسي ام اجنبي بل في أنها مريضة من اصلها وتحتاج الى تشخيص واستراتيجية عمل تنطلق من التكوين السليم للشبان وصولا الى المنتخب الاول، فالمدرب مهما كانت جنسيته او كفاءته لا يمكن له النجاح في ظل واقع كروي مترد ومشاكل بالجملة في البطولة التي تبقى الممول الاساسي للمنتخب رغم الالتجاء الى لاعبينا المولودين في اوروبا. منذر كبيّر (مدرب) مدرب تونسي ملمّ بواقع كرتنا بعد ان مررنا بعدة تجارب تأكد ان المدرب التونسي هو الانسب لتدريب المنتخب لأنه يعرف عقلية اللاعب وملم بواقع بطولتنا، وما سيساعده هو ان منتخبنا تطور في السنوات الاخيرة خاصة على المستوى الفني وحقق عدة نجاحات ولو نسبية لكنه قابل للتطور اكثر. لنا من الكفاءات الفنية الكثير شرط ان يكون الاختيار على من له كفاءة اكثر وقريب من البطولة الوطنية لفترة لا تقل عن 4 او 3 سنوات حتى يكون ملما بأجواء اللاعبين وتفكيرهم وطريقة لعبهم وهذا عنصر مهم للنجاح. الا اننا في تونس للأسف عادة ما نطرح السؤال: هل لنا كفاءات قادرة على قيادة المنتخب الاول؟ وهو سؤال ما كان يطرح لان الكفاءات متوفرة في جميع المجالات والمطلوب استغلالها على الوجه الافضل.