أين انت من الخيبة التي حلت بالمنتخب الوطني؟ بالنسبة لي الخيبة كانت مضاعفة .. هي خيبة المنتخب وخيبتي في ان أساهم وأساعد المنتخب لكنني حرمت من ذلك. هل توضح اكثر؟ أنا كتونسي كنت قلبا وقالبا مع المنتخب وخيبتي كانت اكبر لانني كنت قادرا على مساعدة اللاعبين لكني حرمت من هذه الفرصة. يعني كنت تنتظر دعوتك والمشاركة في المباراة؟ (اجاب على الفور) مثل هذه المواعيد خاصة جدا وانا استعدت عافيتي والعب بانتظام مع فريقي وكنت اجهز نفسي لهذا الموعد. من الذي حرمك من ان تكون مع المنتخب؟ هو المدرب كويلهو.. لقد صرح ان عدم دعوتي كانت مسالة اختيار لا غير. (مستوقفا اياه) لكنه صرح كذلك انه لا يمكنه ان يدعوك لتجلس احتياطيا؟ لا... هذا خطاب ديبلوماسي. أنت «تشعلها» الآن بعد ان انتهى كل شيء؟ هذه ليست الحقيقة.. انها تمويه منه فقد سبق لي وان استدعاني في مباراة نيجيريا في تونس و بقيت على البنك وقبلت الأمر ومع ذلك لم اتكلم وقمت بواجبي من حيث تاطير المجموعة وتحفيزها . معنى هذا أن كويلهو تعامل معك بلغة مزدوجة .. لغة «مضروبة»؟ (يضحك)... نعم لغة «مضروبة» لم تكن هي الحقيقة. لدي إحساس بأنك كنت مستهدفا؟ (يضحك مجددا)... ممكن جدا لا املك أدلة لكن انا متأكد ان استبعادي لم يكن قرارا. ما الذي يجعلك تثق كل هذه الثقة في انك ما تزال قادرا على مساعدة المنتخب الوطني؟ إمكاناتي الفنية ما تزال تخول لي ذلك، هناك فكرة مغلوطة لدى البعض انني العب في الدرجة الثالثة في انقلترا مما يعني لهم انني في مستوى متواضع جدا وهذا غير صحيح ولمن يريد ان يتاكد عليه ان يطلع على مستوى هذه البطولة قبل ان يحكم. كما ان لي دورا كقائد للمجموعة وصاحب خبرة حيث تتطلب هذه المرحلة على الأقل وقتيا الاستعانة بأصحاب الخبرة. هل حاولت ان تستفسر من المدرب؟ حاولت .. وماذا كانت النتيجة؟ نفس اللغة لم أجد توضيحا دقيقا وهو ما زاد في خيبة أملي . هل تشك في ان أطرافا وقفت ضد دعوتك؟ لا املك دليلا قاطعا أو ملموسا لكن عندي قناعة أن هناك من وقف ضد تواجدي مع المنتخب. تشعر انك مظلوم؟ لا لم نصل الى الظلم لكن احساسي هو انني مهضوم الجانب. انا احمد الله كثيرا على هذه المسيرة لقد لعبت مباريات عديدة مع المنتخب وعشت أوقات سعيدة وأوقات صعبة... تلك هي الحياة.. لقد كان عندي إحساس أنني كنت أستطيع ان أساعد المجموعة في تلك المرحلة الصعبة لكن ذلك لم يحصل. وهذا ما ضاعف في خيبة أملي. لقد كان كاس العالم واحدا من أهدافي وأهداف كامل المجموعة.. لكن ضاعت الفرصة. لكن الا ترى يا راضي انك تقدمت في العمر وثقلت تحركاتك على الميدان؟ نعم تقدمت في العمر .. لكنني ما أزال قادرا على العطاء... على الإحاطة وعلى توجيه اللاعبين. لكن دعوتك ستكون على حساب لاعب آخر؟ هي مسالة اختيارات ... انا اعرف ومقتنع انني كنت قادرا على مساعدة المجموعة . لنركز الان على الخيبة وهل لك ان تفسر لنا أسبابها؟ عديدة هي اسباب الخيبة مثل نقص الخبرة وحتى المدرب لا يملك الخبرة بالمواعيد الإفريقية الحاسمة لقد كان يفكر في نتيجة التعادل الوقتية في مباراة نيجيريا وكينيا والحال انه كان عليه ان يفكر في الانتصار على الموزمبيق لان ذلك كان سيغنيه عن اي نتيجة اخرى . هل ان كويلهو ارتكب اخطاء تكتيكية في المباراة؟ نعم.. اختياره لم يأت بنتيجة.. التشكيلة لم تكن موفقة.. ووقوف اللاعبين لم يكن منظما ليمنع خطر المنافس. هل يتحمل كويلهو النسبة الاكبر في الخيبة؟ نسبته كبيرة لكن حتى بقية الأطراف الأخرى لهم مسؤوليتهم . هل تدقق لنا مسؤولية كويلهو في الذي حدث؟ لم يقم بالتاطير اللازم للاعبين ولم يعرف كيف يتصرف اثناء المباراة وعندما تغيرت النتيجة. لكن في صورة الهدف الذي قبلناه كانت المسؤولية للاعبين؟ هذا صحيح وهو خطأ استغرب له من الثنائي حقي وغزال لم يكن هناك تفاهم في التغطية لانه من المستحيل ان نقبل هدفا بتلك الشاكلة. عدم تأهل تونس للمونديال هل يعني فشل كويلهو؟ بكل تاكيد هذا فشل ذريع لان الغاية لم تعد التاهل بل كيف نترشح للدور الثاني في المونديال،،، لقد تعودنا على الترشح . الآن ما هو حكمك على تجربة كوليهو في تونس؟ لم تكن ناجحة .. لقد فشلت تجربته. هل لك ان تقارن بينه وبين لومار؟ اعتقد ان المقارنة لا تستقيم بين المدربين سواء على مستوى النتيجة او الرصيد وحجم النجاحات. مع لومار فزنا بكأس الامم الافريقية ولعبنا كأس القارات وقدمنا مستويات جيدة و ترشحنا الى نهائيات كأس العالم. مع لومار خلقت تقاليد جديدة. اما مع كويلهو ها هي النتيجة تحكم عليه. لكن... كلنا يعرف ان لومار خرج ب«الدز»؟ هذه حكاية أخرى لاننا وللأسف الشديد دائما ما نفسد النهايات في كل علاقة. مالذي تؤاخذه على كويلهو؟ انه لم ينجح في استثمار اجواء التنظيم والانضباط التي تركها سلفه لومار وانساق وراء التساهل بدعوى الانفتاح وعدم غلق ابواب المنتخب لذلك خسر المنتخب اجواء التركيز ولم تعد قراراته قوية حيث يقول مرة ان الشرميطي لا يتماشى مع خططه واختياراته وعندما ضغطت الصحف جاء بالشرميطي. برأيك الم يكن بامكان المدرب المساعد الحبيب الماجري ان يغير بعض الأشياء؟ المفروض ان يكون له دور مهم في المجموعة .. هو لا يفهم في لغة التواصل وهناك تقاليد مختلفة بين لاعبي البطولة الوطنية واللاعبين الوافدين من أوروبا. لم تجبني بدقة عن السؤال؟ النتيجة خير دليل. حدثنا عن الفارق بينه وبين المدرب المساعد السابق نبيل معلول؟ هما من جيلين مختلفين.. انا لعبت ضد نبيل معلول وتدربت عنده.. هناك اختلافات بينهما.. من هو الافضل بينهما؟ مثلما هو الحال بين كويلهو و لومار فان معلول افضل من الماجري لقد اخذ وقتا اكبر و ساهم في نجاح المنتخب. لنعود الى مباراة الموزمبيق وكيف كان اللاعبون بلا روح.. برأيك لماذا؟ هذا الامر لم افهمه الى اليوم. ربما كان هناك ضغط اكثر من اللزوم لا اعرف ان كانت الاجواء داخل المجموعة جيدة ونظيفة.. أنا لست متأكدا لكنني اتشكك في الامر. نقطة مهمة ذكرتها بخصوص الاجواء لماذا؟ فعلا لان صورة المنتخب الوطني لا يمكن ان تكون بأي حال من الاحوال على تلك الشاكلة لانه مهما كنا سيئين فلا نستسلم. نحارب ونقاوم ونجتهد وكل يحاول ان يعطي من عنده لاخر لحظة. تقصير اللاعبين كان واضحا؟ فعلا لم يقدموا المباراة التي انتظرناها. انا لم افهم الاداء والمردود. كانت المجموعة و كأنها «مفجوعة» مع فشل طوال اللقاء. لكن يبقى الاستثناء للحارس المثلوثي؟ هو حارس مرمى قام بدوره على احسن وجه. هل من الحق التشكيك في اللاعبين؟ لا صعب جدا ان نشكك في اللاعبين ورغبتهم في النجاح. لا يوجد لاعب لا يريد ان يشارك في كاس العالم. ما هو دور الاطراف المحيطة بالمنتخب في الخيبة؟ النجاح للجميع والمسؤولية في الخيبة للجميع.. يوم المباراة كانوا عاجزين عن التحرك والاحاطة.. كانوا مستسلمين لمشيئة النتيجة ولا احد تحرك او حفز.. ما رأيك في المقارنة التي عقدها الشارع الرياضي بين لاعبي المنتخب التونسي ولاعبي المنتخب الجزائري خاصة على مستوى الروح والاندفاع؟ الوضع مختلف.. والإطار مغاير. صحيح الحماس الجزائري كان كبيرا لكن لا يمكن أبدا الشك في اللاعبين التونسيين.. لنا «القليب».. وللأسف لم يحضر في المباراة المذكورة وهذا يحدث مرة في القرن . ما رأيك بالتنظيم الحالي في حياة المنتخب؟ تغيرت عديد الأشياء نحو السلب.. «سمعت المزود أكثر ملّي سمعت الملاعبية».. هناك الكثير من المجيء والذهاب في تربص المنتخب... وهذا ينقص التركيز هل أنت مع إقالة كويلهو؟ لا أتصور انه يجب ان يرحل .. من المفروض ان يواصل إلى نهائيات الأمم الإفريقية و بعدئذ يكون التغيير. لكن الإقالة تمت؟ هي مرحلة جديدة يجب ان ندخلها بتغيير عميق. كيف يمكن ان نبني المستقبل؟ بإعادة البناء واستعادة الثقة لنا مجموعة طيبة من اللاعبين يجب ان تتوفر لهم الإحاطة المثلى. نحن شعب يعيش كرة القدم ولا يمكن ان نرضى الا بلعب الأدوار الأولى. البناء الان يجب ان يكون مع مدرب تونسي او اجنبي؟ تونسي ... لِمَ لا. لنا الكفاءات التي بمكانها النجاح. مثل من؟ فوزي البنزرتي مدرب ناجح وله كل الكفاءة لينجح... يوسف الزواوي كذلك يمكنه ان ينجح.. وبأي مجموعة من اللاعبين. هناك جدل حول الاضافة التي تقدمها العناصر الوافدة من البطولات الاوروبية؟ أريد ان اوضح انهم يأتون بعقلية مختلفة وتقاليد أخرى غير تقاليدنا لذلك يصعب فهمهم من البعض لكنهم حتما يسعون للنجاح ولا يمكن ابدا الشك في انهم لا يريدون النجاح مع المنتخب. علاقتك بالمنتخب الوطني يبدو انها انتهت؟ لا لم تنته.. انا سأبقى دائما واحدا من هذا المنتخب مشجعا و مؤازرا له.. لكن كلاعب انتهت؟ فعلا انتهت لم يعد هناك مجال.. الان المستقبل للتغيير. يبدو انك خرجت من الشباك من المنتخب؟ ولم تخرج من الباب؟ لاعبون اكبر مني خرجوا كذلك بنفس الطريقة. لماذا؟ هذا مشكل آخر من مشاكلنا، نحن لا نعرف كيف ننهي كل شيء.. أنا لست آسفا. متى تنوي « تعليق الصباط»؟ لا ازال العب مع سوثامبتون وعقدي ممتد الى سنة 2011.. لا ارى الان الا ما انا فيه سوف انهي عقدي مع الفريق الانڤليزي وسوف نرى.. لي من العمر الان 34 سنة وسوف نحكم في الوقت المناسب ونتخذ القرار النهائي . ماهي مشاريعك الرياضية للمستقبل؟ لا اتصور نفسي بعيدا عن كرة القدم.. لقد بدأت في الحصول على شهائد التدريب هنا في انقلترا.. والبداية كانت مع الشبان وسوف اواصل حتى احصل على كل ما يمكن من الشهائد.