في سابقة هي الأولى من نوعها، استباح 1000 صهيوني من عصابات المستوطنين الصهاينة باحات الأقصى من ناحية باب المغاربة في فترة الاقتحامات الصباحية، أمس، بحراسة معززة ومشددة من قوات الاحتلال الخاصة. القدسالمحتلة (الشروق) من مراسلنا بهاء العبد الله وتأتى هذه الاقتحامات بمناسبة ما يسمى «يوم الحداد اليهودي» أو «التاسع من آب» الذي يأتي بمناسبة ما يسمى «ذكرى خراب الهيكل الثاني». وقالت مصادر فلسطينية ل»الشروق» إن عصابات المستوطنين، شرعت منذ صباح أمس، باقتحامات واسعة للمسجد المبارك من باب المغاربة عبر مجموعات متوالية. ودنست حرمة المسجد وقدسيته بجولات استفزازية ومشبوهة. وأضافت المصادر «تلقى المستوطنون شروحات حول أسطورة وخرافة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى». وأشار شهود عيان من القدس ل»الشروق» الى أن مجموعات كبيرة من المستوطنين ملأت باحة حائط البراق (الجدار الغربي للمسجد الأقصى). وخرجت بمسيرات متعددة. واستهدفت معظمها سوق القطانين التاريخي في شارع الواد والمُفضي بنهايته إلى المسجد الأقصى. وشرعت بأداء صلوات وطقوس وشعائر تلمودية بالمسجد الأقصى. ومنعت قوات الاحتلال الشيخ ناجح بكيرات من دخول الأقصى. كما منعت المصلين من الدخول إليه من كافة الأبواب. واعتقلت قوات الاحتلال عددا من الشبان أثناء احتجاجهم على الاقتحامات، وقيام أحدهم برفع العلم الفلسطيني. وتوقع رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث ناجح بكيرات أن تكون الأيام القادمة صعبة على مدينة القدس والمقدسيين، موضحا أن الاحتلال أوعز بتكثيف انتشار قواته داخل مدينة القدس لتأمين المستوطنين الذين يتوافدون على المسجد بشكل كبير لإقامة شعائرهم الدينية. وأضاف ل»الشروق» أنه خلال الأعياد اليهودية في السنوات السابقة قامت قوات الاحتلال بإبعاد عشرات المقدسيين عن المسجد الأقصى والقدس. واعتقلت العشرات من المقدسيين. وحددت أعمار المسموح لهم بالدخول إليه، مرجحا تكرار السيناريو نفسه خلال أعياد الشهر المقبل. ودعا بكيرات جميع المسلمين إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى خلال فترة الأعياد اليهودية، وعلى مدار العام، خاصة المدارس الفلسطينية لزرع حب الأقصى داخل وجدان الأطفال، مطالبا في الوقت ذاته المؤسسات الدولية بمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته اليومية للمسجد الأقصى ومدينة القدس. ودق الفلسطينيون ناقوس الخطر من جديد. فقد حذرت حركة حماس من أن استمرار اقتحام المسجد الأقصى من قِبل قطعان المستوطنين ينذر بتفجير الأوضاع من جديد في وجه الاحتلال. واعتبر المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع في تصريح ل «الشروق» اقتحام مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى أمس، عدوانا جديدا على الشعب الفلسطيني مضيفا «هذا الأمر يتطلب وقفة جادة من أبناء الأمة ومن كل حر وغيور». ومن جهتها أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن ما ترتكبه «عصابات الشر الاستيطاني» من اقتحام لساحات المسجد الأقصى المبارك عدوان خطير، يمس كل مسلم وكل عربي وكل فلسطيني. وشددت الحركة في تصريح صحفي وصل «الشروق»، على أن ما يجري من اقتحامات يهودية للأقصى يستدعي تحركاً عاجلاً ، وعلى أن هدف مواجهة هذه الاقتحامات والتصدي لها، هو هدف يقع في صلب عمل حركة النضال الفلسطيني بكل أشكاله. وبدوره طالب وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس بضرورة حماية المسجد الأقصى في وجه الاقتحامات التي ترتكبها عصابات المستوطنين بشكل يومي، والتي وصلت أمس، إلى أعداد كبيرة جدًا. وقال ادعيس في تصريح صحفي وصل «الشروق» «على المسلمين في فلسطين وخارجها العمل بحزم مع هذه الاقتحامات، وشد الرحال إلى الأقصى، لصد الهجمات المسعورة، والخطيرة، ومواجهتها حفاظًا على حق المسلمين الديني، والتاريخي، والسياسي في المسجد الأقصى».