ارتفعت وتيرة اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلى، «الشروق» رصدت الاوضاع هناك واستطلعت اراء المقدسيين . القدسالمحتلة (الشروق) لم تستطع المقدسية علا حمدان أن تخفي عبرات تساقطت على وجنتيها وهي تشرح المشهد الذي لن يغيب عن بالها إلى الأبد، فأن تنتهك حرمة مسرى رسول الله وأن يعتدى على إحدى المرابطات فيه ليس بالأمر العادي. وترفع الفلسطينية الخمسينية يدها إلى السماء داعية ومتضرعة لخالقها أن يكف حقد المستوطنين ويطردهم عن الأرض المحتلة، وكلما همت تتحدث عما تراه من انتهاكات يومية لأولى القبلتين تتزاحم الدموع في عينيها وكأنها تطلب صلاح الدين ليهب لنصرتها مجددا. وتقول ل"الشروق" إنها كانت ومجموعة من طالبات مصاطب العلم في حلقة بباحات المسجد الأقصى، فجاء أحد ضباط الاحتلال والذي تعرف عنه عدوانيته واستمراره في اقتحام المسجد بشكل يومي، وبحركة استفزازية بدأ يصرخ عليهن دون مبرر بعد أن اشتكت إحداهن من تصويرها من قبل مستوطناعتدى عليها وخلع حجابهابعد ذلك. ووفرت شرطة الاحتلال الصهيوني الحماية الكاملة لعشرات المستوطنين المتطرفين اقتحام المسجد الأقصى المبارك عبر باب المغاربة، وتجولوا في باحات الأقصى، وشتموا نساء وحارسات فلسطينيات داخله. وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالأوقاف الإسلامية فراس الدبس ل «الشروق» :"المستوطنون نظموا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من الأقصى، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وحاولوا أداء طقوس وشعائر تلمودية في باحاته". وفي الوقت الذي تواصل فيه شرطة الاحتلال الصهيوني المتمركزة على الأبواب فرض قيودها على دخول المصلين للأقصى، بين محدثنا الدبس أن «قوات الاحتلال تحتجز الهويات الشخصية للفلسطينيين، بالإضافة إلى التضييق على عمل الحراس ومنعهم من الاقتراب من المستوطنين خلال الاقتحام». ويتعرض المسجد الأقصى يوميًا لسلسلة انتهاكات واقتحامات من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة وعلى فترتين صباحية ومسائية، فيما حين تزداد وتيرة تلك الاقتحامات خلال فترة الأعياد اليهودية. وتصعد سلطات الاحتلال الصهيوني من إجراءاتها ضد المصلين وموظفي الأوقاف عبر ملاحقتهم واعتقالهم والتحقيق معهم، وكذلك إبعادهم عن الأقصى، فضلًا عن تهديد بعضهم بسحب الإقامات إذا استمروا في دفاعهم عن المسجد وتصديهم لاقتحامات المتطرفين. ويضيف مجلس الأوقاف، والهيئة الإسلامية العليا، ودائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس في تصريح صحفي مشترك وصل «الشروق» نسخة عنه أنه وبعد الانتهاء من شهر رمضان المبارك تتطلع سلطات الاحتلال للسيطرة على الجانب الشرقي من رحاب المسجد الأقصى، بما في ذلك منطقة باب الرحمة. ويشدد على أن المسجد الأقصى هو كل ما أحاط السور من المصاطب والممرات واللواوين والأشجار، بالإضافة إلى المباني المسقوفة والمعقودة، وأنه لا تنازل عن أي جزء منه، بل لا تنازل عن ذرة تراب منه ومن جهته دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ الأقصى، مما يتهدده من اعتداءات وممارسات سلطات الاحتلال الصهيوني الخطيرة جدًا بحقه. ويبين في تصريح وصل «الشروق» أن هذه الغطرسة والعنجهية التي تتبعها سلطات الاحتلال تتزامن مع العنصرية التي تمارسها الإدارة الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني، من خلال دعم الاحتلال في المجالات جميعها، والتي كان آخرها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومنع إدانة الاحتلال عبر مجلس الأمن الدولي.