تونس (الشروق) تحد جديد اجتاح العالم وانتقل إلى العالم العربي ويتمثل في رقصة «كيكي»، ويتمثل التحدي في قيادة السيارة والنزول منها فجأة للقيام برقصة كيكي، وهو ما يهدد الشباب الذين يبدو وان حماسة التقليد قد اجتاحتهم. لا حديث هذه الأيام على صفحات التواصل الاجتماعي بين عدد من المراهقين والشباب إلا على التحدي الجديد الذي أطلقته بعض الصفحات العالمية والذي تحول إلى هوس يتمثل في رقصة «كيكي» التي يؤدونها خلال عملية قيادة السيارة، وهو ما قد يتسبب في حوادث قاتلة. تحد ومشاهير يتمثل تحدي الرقصة الشهيرة في أن ينزل سائق السيارة من العربة وهي تسير ويقوم بالرقص على إيقاع أغنية لفنان راب كندي أمريكي، وهي أغنية In My Feeling «إن ماي فيلينغ» من ألبومه العقرب أو Scoprpion والتي تحولت إلى عنوان التحدي الراقص الجنوني أثناء القيادة، أما العلاقة مع «كيكي» فتتمثل في أنه وخلال الأغنية يطرح المغني سؤال هل تحبينني كيكي : do you love me ، Keke، وكيكي هي حبيبته السابقة في المراهقة ومغنية أمريكية. وتتمثل خطورة الرهان الذي اجتاح العالم في قيام الكثير من الفنانين عبر العالم ومنهم ويل سميث الأمريكي بتقليده تحدي اللعبة، لكنه سرعان ما سحب الفيديو من الأنترنت نظرا لسرعة تقليد المراهقين له، وهو ما يمثل خطرا على حياتهم. وسرعان ما اجتاح التحدي العالم العربي حيث برزت فيديوهات لخليجيين وفنانين عرب ومنهم الممثلة المصرية دينا الشربيني، والتونسية درة زروق التي نشرت صورة لها في الانستغرام. برزت بعض الفيديوهات على الأنترنت والتي تحمل اسم «كيكي التحدي في تونس»، وهي تصور أحد الوجوه المعروفة ينزل من السيارة وهي تسير ليرقص على إيقاعات «هل تحبينني كيكي». كما دعا بعض الشباب على صفحات التواصل الاجتماعي لهذه الرقصة مجاراة للتقليد العالمي. ويبدو أن الضجة التي أحدثتها «كيكي» قد وصلت اجتماعات جمعيات الوقاية من حوادث المرور والمرصد الوطني للمرور، وخلال حديث مع أسامة مبروك الناطق الرسمي باسم المرصد الوطني لسلامة المرور قال إن آخر الاجتماعات تطرقت إلى موضوع تحدي كيكي، وخطورته على سلامة مستعملي الطريق. واعتبر أن هذه اللعبة التي اجتاحت العالم تندرج ضمن السلوكيات السلبية والمتهورة الجديدة للشباب، والتي تظهر في شكل جديد من حين إلى آخر. وتتطلب عملية مجابهة هذه الظواهر لا فقط التركيز على الجانب الوقائي بل وخاصة العمل على الجانب الردعي. فتقليد هذه الفيديوهات يمكن أن يؤدي إلى اكتظاظ مروري إضافة إلى تهديده سلامة السائق ومن معه. وأشار إلى أن معظم حوادث المرور تعود إلى السلوكيات المتهورة للشباب حيث تشير الإحصائيات إلى أن 47 بالمائة من القتلى في حوادث المرور هم من هذه الفئة العمرية. ولاحظ أنه لا بد من تغيير وسائل التوعية والتحاور مع الشباب ومستعملي الطريق، ويسعى المرصد إلى وضع استراتيجية مرورية فيها ابتكارات ومشاريع جديدة قصد إرساء الثقافة المرورية في المدارس والمجتمع عموما. كما اعتبر أن موضة رقصة «كيكي» وقبلها لعبة «البوكيمون» التي تسببت في حوادث مرور هي ظاهرة مخطرة تنتشر مع انتشار مواقع الاتصال الاجتماعي بين الشباب. من جهته توقع الدكتور في علمي النفس والاجتماع الدكتور حبيب تريعة أن تحدي رقصة كيكي يمكن ان يجتاح شباب تونس لأن المجتمع التونسي ميال إلى التقليد بشدة، لا سيما لكل ما هو في الغرب. وهو يعمل على محاكاة الظواهر وتقليدها بإتقان، والابداع فيها. وأشار إلى أن هذه الظاهرة وصلت الخليج نظرا لوجود سيارات فخمة وكبرى فيها وقد يكون العائق الوحيد لعدم تقليدها في تونس حتى الآن هو غياب الإمكانيات لدى البعض، لكن لم يستبعد أن تبرز الظاهرة في الساحات الكبرى وبعض الشوارع في الفترة القادمة .. واعتبر أن هناك فئة من الشباب من المتهورين، وأن التونسيين ميالين للتقليد لكل ما هو قادم من الغرب ويبالغون في كيفية التقليد السلبي للظواهر. وقال :»لا أستغرب من تسجيل حالات تقليد رقصة الكيكي قريبا ونحذر الشباب من التداعيات السلبية».