لا تزال زردة الولي الصالح سيدي عبيد، تشكل حدثًا متجذرا وبارزا في الجزائر وتونس معًا. وهو ما ترجمته أعداد المشاركين في المناسبة بمنطقة قنتيس، الواقعة بولاية تبسة الحدودية بين البلدين، بتوافد أكثر من 500 تونسي. وتجاوز عدد المشاركين الجزائريين في هذا الموعد السنوي 2000 زائر. الجزائر(الشروق) وباتت «زردة سيدي عبيد» مناسبة سنوية تجمع التونسيين والجزائريين، في مكان واحد يلتقون فيه لتجاذب أطراف الحديث وتجديد علاقاتهم متعددة الأطراف. وهو ما حصل هذه السنة أيضا. وشهدت بلدية السطح قنتيس (100 كلم إلى الجنوب الغربي من تبسة )، أجواء غير عادية وحركية تجارية وثقافية بمناسبة انعقاد هذه الزردة بالقرب من مرقد الولي الصالح مما أضفى على المكان فسحة روحانية. «جمعية الأنوار» لخدمة ضريح الولي الصالح ببئر العاتر، كانت حاضرة بمعية مواطنين آخرين حرصوا على تأطير التجمع الذي استقطب عددا معتبرا من الجزائريين والتونسيين المتيّمين بحضور مثل هذه المواعيد. ولا يأبه المشاركون في المناسبة لتباين الآراء حول مثل هذه المواعيد خصوصا من الناحية الفقهية، مادامت تحمل طابعا إنسانيا وما تحمله من عادات وتقاليد تجمع الشعوب. ولا تعتبر زردة سيدي عبيد ، المناسبة الوحيدة تحتفظ بها ذاكرة جزء من التبسيين. فهناك زردات الأولياء الصالحين، كأمثال سيدي يحي، وسيدي إبراهيم بن شكر، سيدي علي وسيدي عبد السلام ومحفوظ الباباري وغيرهم. ويحرص القائمون عليها على وضع رزنامة سنوية متباعدة تنطلق من فصل الربيع وتستمر في الغالب إلى غاية بداية الخريف. وتعرف مثل هذه المواعيد حضورا لافتًا للرجال وتشهد سجالات شعرية ومدائح وتلاوة القرآن في ملتقى للكلمة المعبرة وقول الشعر والحكم، فضلا على بعض الطقوس الأخرى والأجواء التنافسية بين المشايخ.