اعتبر الفنان لمين النهدي أنٌه يتعرّض لعملية اقصاء ممنهجة من وزارة الثقافة إذ حرم من المشاركة في مهرجاني قرطاج والحمامات دون سبب مقنع ! (الشروق) – مكتب الساحل التقت «الشروق» مؤخرا بالممثل الكوميدي لمين النهدي، وعلى خلاف العادة وما عرف به بن انشراح ومرح بدا متألما مستاءا بسبب ما وصفه بالإقصاء من المشاركة في فعاليات مهرجان قرطاج الدولي واعتبره استهدافا لشخصه. تبدو على غير عادتك غاضبا ما السبب؟ لست غاضبا ولكني مستاء، فما قدمته طوال خمسين سنة في مجال المسرح والسينما والتلفزة أسّس لعلاقة حميمية مع الجمهور وأصبحنا عائلة واحدة لدرجة أنّني كلما قدمت عرضا أشعر وكأني أمام عائلتي، ورغم تلك المسيرة أجد نفسي غير مبرمج في قرطاج دون أي رد من إدارة المهرجان في ظل البرمجة الكارثية التي اتصفت بها دورة هذه السنة، فما عسى أن تقدمه مثلا ماجدة الرومي للجمهور التونسي فلا جديد لها غير أنها ستوجه المصدح للجمهور ليغني ثم تخرج وتقبض أموالا طائلة وبالعملة الصعبة ونفس الشيء بالنسبة لكاظم الساهر لماذا لا تنفق هذه الأموال على فنانينا التونسيين؟ لقد التقيت وزير الشؤون الثقافية قرابة الخمس مرات ووعدني ببرمجة مسرحيتي ولكن إلى اليوم لم أتلقّ جوابا لا شفويا ولا هاتفيا ولا كتابيا وهذا ما يحز في نفسي أكثر، هل بمثل هذه الطريقة نتعامل مع المبدعين التونسيين، فالمشكلة لا تنحصر في دوافع مالية فقد اعتليت مسرح قرطاج عدة مرات منذ 1969 ولكن المسألة معنوية، فلا تمر فرصة ألتقي فيها الناس إلا ويسألونني على موعد تقديمي للمسرحية في قرطاج فهناك جيل كامل لم يشاهد مسرحية «المكي وزكية» لماذا نحرمهم من ذلك، وتأكّدوا أن الجمهور يحب لمين النهدي ولا يحبكم، أنتم السياسيون ستمرون ولكن المبدع باق، فقد مر في حياتي أكثر من أربع رؤساء دولة ومئات الوزراء ورؤساء مهرجان قرطاج فكلهم مروا وأصبحنا نتحسر على محمد رجاء فرحات وعلي اللواتي والأسماء الكبرى التي ترأست مهرجان قرطاج والآن للأسف أصبح هناك استخفاف بهذه المسؤولية وتعنت وتجاهل للمبدعين التونسيين وتحقيرهم. أنا متعوّد على اللباقة والأخلاق الطيبة وأعتقد أني لا أتسول ولكن أطلب حقي فكل مبدع تونسي له الحق في الصعود على ركح قرطاج، حين يتعلق الأمر بحفل زواج أو ختان لا تدعوني ولكن هذا مرفق عمومي ملك الشعب التونسي وأريد تذكيرهم أن ثورة حصلت وتغيرت الأمور فلا مجال للرجوع إلى الوراء لأن العقلية تغيرت فنحن باقون وأنتم ذاهبون. هل تشعر بأنك مستهدف؟ نعم أنا مستهدف لأنه وقع إقصائي من مهرجانين يتبعان وزارة الثقافة وهما قرطاج والحمامات دون أي سبب وجيه، رغم أننا اقترحنا عليهم طريقة تعاقد ميسّرة لم نطلب غير الفضاء ونمكنهم من 10 بالمائة من المداخيل ولكن لا حياة لمن تنادي، وأعتقد أن وزير الشؤون الثقافية بمثل هذه الطريقة من التعامل لن يبقى على رأس الوزارة السنة المقبلة، والرصاع مدير مهرجان قرطاج هو من كان وراء منعي من الظهور عندما كان مديرا للتلفزة الوطنية واليوم يريد منعي من جديد فهو السبب الرئيسي لعدم تواجدي هذه السنة لا في قرطاج ولا في الحمامات فهو بصدد تصفية حسابات معي غير أني أريد كلمة الحق وهو لا يحبذها. كان من المتوقع أن تقدم هذه الصائفة مسرحيتك الجديدة حسب ما صرّحت به سابقا ما الذي عطّل ذلك؟ الإنتاج الجديد يتطلب تروّيا وتأنّيا وعندما تم مقترح «المكي وزكية» توقفت عن العمل لمزيد التفكير واقتنعت بوجاهة الاشتغال على «المكي وزكية»، وفي نفس الوقت الاشتغال على المسرحية التي تطبخ على نار هادئة، اعتمدنا فيها رهانات كبيرة سأجسد فيها مائة شخصية بنص جيد ورؤية إخراجية متميزة من المنصف ذويب وسنقدمها إنشاء الله في شهر سبتمبر، وأعتبر أني وصلت أوج مرحلة النضج بعد هذه التجربة الكبيرة والتي سيكون من نتاجها هذه المسرحية بعنوان «نموت عليك». كيف تقيم الأعمال الرمضانية الأخيرة؟ في الحقيقة في النصف الأول لم تكن هناك أعمال كوميدية في المستوى فلم يجد المتفرج ما يضحكه، بينما في النصف الثاني توفرت الضحكة نوعا ما مثل سلسلة «الي ليك ليك» وبالنسبة للأعمال الدرامية هناك تفاوت، حيث تميز مسلسل «تاج الحاضرة» وأعتبر أن سامي الفهري في طليعة المخرجين الجدد. هناك من لم يستسغ حضورك في السلسلة الكوميدية «الي ليك ليك» كيف تفسر مشاركتك؟ هناك كثيرون كانوا يفضلون أن أظهر في دور كوميدي وفي نفس الوقت هناك من يحبذني في الدراما وفي التراجيديا وخاصة من النخبة المثقفة الذين أعجبوا بدوري هذا، وانشاء الله السنة المقبلة سنطور هذا الدور في جزء ثان من هذه السلسلة التي ستعرف منعرجا آخر وأنا بدوري أحب التجديد والمغامرة ولا أخاف منها. هل تعتبر أن سامي الفهري انصفك بعد غيابك التلفزي؟ للأمانة اقترحت عليّ عدة قنوات أعمالا ولكني رفضتها مثل قناة حنبعل والقناة الوطنية 1 ومن قنوات أخرى، وقبلت الدور في سلسلة «الي ليك ليك» لأنه مخالف وطريف. من أعجبك من الوجوه الكوميدية الجديدة؟ إلى حد الآن الغربال لم يبرز أي وجه، مازالوا في طريق التجريب والمستقبل سيظهر الكوميديين الحقيقيين، الآن هم في طور النكت والإيحاءات الجنسية وعلى هؤلاء الكوميديين أن يجدوا نصوصا جيدة والتأطير الكافي ولنا طاقات كبيرة في هذا المجال. رجعت بعرض قديم وهو «المكي وزكية» ونجد أن وجيهة الجندوبي بدورها رجعت لتقديم «مدام كنزة» هل ترى وجاهة في إعادة تقديم العروض القديمة؟ في خصوص المكي وزكية هو عمل شد الجمهور لعدة سنوات وأعتقد أن اليوم هناك جيل كامل لم يشاهد هذا العمل فأردت ان أوفر له فرصة متابعته فهناك أعمال كبرى عندما تعاد تنجح، بالنسبة لوجيهة لا أستطيع تقدير إن كانت الإعادة ستُفيد أم لا فلم يسبق لي أن شاهدت عملها.