الشروق- مكتب صفاقس وسط مدينة عقارب من ولاية صفاقس وفي الشارع الرئيس في شبه مفترق من شارع الهادي شاكر ينتصب مقهى مراد بن حفصية شاهدا على حوالي نصف قرن من الصمود رغم تناسل المقاهي وتزايدها يوما بعد يوم. مقهى «الزعبي» كما يحلو لرواده أن يسموه نسبة إلى صاحبه المرحوم الزعبي والد مراد شيد منذ عام 1969 ولايزال شامخا يتطور ويتجدد ويتأنق مع الزمن لكنه يحمل بين طياته عبق الماضي الجميل وذكريات أجيال وأجيال مرت منه وكان ملتقاها في كل المناسبات حتى الآن ، بل هناك عائلات أيضا توارثت الجلوس بهذا المقهى العريق الذي ترتاده مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية وخصوصا الكهول الذين عادة ما يجتمعون حول طاولة لعبة الديمينو أو لعبة البيلوت لتمضية وقت الفراغ والتسلية. كما لعشاق الثقافة نصيب من خلال نقاشات الشأن الثقافي وخاصة المسرحي بما أن مدينة عقارب تتنفس مسرحا. علاوة على احتفاليات كرة القدم خلال المقابلات الكبرى ومن الميزات الفريدة لهذا المقهى محافظة صاحبه على خاصية امتاز بها والده وهي الجود والكرم وعدم التفكير في الربح المادي محافظة على الأصول والعلاقات الجميلة المتجذرة في التاريخ إذ تغني في أحيان كثيرة كلمة»يرحم الزعبي» عن معلوم القهوة لمن لايملك ثمن القهوة وهو سلوك نادر الوجود حتى أصبحت عبارة»يرحم الزعبي» من ثوابت مدينة عقارب. ورغم القدم حاول مراد بن حفصية تجديد مقهاه معماريا في كل مرة مدخلا عليه تحسينات وصيانة مواكبا التطور التكنولوجي في مسايرة لجيل الشباب وروح العصر لكن محافظا على نكهة وتقاليد ماضيه الجميل وهذا سر من أسرار صمود مقهى الزعبي في وجه الزمن مما جعل الحرفاء لا ينقطعون وخصوصا الأوفياء منهم برغم تنوع المقاهي الأخرى وبهرجها اللافت. وعن سر وفائهم لمقهاهم يقول الأستاذ محمد الطريشيلي أنه استأنس الجلوس لسنوات به وهي مسألة تعود وارتياح ولقاء الزملاء والأصدقاء، أما المربي حمدة بن مراد أحد حرفاء المقهى فاكتفى بالعبارة الشهيرة»يرحم الزعبي» في تأكيد لما كنا ذكرناه، في حين أشار المربي الأسعد بالعرفية فأشار قائلا لا اجد راحتي الا في هذا المقهى. لاعتبارات تاريخية علائقية ..