يظل كأس العالم الحدث الكروي الأضخم الذي يستغله اللاعبون لتقديم وجه متميز يمكنهم من الحصول على عروض من اندية كبرى. وفي تونس انتظرنا تألق بعض لاعبينا وفوزهم بعروض احتراف في اندية معروفة لكن للأسف اخفق المنتخب وفشل لاعبوه في تسويق أنفسهم ، وحتى وهبي الخزري وياسين مرياح اللذين كانا مرشحين للعب في أندية أوروبية من الوزن الثقيل فقد تعاقدا مع فرق من الصف الثاني لتتأكد القاعدة التي تقول ان مواهبنا المحلية والمحترفة غير قادرة على اللعب في المستوى العالي على غرار ما نشاهده من اسماء جزائرية ومغربية ومصرية مثل محرز وبن عطية وصلاح..وغيرهم كثير. «الشروق» سألت أهل الذكر عن أسباب فشل نجومنا في اللعب لاندية أوروبية كبيرة وحصلت على هذه الإجابات. محمود الورتاني المغاطات والمنظومة مختلة اعتقد ان كرة القدم في تونس اضرت بها المغالطات من قبيل القول والتبجح بان بطولتنا هي الافضل افريقيا وعربيا والتباهي بان منتخبنا وصل للمرتبة 14 عالميا ...كل هذه المعطيات ليست الا ارقاما لا تظهر في الواقع الحقيقي .السبب الاول عدم قدرة كرتنا على انجاب مواهب مؤهلة للعب في اقوى الفرق الاوروبية وهكذا يبقى مستوى اللاعب التونسي متوسطا ويظل غير قادر على اللعب في المستوى العالي وكل ذلك بالطبع نتيجة ضعف حلقة التكوين في الفترة العمرية الحاسمة بين 15 و20 سنة. الحقيقة أن هناك اقصاء للكفاءات التي يجب ان تقوم بدور التكوين القاعدي الصحيح ثم ان البحث عن النتائج في هذه الاصناف يضر بمرحلة التكوين والدليل أننا نسمع بمراكز تكوين في الأندية الكبرى لكننا لا نرى منتوجها فما هو دورها اذا؟ اعتقد ان فرقنا التونسية يجب ان تسمح للاعبينا بالاحتراف في سن مبكرة حتى يحظون بفرص للتكوين الجيد ويجدون الوقت للتأقلم مع المستوى العالي .أرى أيضا أنه لدينا ايضا عجز عن تسويق لاعبينا البارزين لأوروبا عكس بلدان عربية وافريقية اخرى نجحت في تصدير لاعبيها لأندية كبرى في العالم . فريد شوشان فاقد الشيء لا يعطيه لا استغرب عدم وجود لاعبين تونسيين في أندية اوروبية كبرى فكرتنا مريضة ولا يمكنها ان تقدم منتوجا يغري الاندية الاوروبية ...نحن لا نملك محمد صلاح ولا رياض محرز وفي كلمة فاقد الشيء لا يعطيه لان المسؤولين على كرة القدم هم في حد ذاتهم يجهلون كرة القدم . اليوم تجد المحامي والطبيب والمهندس يحددون مصير الكرة في غياب كلي لأبناء الميدان وترى أنه في بطولتنا اللاعب يلعب 20 مباراة في الموسم وفي المباراة احيانا لا نشاهد ولو 15 دقيقة كرة وهذا فضلا عن ان النتائج والالقاب تحسم في المكاتب والجامعة والرابطة. الحقيقة ان انديتنا لم تعد قادرة على المنافسة افريقيا وقد شاهدنا سقوطها في كاسي افريقيا مفي ادوار متقدمة ونفس الشيء بالنسبة للمنتخب. في السنوات القليلة الماضية كانت الاندية الكبرى والصغرى تكوّن وتنتج لاعبين من مستوى محترم وراينا ان عدة لاعبينا مثل حاتم الطرابلسي وزياد الجزيري وزبير بية وياسين الشيخاوي وغيرهم لعبوا في اوروبا وتركوا سمعة طيبة لكن الآن لا وجود لمواهب قابلة للتسويق ومستوى لاعبينا لا يتجاوز حدود لاعبي الاندية المصرية او الخليجية وفرق الصنف الثاني في اوروبا. حميدة التيويري تكوين لاعبينا ضعيف عدة لاعبين كنا نراهم نجوما في تونس والاسماء عديدة مثل الدراجي والعكايشي والذوادي واخرهم فرجاني ساسي وفخر الدين بن يوسف وغيرهم خاضوا تجارب احترافية في اوروبا ورغم ان الاندية التي انتقلوا اليها لم تكن اندية كبرى وتراهن على الالقاب الا انهم عادوا بعد اشهر قليلة لعجزهم عن اقتلاع مكان في فرقهم وفشلهم في مجاراة نسق الاحتراف وعدم قدرتهم على التألقلم مع «الغربة» وهذا ما جعل البطولات الخليجية و المصرية الوجهة المفضلة لهم. البطولات الأوروبية تتطلب اللاعبين ذوي المستوى العالي و اللاعب العصري الذي تتلخص مواصفاته في 4 عناصر (تميز تكتيكي، بدني، بسيكولوجي وفني ) وهذا لا يتوفر في لاعبينا لضعف التكوين القاعدي. خالد التواتي «الدلال»... ونقص التكوين للأسف ليس لدينا لاعبون في اندية معروفة وتلعب على الالقاب في اوروبا وقلة قليلة نجحت في الاحتراف والنتيجة من نراه حاليا من ارتفاع لعدد لاعبينا في البطولات العربية و الخليجية وبالطبع هذا ناتج اولا عن خلل في التكوين القاعدي وقد حتى أغلب اللاعبين الجزائريين او المغاربة المتألقين في البطولات الأوروبية فذلك يعود لتكوينهم منذ الأصناف الشابة في أوروبا وعلى أسس علمية صحيحة ومن المعلوم انه ما بين سن العاشرة والثانية عشرة يجب العمل على التكوين... أما التكوين في تونس فهو في الغالب بالمجاملات والتشكيلة الأساسية لأبناء الاغنياء واصحاب الجاه والنفوذ والمال وابناء المسؤولين فضلا عن ذلك فإن ما يتم تخصيصه من مصاريف للأصناف الشابة لا يفي بالحاجة ولا يمكن أن يسمح للمدربين بالعمل في ظروف طيبة اضف إلى ذلك البنية التحتية التي تجعل بعض الفرق عاجزة عن برمجة تمارين الأصناف الشابة. اجمالا أقول ان اللاعب التونسي «مدلّل» ولم يتعود على مواجهة الظروف الصعبة لذلك عندما تصادفه التحديات فإنه يفشل في فرض نفسه ويعود الى تونس بسرعة. كمال الزواغي البحث عن المال.. والاقتداء بالآخرين اعتقد أن المونديال كشف حقيقة مستوى كرتنا وحقيقة اللاعب التونسي الذي لا يمكنه مجاراة النسق العالمي والنسق الاوروبي وهذا ما يفسر الهجرة التونسية إلى البطولات الخليجية . اللاعب التونسي عاين التجارب السابقة لبعض الأسماء في أوروبا والتي كان مآلها الفشل مقابل نجاح بعض الأسماء التونسية في البطولات العربية والخليجية على غرار يوسف المساكني وعصام جمعة وأنيس بوجلبان إضافة الى الفوائد من الناحية المادية خاصة لذلك صار متلهفا للعب في هذه البطولات.أقول أيضا ان بطولتنا أصبحت عادية وبلا روح أو نكهة في غياب الجمهور فضلا عن أن التكوين ليس في أفضل حالاته. حسب رايي منظومة كرة القدم التونسية يجب ان يعاد بناؤها على اسس صحيحة وعلمية لكي ننتج لاعبين من مستوى عالي يمكنهم ان يلعبوا في بطولات اوروبية قوية وطبعا ذلك سيعود بالنفع على المنتخب في المستقبل.