الآن وقد حصل ما حصل وحصدنا ما أجمع كلّ التونسيين على وصفه بالفشل الذريع، لا فائدة من العودة الى تفاصيل مشاركتنا في أنغولا ودواعي الخيبة والأفضل أن ننظر الى الأمام ونبحث عن سبل الاستفادة من هذا الفشل لأن الفشل، مثل النجاح، مليء بالدّروس والعبر. أولى الاستنتاجات التي نخرج بها من مشاركتنا في «كان» 2010 تتمثل في أن كرتنا في تراجع رهيب وأن المشكل الحالي جماعي تتحمّله كل الأطراف المعنية. الأندية ومستوى البطولة: شهد مستوى الفرق التونسية، الكبرى منها بالخصوص، تراجعا مذهلا في السنوات الماضية وخسرنا مواقعنا الأمامية وافتقدنا سيطرتنا على المستوى الإفريقي. ولهذا التراجع أوجه عديدة أخطرها الإهمال الكبير داخل الأندية للعمل القاعدي وظروف التكوين. لا يعقل أن يتواصل اليوم العمل بنفس الطرق والأساليب على مستوى الشبان ولابد من مراجعة جذرية لنظام البطولات وتركيبة المجموعات في أصناف الشبان لأن الصيغ الحالية غير مجدية بالمرّة وأضرارها عميقة على كرة القدم التونسية. المراقبة الفنية لعمل الأندية: من الأكيد اليوم تفعيل دور الهياكل لتشمل لا فقط التسيير الإداري والمراقبة المالية بل وخصوصا مراقبة التصرّف الفنّي في صلب الأندية. ولابدّ، في هذا السياق، من تفعيل دور الإدارة الفنية وفروعها وهياكلها ودعوتها الى عدم الاكتفاء بعملها الإداري الصرف بل أن تتحمّل مسؤوليتها في المتابعة والتأطير والمراقبة والإصلاح في كل ما يهمّ عمل أصناف الشبان. مراجعة دور المكتب الجامعي: لن تتطوّر كرتنا ولن تتحسّن نتائج منتخباتنا في غياب تخطيط واضح وبرمجة مدروسة لعمل المكتب الجامعي لكرة القدم. وأهمّ عناصر البرمجة وضع أهداف على المستويين المتوسط والبعيد ولأن أهدافنا الكبرى القادمة تتمثل في كأس افريقيا 2012 وكأس العالم 2014، فالمطلوب اختيار الإطارات الكفأة وتحديد برامج التحضيرات من الآن. أين «صناعة» كرة القدم؟ من مظاهر تراجع كرة القدم التونسية فشلنا في خلق لاعبين كبار قادرين على اللعب في أقوى البطولات العالمية. ولأن تكوين لاعبين أفذاذ هو «صناعة» قائمة الذات في العالم، فلا أرى مبرّرا لفشلنا في خلق صناعة كروية تونسية قابلة للترويج مثل أي منتوج تونسي آخر كالسياحة وغيرها.