على إيقاعات الجاز و البلوز و الريغي عاش جمهور قرطاج ليلة امس الأول مع مجموعة «غوسبال 100 صوت «في سهرة استثنائية قدمت اكثر من خمسين فنانا و عازفا من 25 جنسية على ركح المسرح الأثري بقرطاج و في اطار الدورة 54 من مهرجان قرطاج الدولي تونس الشروق: «هي سهرة من اروع ما قدمت الدورة الحالية من مهرجان قرطاج الدولي ...» هكذا عبر جمهور « غوسبال 100 صوت» التي قدمت ليلة أمس الأول 18 مقطعا غنائيا راوحت فيها بين اللوحات الكوريغرافية وبين أنماطٍ موسيقية متنوعة كالجاز والبلوز والريغي فبدا ركح المسرح الأثري بقرطاج و كأنه لوحة فسيفسائية جمعت بين كل الفنون... موسيقى العرض و ان كانت مستمدة من الروحانيات الا انها لم تخف طابعها الإحتفالي والإيقاع السريع الذي تفاعل معه الجمهور حد الرقص ... موسيقى «غوسبال امنتها مجموعة من العازفين على آلات «الأورغ» و»الباتري» و»الباص «والغيتارة» والطبل الإفريقي. هذا العرض جمع بين الرقص و الغناء و الموسيقى فكان مزيجا بين الثقافات و الحضارات و العادات و التقاليد و الأصول الجغرافية والألوان الموسيقية و الصوتية فكان بمثابت الدعوة الى الحب والسلام والحياة و الفرح و التسامح بين الشعوب و نبذ العنف و الميز لعنصري... رسالة مضمونة الوصول بلغت للجمهور عبر الثقافة والفن من خلال الموسيقى و الأغاني و اللوحات الراقصة ... هكذا كانت مجموعة غوسبال التي قدمت للجمهور «we have come to praise him» و»sweeping through the city» من أداء المغنية «جان كاربنتر»، و «oh happy day» للمغني الأمريكي «مايلك يونغ»... هذه الإيقاعات الاحتفالية في ظاهرها تروي في مضمونها معاناة العبيد وآلامهم في الحقول والمزارع، حيث غابت العدالة الاجتماعية والمساواة ومظاهر الحياة الإنسانية ... و تدعو الى نبذ كل اشكال الميز العنصري و بعث الحب و السلام بين الإنسانية في كل زمان و مكان ... و تكونت مجموعة «غوسبال» سنة 1998، وقد ساهم التصوّر الفني للعروض التي تقدّمها في خروجها إلى العالمية بسرعة، لتجوب عديد البلدان الأوروبية والإفريقية وكذلك دول القارة الأمريكية.و تتكون من 100 فنان و عازف من خمس و عشرين جنسية تم تجميع كورال المجموعة بهدف احياء حفل بمناسبة الذكرى 150 لإلغاء العبودية في فرنسا لكن التجربة تواصلت بعد ذلك كمجموعة متخصصة في الغوسبال انتجت تسعة ألبومات.