تونس الشروق: أنهى المخرج الحبيب المستيري في موفى الأسبوع قبل الماضي تصوير فيلم روائي بعنوان « المتشابهون « عن رواية الاستاذ محمد الناصر النفزاوي ، و بطولة نصرالدين السهيلي و العربي المازني و فاطمة ناصر و فتحي العكاري ... في تحد واضح لمشاكل الدعم العمومي و التمويل الداخلي والخارجي نجح المخرج السينمائي الحبيب المستيري صاحب فيلم «ولد العكري» الذي عرض خلال الموسم الماضي في قاعات السينما ، في تصوير فيلم روائي طويل بعنوان « المتشابهون « بلا دعم يذكر من وزارة الشؤون الثقافية او تمويل من الخارج او حتى مساهمة من المؤسسات الاقتصادية . و أوضح المخرج في تصريح ل» الشروق « ان فريق الفيلم حاول كسر الحاجز المفروض على الانتاج السينمائي من خلال طرق انتاج جديدة معمول بها في أروبا و خصوصا فيما يعرف بسينما المؤلف التي لا تجد في الغالب من يمولها باستثناء أصحابها و المؤمنين بها . فيلم بلا دعم و لا تمويلات وأكد المستيري بحكم تجربته السابقة في فيلم «ولد العكري « الذي لم يحظ بدوره بمنحة دعم على الانتاج ، انه أراد رفقة فريق « المتشابهون « إثبات وجود طرق انتاج جديدة يمكن ان يستفيد منها المخرجون الشبان بالخصوص ، و المخرجون الذين لم ينجزوا أعمالا ترشحهم للحصول على منحة دعم عمومي . و أوضح المخرج ان مثل هذه الطرق الجديدة في الإنتاج رغم نجاحها لا تعني بطبيعة الحال تخلي الدولة عن دعم الانتاج السينمائي الذي يبقى دائما في حاجة الى الدعم العمومي وأساسا بالنسبة لسينما المؤلف . و عبر المخرج بالمناسبة عن امله في دعم فيلمه « المتشابهون « لاحقا من وزارة الشؤون الثقافية و ذلك بتمكينه على الأقل من منحة استكمال او إتمام انتاج لان الفيلم ينتمي الى سينما المؤلف و ليس فيلما تجاريا . هزيمة 67 و فشل التعاضد و يحمل فيلم « المتشابهون « اضافة الى خصوصية تجربة الانتاج المذكورة ، خصوصيات اخرى مميزة كالعودة الى الاقتباس من الأدب او الرواية ، و اختيار المواضيع القادرة على اثارة الجدل و حتى اختيار الممثلين ، اذ يسجل الفيلم عودة نصرالدين السهيلي و الممثل حاتم بالرابح الى جانب ممثلين اخرين عرفوا اكثر في المسرح و التلفزة على غرار فتحي العكاري و رياض النهدي و مراد بن نافلة و مصطفى القضاعي و الهادي بومعيزة اضافة الى النجمة التلفزيونية فاطمة ناصر بطلة فيلم « ولد العكري « . وتدور احداث الفيلم المقتبس عن رواية « المتشابهون « للكاتب محمد الناصر النفزاوي في حانة حقيرة يتحول فيها النادل « شفروت « الى فيلسوف شقي و عظيم ... يعيش على ذكريات مرة... يحملنا معه في رحلة أخوة بائسة تقوده الى السجن لأنه استولى على مداخيل الحانة ليعطيها لعائشة الأرملة الجميلة لتتمكن من دفن زوجها ... رحلة حب مستحيل بين شخصيات حكم عليها بالفشل تحاول أن تعطي معنى لذاتها الإنسانية . رحلة سعي محموم لتحقيق الذات و امتلاك القدرة للسيطرة على المصير في مجتمع يخضع لضغط القوّة الغضبيّة والشهويّة الحاكمة . رحلة حفر في أشدّ لحظات التاريخ التونسي توتّرا تخرج أشلاء ماضي فشل التعاضد و نهاية الاشتراكية الدستورية و تزامنها مع هزيمة 1967 . وتم تصوير الفيلم الذي استغرق أسبوعين فقط لاعتماد فريقي تصوير بهدف الضغط على المصاريف، في مبنى قديم ذي طابع كولونيالي بسانية بوخريص في قرطاج ، تعود ملكيته الى المعهد الوطني للتراث.