حين عثر الزرن على الممثل الشاب نصرالدين السهيلي وهو بصدد التحضير لتصوير شريطه «الأمير» الذي يعرض حاليا في قاعات السينما، قال «أخيرا اصطدت ذئب الفيلم!» وكان الزرن وقتها محتارا في أمر الممثل الذي سيقوم بدور «منير». وبالفعل كان محمد الزرن صادقا في وصفه للممثل والدور بالتحديد اذ لا يختلف نصرالدين السهيلي في الفيلم عن الذئب البشري هاجسه الوحيد اصطياد الفريسة مهما كان جنسها.. المهم تحقيق رغباته ولم لا أحلامه حتى على حساب الآخرين. «*الشروق» تحدثت الى الممثل نصرالدين السهيلي فكان الحوار التالي : من يقول نصرالدين السهيلي يتذكر مباشرة ذاك الفتى الشقي الذي نكل بشقيقتيه في مسلسل «اخوة وزمان» لحمادي عرافة، هل يمكن اعتبار هذا المسلسل نقطة البداية بالنسبة لنصرالدين السهيلي؟ صحيح، دوري في مسلسل «إخوة وزمان» كان له حضور مميز ولكن قبل هذا العمل شاركت كذلك في مسلسل «ماطوس» مع حمادي عرافة، فهو أول من قدمني على الشاشة الصغيرة.. وأنا اذ أقدّر حمادي عرافة فلبحثه الدائم عن الطاقات الجديدة والشابة بالخصوص.. وحمادي عرافة هو من المخرجين القلائل الذين يشاهدون وبشغف أعمال زملائهم المسرحيين والسينمائيين.. وأذكر أنه عند تقديم مسرحية «عدن عدن» للمخرج حسن المؤذن وانتاج المسرح الوطني قدم الى قاعة الفن الرابع.. وهناك اكتشفني ثم وجه لي دعوة للمشاركة في مسلسل «ماطوس». *هل يعني هذا أن بدايتك الفنية كانت من المسرح الوطني؟ لا.. أنا بدأت المسرح والفن عموما وسنّي لم يتجاوز 14 عاما، وكان ذلك في المدرسة مع ثلة من الزملاء والاساتذة.. أسسنا نوادي للصورة الفوتوغرافية والمسرح.. كما نشطت في دار الشباب والثقافة بخزندار في نادي القصة.. وكنت ولا أزال مغرما بالأدب والرواية الى حد العبادة. أما عن علاقتي الفعلية بالخشبة فكانت ضمن تجربة محترفة من انتاج المسرح الوطني وهي مسرحية «عدن عدن» لحسن المؤذن.. وأديت فيها دور الشاعر «آرثر رامبو» شابا، وذلك بعد تربصات عديدة في فن الممثل.. وبعد «عدن عدن» شاركت ضمن المسرح الوطني كذلك في مسرحية «فاجعة في باريس» للمخرج المسرحي الايطالي «لويدجي دي لاليو» ثم «الهربة» لمحمد ادريس. *وكيف كان التحاقك بعالم «الأمير» والحال ان الزرن حسبما تردد رفض مشاركتك في الاول بحجة أن سنك صغير؟ صحيح الزرن احترز في البداية على قيامي بدور «منير» وقال لمساعده منير بوعزيز خلال عملية الكاستينغ بأنني صغير السن على الدور، ولكن ما ان شاهد شريط الفيديو وأنا أجسد دور «منير» الى جانب الممثل عبد المنعم شويات الذي يقوم بدور «عادل» حتى هاتفني وطلب مني امضاء عقد العمل.. وصارحني وقتها قائلا «أخيرا اصطدت ذئب الفيلم»... *وكيف كان شعورك وقتها؟ فرحت جدا وخصوصا وصفي ب»الذئب».. وفرحت اكثر برؤية الممثل عبد المنعم شويات أمامي أثناء التصوير اذ هو مثال للانضباط والحرفية.. كما فرحت بوجود وحضور الممثل احمد السنوسي الذي لم يبخل علينا بنصائحه.. وعموما كانت فترة التصوير رائعة. *الفيلم لاقى اقبالا جماهيريا كبيرا على عكس الافلام التونسية الاخيرة، بماذا تفسّر ذلك؟ ببساطة لأنه يحكي هموم الناس ومشاغلهم دون تعقيد او رمزية او ادعاء هو فيلم يتحدث عن تونس اليوم بنواقصها وسلبياتها وايجابياتها ايضا. *بعد «الأمير» متى نشاهد نصرالدين السهيلي من جديد؟ قريبا ان شاء الله لي مشاريع كثيرة ستكون فاتحتها بمسرحية جديدة انتهينا من انجازها وتحمل عنوان «بيت وتيل» اخراج خليل بن حميدة. وسيكون للجمهور موعد معها في السنة الجديدة 2005 ، كما قدمت الى لجنة الدعم السينمائي بوزارة الثقافة مشروعين لفيلمين قصيرين واحد بعنوان «شاف القمرة» والآخر بعنوان «إشارة ضوئية حمراء».