الكتاب يمكّنك من السفر حتى إن لم يُتح لك فرصة الذهاب في إجازة. وهو يساعدك على التمتّع أكثر باجازتك إن ذهبت في اجازة. لذلك رأينا أن نقترح عليك كل يوم كتابا حتى يكون للمطالعة، التي تبقى أهم نشاط انساني، في صيفك نصيب. العنوان الكامل لهذا الكتاب هو «اليواقيت الثمينة في صفات السمينة» وهو أحد مؤلّفات جلال الدين السيوطي العديدة. مضمونة حسب عنوانه تمجيد المرأة البدينة بقدر تثمين الياقوت. حقّقه فرج الحوار ونشره سنة 2003 ثم أعاد تحقيقه ونشره بعد اكتشافه لمخطوطتين منه في مكتبة المسجد النبوي (نشر المتوسطية، تونس 2018 في 251ص). وقيمته في تخصّصه في المرأة العربية بأوصاف جسدها على قدر ثراء اللغة والأدب، والشعر خاصة، وفي إلمامه بما تناقلته المصنّفات عنها من الأخبار والأشعار الطريفة وحتى الجريئة، من وجهة نظر فقيه أصولي بل عالم موسوعي من أعلام عصر التدوين بما أنه عاش في النصف الثاني من القرن التاسع والعقد الأوّل من القرن العاشر للهجرة. قسّمه على ثلاثة فصول سمّاها فنونا، هي اللغة، والآثار والأخبار وأشعار العرب والمولّدين مرتّبة على حروف الهجاء حسب القوافي. وزاد عليها المحقّق شروحا وتعريفات وتعاليق مفيدة في الهوامش فضلا عن المقدّمة والفهارس العديدة بجهد واضح مشكور. «قالت سلاّمة: زرتُ عائشة بنت طلحة، فرأيت عجيزتها من خلفها، وهي جالسة كأنها غيرها، فوضعتُ يدي عليها لأعلمَ ما هي. قالت: ما هذا؟ قلتُ: رأيت هذا الذي خلْفك فخلتُ أنّها امرأة «جالسة معك، فجئت لأنظر مَن هي، فضحكت» (ص 129). وقال بعضهم: مجدولة الأعلى، كثيب نصفُها ... إذا مشتْ أقعدها ما خلفها» (ص 166)