الكتاب يمكّنك من السفر حتى إن لم يُتح لك فرصة الذهاب في إجازة. وهو يساعدك على التمتّع أكثر باجازتك إن ذهبت في اجازة. لذلك رأينا أن نقترح عليك كل يوم كتابا حتى يكون للمطالعة، التي تبقى أهم نشاط انساني، في صيفك نصيب. ألّفه أبو الفرج الاصفهاني المشهور بكتاب «الأغاني» استجابة للوزير المهلّبي بين سنتي 339ه و352ه، وعنه تعدّدت النقول على غرار السيوطي في «المستظرف». وفي أخبار وأشعار في الظرف والغزل وحتى الفحش لثلاث وثلاثين شاعرة من الجواري، لبعضهن شهرة ومكانة كشهيرات الطرب في زماننا. ومنهنّ فضل جارية المتوكّل وعريب جارية المأمون مع جواريها المقيمات عندها لتنشيط مجالسها المقصودة إذا لم يطلبها الخليفة، ومنهنّ بدعة ومها. دخلت عريب الى المتوكّل وقد أفاق من علّة كانت أصابته وعاد الى عادته واصطبح (أي شرب الصبوح، وهي خمرة الصباح) فغنّته وأنشأت تقول: شكرا لأنعم من عافاك من سقم ... دمت المعافى من الآلام والسقم عادت بنورك للأيّام بهجتها ... واهتزّ نبت رياضي الجود والكرم إلخ... (ص 110 111) أصل الكتاب مخطوط بدار الكتب التونسية، حقّقه جليل العطيّة ونشره ببيروت سنة 1984، وبدار المعارف بسوسة سنة 1998. وقيمته الوثائقية في تصوير مظاهر الحضارة والمجتمع في القرنين الثاني والثالث الهجريين، في أوج الدولة العباسية. وقيمته الأدبية لدارسي الشعرالعربي، وأدب المرأة خاصة، في ذلك العهد... وللقارئ متعة مجالس الأنس والقرب مكتشفة ومتخيّلة. والعهدة على من روى.