ليوبولد سيدار سنغور أول رئيس للسينغال بعد استقلالها عن فرنسا سنة 1960، جمع بين السياسة والأدب. ليوبولد سيدار سنغور عاشق افريقيا وفيلسوف أدب الزنوجة فهو من قال «أن الأبيض لا يستطيع البتة أن يكون أسود لأن السواد هو الحكمة والجمال» وهو أول من عمل على إعادة التباهي بافريقيا عن طريق شرح العادات والتقاليد ومعاني المؤسسة القبلية في افريقيا وتمجيدا للأبطال الأفارقة وفطن سنغور باكرا الى قيمة المعطى الثقافي الافريقي في الصراع بين الحضارات فسعى الى تقريب الهوة بين حضارة الشمال والجنوب وخلق حوار بين الحضارات. لم يتوقف سنغوروهو على كرسي الرئاسة في السينغال أبدا عشقه للأدب والشعر، فعلى الرغم من انغماسه في السياسة وتطلعاته لقيادة شعبه فإنه لم يتخل عن أحلامه الثقافية والأدبية، فكان أن بادر في صائفة 1966 بتأسيس المهرجان الدولي للفن الزنجي في داكار وتتمحور نشاطاته حول الفنون الافريقية والفنون البصرية والفنون التقليدية والسينما والثقافة الحضرية والرقص والتصميم والأدب والموضة والموسيقى والمسرح والهندسة المعمارية التقليدية وفن الطبخ والرياضة. مهرجان بقي خالدا في المدونة الثقافية الابداعية في كامل افريقيا وهو الذي انفتح على كامل أرجاء المعمورة على اعتبار الدور الريادي لهذا المهرجان في تمتين صلة الأجيال الحالية بتراثها الثقافي. ويحفظ التاريخ السياسي للزعيمم ليوبولد سيدار سنغور تنازله طوعا عن السلطة في 1980 بعد عقدين قضاهما على كرسي الرئاسة ليتفرغ للأدب والفكر وله في ذلك العديد من الكتب والمؤلفات الشعرية منها: «أغنيات الظل» و«قرابين سوداء» و«ليليات» و«قصائد متنوعة» و«أثيوبيات» و«رسائل البيات الشتوي» و«مرثيات كبرى» و«قصائد ضائعة» وهو مؤلف النشيد الوطني السينغالي المعروف ب«الأسد الأحمر». وقد اتسمت الحياة السياسية في عهده بالاستقرار وتبنى نظاما رئاسيا وكان أوّل رئيس في الغرب الافريقي يتبنى التعددية الحزبية في العمل السياسي حيث أعلن عام 1976 إطلاق التعددية الحزبية في ثلاثة اتجاهات وهي «الشيوعية والليبيرالية والاشتراكية».