هو رجل من رجال القصرين القلائل الذين يحبون جهتهم فعلا ويغيرون عليها.و هو رجل يؤمن بالعمل التطوعي دون انتظار مقابل أو هدية. فيقوم صباحا ليصلح الحفر الموجودة في شوارع القصرين وما أكثرها قبل أن تخضع خلال الأيام القليلة الماضية إلى عمليات تعبيد وتهيئة. الكل في القصرين يعرف العم العيد نجلاوي الذي يعمل ليلا نهارا من أجل تحسين صورة البنية التحتية في المدينة وتحت الحر في الصيف والمطر في الشتاء.رجل لم يخضع لدورات تكوينية حول المواطنة. ولا يرغب في الأضواء كما يفعل البعض. كان يعمل في صمت ويصلح الحفر في وسط المدينة وفي الشوارع الرئيسية والأحياء. رغبته فقط رؤية شوارع القصرين دون حفر. عم العيد رحل عن الدنيا مخلفا لوعة في نفوس الأهالي الذين يلقبونه بأستاذ في المواطنة بعد أن أصيب بجلطة في الدماغ. وسيظل هذا الرجل مثالا يحتذى في الوطنية. فحب الوطن في العمل للنهوض به وما يقوم به عم العيد أبرز تجليات هذا الحب.