في مشهد سياسي يبعث عن القطيعة بين رأسي السلطة التنفيذية أقدمت رئاستي الجمهورية والحكومة أمس على تعزيز صفوفهما بتعيين كل من الحبيب الصيد كمستشار في قرطاج وكمال الحاج ساسي في القصبة، فهل في التعينين تمثّل لفصول صراع قابل للتطور؟ تونس الشروق:: وعلى الرغم من انعدام تصريحات مباشرة من كلا الطرفين فإنّ جلّ المؤشرات تؤكّد انتقال علاقة الباجي قائد السبسي بيوسف الشاهد من الانسجام فالبرود الى الخلاف، ولئن تذهب بعض المقاربات السياسيّة في اعتبار الشاهد «الابن السياسي» لرئيس الجمهوريّة الذي اقترحه لحكومة الوحدة الوطنيّة ،فإنّ الطرح الثاني يستخلص من اشارات الباجي الأخيرة ودعوة الشاهد الى الاستقالة أو الذّهاب الى البرلمان أنّ الأمر لم يعد على ذلك النحو وأنّ الصراع المُباشر بينهما قابل للتطور. مايزيد من تثبيت حقيقة الصراع بين رأسي السلطة التنفيذية تعييني يوم امس حيث تم تكليف رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد بخطة وزير مستشار لدى رئيس الجمهورية مكلف بالشؤون السياسية، وتعيين كمال الحاج ساسي المنتفع بقانون المصالحة الادارية مستشارا لدى رئيس الحكومة وهو الامر الذي عزز الشكوك في أن تكون التعيينات بمثابة التعزيزات لفصول مواجهة قادمة. ومن جهته اعتبر الامين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي في تصريح «للشروق» أن التعيينين المذكورين يصبان في خانة تواصل الصراع حول الحكم انطلاقا من استحقاقات 2019 لا غير مبررا ذلك بجملة من المؤشرات من بينها أن تقييم رئيس الجمهورية السابق لحصيلة الحبيب الصيد على رأس الحكومة السابقة اتسمت بإقرار فشله مضيفا بأن الصيد وقع تقديمه سابقا كتكنوقراط وليس كسياسي حتى تقع تسميته أمس في خطة وزير مستشار مكلف بالشؤون السياسية. وأضاف الشواشي بأن تعيين كمال الحاج ساسي المتمتع بقانون المصالحة الادارية التي بادر بها رئيس الجمهورية في خطة مستشار لدى رئيس الحكومة رسالة عكسية من الشاهد تؤكد ان المواجهة بين شقي الشاهد والسبسي حول 2019 متواصلة مرجحا احتدامها في رغبة كل طرف في الاستحواذ على «ماكينة» نداء تونس للمراهنة عليها في قادم الاستحقاقات الانتخابية. في المقابل لا تبدو فرضية وجود صراع بين رأسي السلطة التنفيذية قائمة حسب قراءات البعض، وفي هذا السياق يرى عضو الكتلة الوطنية في البرلمان وليد جلاّد في تصريح «للشروق» ان في التعيينين المذكورين مكسب كبير لتونس بعيدا عن منطق الصراع الموجه. واعتبر جلاد أن الحبيب الصيد كفاءة وطنية وابن الادارة وراكم تجربة طويلة ووجوده في الفريق الاستشاري لرئيس الجمهورية سيقدم الاضافة وأن كمال الحاج ساسي الذي اشرف على صندوق التضامن 26-26 في وقت سابق ومهام سامية في الدولة بوسعة أيضا تقديم الافادة المرجوة. وشدد جلاّد على أن رئيس الجمهورية منتخب من الشعب وفوق كل الصراعات والتجاذبات السياسية وحريص من خلال جل تصريحاته على احترام صلاحياته الدستورية وأن رئيس الحكومة بدوره في انسجام مع توجهات رئيس الجمهورية مضيفا بأن التصريحات الرسمية لكلاهما تنفي وجود أية صراعات غير ان اطرافا سياسية تريد الايقاع بينهما. وخلص جلاد الى ان الصراع الحقيقي موجود في حزب نداء تونس حيث تسعى مجموعة ضيقة الى الاطاحة بالشاهد والزج برئيس الجمهورية في صراع مع الحكومة. الفايسبوكيون يتندّرون خلق تعيين رئاستي الجمهورية والحكومة بالتزامن لمستشارين أولين(الحبيب الصيد وكمال الحاج ساسي) حالة من التندر بين «الفايسبوكيين» الذين اعتبروا ان المواجهة بينهما اصبحت قائمة على مبدإ «تعيّن نعيّن».