تشهد الساحة السياسية منذ أشهر نقاشات عدة حول تجميع العائلة الوسطية في تكتل سياسي موحد يمنحها أكثر قدرة على الفعل في الشأن السياسي خاصة بعد فشل كل التجارب السابقة. تونس الشروق: مرت الأحزاب السياسية الوسطية بعدة محاولات للتجميع منذ سنة 2011 الى اليوم لكن كل تلك التجارب فشلت في توحيد تلك العائلة في حزب او جبهة سياسية مهيكلة ومنظمة وقادرة على الاستمرار مثلما حصل مع الجبهة اليسارية. وحملت تلك المحاولات الكثير من العناوين منها عنوان توحيد العائلة الدستورية باعتبارها وسطية الى جانب توحيد العائلة الديمقراطية او الوسطية التي قادها احد الاحزاب في كل مرة ومن بينهم نذكر حزب المبادرة وحزب حركوة نداء تونس في بداية تأسيسه ومؤخرا حزب البديل التونسي وحزب المشروع وحتى افاق تونس كان له دور في تلك المحاولة. ومع انتهاء كل تجربة تطرح نفس الأسئلة حول أسباب الفشل وبالرغم من تعدد الإجابات إلا ان المشترك بينها كان دائما مشكل الزعامة الذي جعل قيادات الأحزاب غير قادرة على التنازل عن أحزابها من اجل انجاح ذلك المشروع وان كانت محاولة التي أسست «الاتحاد المدني» شهدت بعض النجاح خاصة في الانتخابات البلدية بالرغم من قلة عدد القائمات الموحدة. منذ أيام طرحت حركة نداء تونس مبادرة جديدة لتوحيد العائلة الديمقراطية والوسطية وانطلقت في نقاشات مع عدد من الاحزاب القريبة فكريا منها ويحاول النداء من خلال مبادرته العمل على واجهتين الاولى اعادة تجميع القيادات المستقيلة من نداء تونس والواجهة الثانية التقارب مع عدد من الأحزاب. وفي هذا الاتجاه فقد شهدنا عودة رضا بالحاج الى النداء كما انطلقت نقاشات مع حزب مشروع تونس حول عمل جبهوي معه وحزب تونس اولا الذي كان يتزعمه رضا بالحاج. وربما ما ساهم في تدعيم هذا المسار ومنحه بعدا جديا هو ان التجارب التي انشقت عن النداء لم تعطي النتائج التي كان ينتظرها منها اصحابها فلم يتمكن اي حزب من افتكاك موقع نداء تونس في الساحة السياسية كما لم تتمكن محاولات التوحيد البعيدة عن النداء من النجاح نظرا لعدم تحقيقها لوزن انتخابي فعلي قادر على الفعل بشكل كبير وهذا لا ينفي طبعا ان حزب مثل مشروع تونس نجح الى حد كبير في الانتخابات البلدية لكن يبقى تاثيره محدودا. ومن هنا فان عملية التوحيد التي يقودها حزب حركة نداء تونس قد تكون ذات فاعلية في الساحة السياسية خاصة اذا ما تمكن فعلا من توحيد جبهته الداخلية والمضي الى انجاز مؤتمره الذي سيمنحه دورا اكبر في المستقبل في العائلة الوسطية والديمقراطية وكذلك سيمنحه المصداقية في الممارسة الديمقراطية. وربما ما جاء في بيان الهيئة السياسية الاخير لنداء تونس يؤكد هذا التوجه وهو تدعيم الجبهة الداخلية في الحزب خدمة لوحدة العائلة الوسطية «ودعت الهيئة كل هياكل وإطارات ومناضلي نداء تونس إلى الالتفاف حول حزبهم حتى يساهم الجميع كل حسب موقعه في إرجاع نداء تونس إلى مكانته السياسية الرائدة حزبا ديمقراطيا طلائعيا ممثلا للعائلة الوطنية الوسطية الإصلاحية والحداثية في تونس».