تونس الشروق: تحدثنا في مقال سابق عن إمكانية ان نشهد في قادم الأيام عودة لمكونات حركة نداء تونس الأصلية لكن في شكل جبهة سياسية موحدة بدلا من الاندماج في حزب وحيد مرة أخرى. بني حزب حركة نداء تونس عند تأسيسه على اربعة روافد أساسية وهي الرافد اليساري والرافد النقابي والرافد الدستوري والمستقلين لكن تلك التركيبة لم يتمكن احد من قيادات الحزب من تسييرها بعد استقالة الرئيس المؤسس الباجي قائد السبسي اثر فوزه في الانتخابات الرئاسية. وأدت صعوبة تسيير تلك التركيبة التي جمعت الكثير من التناقضات الى دخول الحزب في حالة من الصراع اللامتناهي على المستوى الداخلي انتهت بعض جولاته الى انسحاب أحد اطراف الصراع وتاسيسهم لاحزاب جديدة تحمل لون مؤسسها الاصلي مثل حزب مشروع تونس الذي يقوده محسن مرزوق وحزب بني وطني الذي اسسه سعيد العايدي وحزب تونس أولا الذي قاد عملية تاسيسه رضا بالحاج الى جانب حركة المستقبل للطاهر بن حسين. وفي هذا الصدد تحدثنا في مقال سابق عن امكانية عودة اتحاد كل تلك القوى لكن في شكل عمل جبهوي وليس اعادة الاندماج مع الحزب الاصلي هذا طبعا الى جانب عودة عدد من القيادات الى نداء تونس ومن بينهم رضا بالحاج. وأكدت مصادر في وقت سابق للشروق ان هناك نقاشات عديدة بين كل تلك الاحزاب بحثا عن ارضية مشتركة للعمل ككتلة برلمانية قوية وموحدة وكذلك كجبهة سياسية خاصة مع اقتراب المحطات الانتخابات لسنة 2019. وفي هذا السياق فقد اكد المكلف بالاعلام في حركة نداء تونس امس وجود تلك المشاورات بين حزبه وتلك القوى المنشقة عن نداء تونس بحثا عن ارضية مشتركة لمشروع الائتلاف السياسي الذي يعملون على بنائه مؤكدا انه سيكون ائتلافا سياسيا وبرلمانيا وانتخابيا كذلك أي انه من المتوقع ان يتواصل حتى الانتخابات القادمة. ومن جهة اخرى فقد اكدت مصادر «الشروق» ان المشروع الجديد الذي تتم مناقشته يقوم على اساس بناء جبهة سياسية لا يحصل من خلالها الانصهار بين تلك الاحزاب لكن تكون لها قيادة موحدة على شاكلة قيادة الجبهة الشعبية تكون قادرة على ادارة ذلك التكتل السياسي الذي يهدف الى اعادة التوازن السياسي اولا ثم خوض الانتخابات التشريعية والرئاسية بشكل جبهوي أيضا. وفي انتظار انتهاء النقاشات حول هذا المشروع يبقى السؤال المطروح هل تنجح فكرة العمل الجبهوي في اعادة تجميع مكونات النداء بعد ان فرقتهم الصراعات داخل الحزب الواحد؟ ربما تكون حلا خاصة لصراع الزعامات الذي تعاني منه الساحة السياسية ككل لكن هل تصمد هاته الجبهة ام يكون مصيرها مثل المشاريع السابقة؟