لعل إتساع واحات النخيل وتراميها في الجنوب التونسي جعل من أهالي هذه الجهات تستغلها على الوجه الأكمل حيث أن النخلة ومنتوجها المتعدد مثّل مورد رزق قار لبعض العائلات على إمتداد عقود من الزمن...فمن « الجمار « يتم إستخراج عصير اللاقمي ...ومن الخشب الخارجي تُبنى الأكواخ وتُمتد الجسور التقليدية لسواقي المياه... ومن الجريد تُصنع أسوار الغابات والبساتين... ومن السعف تُضفر المظلات والأقفاف وحتى السجدات لأداء الصلوات. جهة قابس بمختلف مناطقها كالحامة وشط السلام إختصت بهذه الحرف التقليدية وإشتهرت بها حتى لا تكاد تخلوعائلة من بعض الحرفيين والحرفيات وتداولتها عبرالأجيال وكأن الأجداد أرادوا ترسيخ هذه الحرف كي لا تنقرض بفعل الزمن ونجد المرأة في هذا الميدان قد تغلبت على الرجل في إتقان هذه الصنعة بل وقد وصلت إحداهن إلى تصدير منتوجها خارج حدود الوطن بحكم إجتهادها في تعصير هذه الحرفة وإدخال تغييرات تستجيب لمتطلبات العصر. مراحل صناعة المظلة حدثنتا « الحاجة مبروكة « وهي أصيلة منطقة شط السلام وهي التي إمتهنت صناعة المظلة منذ أن كانت صبية تقول « في البداية يتم قطع الجريد من قلب النخلة ثم نضعه في الشمس كي يجفّ ويتحوّل لونه من الأخضر إلى الأصفر بعدها نفصل السعف... سعفة سعفة.. ونجزأها إلى أشرطة لا يتجاوز عرضها 2 مليمتر وتبدأ حينها عملية «الضفيرة» إلى أن نتحصل على أشرطة طويلة وعريضة نوعاما ( بعرض أربعة أو خمسة صنتمر) فنقوم بإلصاق بعضها لبعض إلى أن تصبح مظلة أو قفة حسب الطلب». أنواع المنتوج يختلف سعر المنتوج بإختلاف نوعية السعف وغالبا ما تكون المظلة أو القفة المصنوعة من سعف البوحطم هي الأغلى ثمنا بحكم أن سعف البوحطم يعتبر من النوعية الأجود خصوصا وأنه يقاوم حرارة الشمس ولا يتغير لونه بمرور الزمن وعلى الحريف أن يكون متطلعا على هذه الخصائص إن أراد إقنتاء مظلة أو قفة.