كل جهة من جهات الجمهورية تتميز بخاصية معينة في ارتداء الملابس التقليدية خلال إقامة الأعراس حيث تحرص عائلة العروس على توفير مايلزم البنت من جهازوذهب وحلي وأثاث إذ تمثل مناسبة» زواج العروس» فرصة لإستعراض امكانيات العائلة واقتدراتها المادية لتصل في بعض الأحيان حد الافتخار أمام الجيران والأحباب والأقارب. في جهة قابس مثلا دأبت العائلات على إعداد العدة وتوفير كل ما تستحق العروس أثناء أيام الزفاف وبعده حيث تقضي الأسر سنوات في شراء ما يسمى « البتات « أو « الجهاز» الخاص بالعروس ولعل ليلة الحنة من أهم ليالي العرس إذ ترتدي العروس أبهى الحلل وأجملها وتتزين بالحناء المنقوشة في الأيدي والأرجل ويزيدها نثشات الحرقوس المزركش رونقا خاصا.... الحاجة «زهرة القفصي « حدثتنا على أيام زمان وكيف كانت العائلات تستعد لمثل هذه المناسبات حيث تقول « رغم أن زمامنا ليس كزمانكم إلا أن العائلات القابسية وعلى ضعف حالها فإنها تسعى جاهدة إلى توفيركل مايلزم العروس لزواجها فمازالت تقريبا أغلب العادات نحافظ عليها إلى يومنا هذا ....فنقوم بإخراج « الجهاز « أيام قبل العرس نستدعي فيه الأقرباء والجيران ليرونه ثم نحوّله لبيت الزوجية وبعدها تبدأ مراسم الزفاف لتبقى أهم ليلة هي ليلة الحنة وهي ليلة تلبس فيها العروس مجموعة من الحلي وتتزين كأبهي مايكون ولبسة الحنة هذه هي عبارة عن ارتداء الحولي و» القمزولة « و»الثوب» مع «منشف لحرير» المشدود ب»القرن الموبر « و»الريحانات» و»الشواطح» و»التكليلة» وتلبس العروس أيضا « الخلخال « في الساقين وتوّشح صدرها ب»خيط بالروح « و» ربع الدنيا « و» الشركة ليرا « دون أن ننسى « الخناق» في العنق.... هذا تقريبا أبرز ما تتزين به العروس في ليلة حنتها علما وأن هذه العادة مازالت متواصلة إلى يومنا هذا رغم بعض التغييرات الطفيفة إذ تقوم العروس اليوم بتغيير ملابسها من العربي إلى إرتداء « القفطان « أو « الفوطة والبلوزة « وعادة ما يتم توثيق هذه اللحظات بصور تذكارية وفيديوهات يعود إليها أهل العريس والعروس بعد أيام من الزفاف لمشاهدة أبرز لحظات التي عاشوها خلال أيام العرس.