(مدنين) إن الثورة التونسية التي أطاحت بنظام بن علي وبما قبل بن علي حسب تعبير من أقاموا بها وأعطوها الكثير من التسميات والشعارات التي تبدو مضحكة وسخيفة وربما مؤلمة في حقيقتها أو الثورة المهزلة كثورة البوعزيزي والورد والياسمين والتي أسمّيها شخصيا بثورة البصل وثورة الهنتاشة والتي شوّهت المجتمع التونسي وغيّرت هويته وحوّلتها حتى لكأنك وأنت تتجول في الأسواق ،أمام الجوامع والمساجد وداخلها وفي المقاهي لا ترى إلا طوابير النسوة في زيّها الأسود المحزن الذي هو أشبه بسرب الغربان والرجال يعطلون الحركة بكثافة لحيّهم وهي مظاهر غريبة عن تونس العربية المسلمة السنية المالكية القيروانية الزيتونية. هذا ما حقّقته وُافرزته ثورة البوعزيزي بالإضافة الى تعدّد الأحزاب المهمشة التي ليست لها برامج ولا أهداف تخدم البلاد والعباد. وهي منذ الثورة الآنفة الذكر تتسارع وتتسابق على افتكاك المناصب وإفراغ المجتمع من كل مقومات الحياة. وإذن فما هو المطلوب إن بقي فيهم رجل رشيد؟ أنا أريد فقط أن أذكّر الجميع ببداية الصراع مع الاستعمار في تونس كيف جوبه عندما حاول أن يشوّه الكرامة ويمس شعور المواطن أذكر بأنه عندما نزع السفساري من احدى النسوة ليجعلها سافرة خليعة وصادف ان كان بالقرب منه بورقيبة كيف أن بورقيبة انتفض وأبعد الرجل الفرنسي بقوة وأرجع للمرأة السفساري شعار الهوية وذلك في الثلاثينات وأمر بالحفاظ على الهوية وعلى الزي سواء منه الحضري أو البدوي وحتى عندما أعطى بورقيبة للمرأة حقوقها لم يأمرها بالسفور والميوعة بل لنا مراجع حتى خلال زياراته للجهات. ومن وجهة نظري فإرجاع الهوية التونسية اليوم قبل الغد واجبة والبعد عن التشيّع والتزمّت والبدع واجب وهام وضروري. فالسفساري والفوطة الهلالية والحولي والجبّة والبرنس والفوطة الجربية والظلالة والزي المهدوي حتمي وواجب. ومجتمعنا في تونس الذي شلكته الثورة وهمّشته الأحزاب يجب أن تعود له عافيته ولا عاش في تونس من خانها.