وزير الثقافة: المجاهد الأكبر لا يموت ولد في العالم عديد الزعماء ولكن ذكراهم رحلت مع رحيلهم الى الآخرة، إلا الزعيم الحبيب بورقيبة والذي أفتخر بأن أقول إنه المجاهد الأكبر وكلمة المجاهد الأكبر لم تعط للزعيم بورقيبة مجاملة أو تملقا. فقد منحه الشعب هذه الصفة منذ رجوعه من المشرق العربي سنة 1948 في وقت لم يكن هذا الشعب يعرف فيه أن بورقيبة سيصبح فيه رئيسا للجمهورية. وما أذكره أن الأديب محمد المرزوقي ألف قصيدا جاء فيه حبيب الشعب يوم الوغى وكان ذلك سنة 1952 حين كان بورقيبة مهدّدا بالموت. ويحق لنا أن نحيي هذه الذكرى بكل النخوة والاعتزاز. السيد المهدي بورقيبة (حفيد الزعيم): كانوا يصفّقون للمخلوع كنا نعيش في أوضاع يندى لها الجبين، يحضّرون للاحتفال قبل أشهر عديدة ثم يجبرون الناس على المجيء ولكنهم لا يحتفلون بالذكرى، بل كل ما في الأمر أنهم يصفقون للمخلوع ويعودون. السيدة هاجر بورقيبة: ... كانت مصطنعة لأول مرة أشعر بأنني أحضر ذكرى وفاة والدي وأب الشعب التونسي لأن المناسبات الماضية في عهد المخلوع كانت مصطنعة فهم يجلبون الناس عنوة ليصفقوا لبن علي لا ليترحموا على بورقيبة الذي أدركت اليوم أنه عاد الى شعبه وعاد شعبه إليه. الأستاذ علي الشاذلي: الجنازة لم تكن في حجم الرجل عاينت الزعيم الحبيب بورقيبة بعيد الوفاة بقليل وتأكدت بأن الوفاة جد طبيعية وتلك مشيئة اللّه، إذ توفي عن سن تناهز 97 سنة ولم تكن وفاته ناتجة عن أي خلل في أجهزته لا القلبية ولا غيرها. ونظرا لما تطلبته اجراءات الدفن من وقت طويل فقد قمت بالتدخل الطبي حسب شريعتنا الاسلامية للحفاظ على سلامة الجثة ورفضت أي اجراء يسيء الى زعيم الأمة. لكن ما آلمني وآلم كل الشعب أن الجنازة لم تكن في مستوى قيمة هذا الرجل العظيم ونحمد اللّه ان جاءت الثورة المباركة وأعادت لبلادنا حريتها وقد حرصنا على أن تكتسي هذه الذكرى طابعا شعبيا الى جانب الطابع الرسمي. السيدة صلوحة بوزقرو محلّة: حكايتي مع الزعيم بعد أن خلع عني الزعيم الحبيب بورقيبة السفساري عدت الى البيت خائفة من زوجي لأننا كنا نعيش وقتها في تقاليد تفرض الحجاب. لكنني فوجئت بزوجي: افعلي ما يأمرك به المجاهد الأكبر الذي قاسى الويلات في سبيل تحرير الوطن. وأذكر أنه أراد حضور عرس ابنة أخته وكانت السلط الاستعمارية تتبع خطاه فتسلل الى الدار وعلمت السلط فأرادت القبض عليه فارتدى سفساري وخرج وسط النسوة وبقيت قوات الأمن في التسلل وقد اندهشت لاختفائه حتى أنها مزقت كل المفروشات ونحن إذ نحيي اليوم ذكراه بكل حرية. فلا بد أن نعترف له كنساء بالجميل لأنه هو الذي حرّر المرأة وصان كرامتها وبوأها مكانة تستحقها. السيد عثمان جنيّح:اعتراف بالجميل أردت حضور هذه الذكرى اعترافا مني بجميل الزعيم الراحل الذي كان لي شرف أن عشت فترات حكمه التي تميزت بمجانية التعليم وبتحرير المرأة وبالنهوض بالبلاد في جميع المجالات ويبقى بورقيبة رمزا لا يجب المساس به. السيد طارق بن عمار: شريط سينمائي عن الزعيم منذ أكثر من عام فكرت في انتاج شريط سينمائي عن الزعيم الحبيب بورقيبة، لكنني لم أجد الظروف الملائمة لذلك، واليوم وبعد الثورة المباركة سأنجز هذا العمل الذي يؤرخ لحياة رجل عظيم أعتز بأنني أحضر اليوم ذكرى وفاته بلا ماكياج، بل كانت تلقائية بكل مفاهيمها.