احتضن المسرح الأثري بقرطاج ليلة السبت الماضي 11 أوت ضمن فعاليات الدورة 54 عرض الباليه الصيني الذي حضره جمهور كبير خاصة من الأطفال وامتد على مدى الساعة والنصف في اجواء استثنائية فيها من الإبداع والإمتاع ما يغذي الروح والبصر. تونس (الشروق) على ايقاع الموسيقى والألوان الساحرة والرقصات المتناغمة انطلق عرض الباليه الصيني على ركح المسرح الأثري بقرطاج عرض استثنائي استطاع ان يشد الجمهور حتى نهايته اذ حضر التناسق والانسجام ودقة الحركة وثراء المشاعر مع دمج الكثير من المؤثرات الثقافية الصينية بأبعادها الروحانية وتمظهراتها الغرائبية فتحققت الفرجة من خلال لوحة فسيفسائية جمعت بين الغناء والرقص والموسيقى تابعها الجمهور بتركيز وانبهار كبير ورغم العدد الكبير للفرقة الا ان التناسق والانسجام كان حاضرا في مختلف اللوحات الكوريغرافية التي أمنها الباليه المتكون من ثلاثين عنصرا قدموا أنماطا موسيقية مختلفة ورقصات مستوحاة من التراث الصيني امنها الفنانون بطريقة متناسقة ...اجساد تتعانق فتتلاحم ثم تتباعد فتتنافر. لم يكتف الباليه الصيني بعرض لوحات كوريغرافية، بل قدم أيضا لوحات أخرى في الرقص التقليدي، والحركات البهلوانية ترافقها خلفية مشهدية على الشاشات العملاقة توضح الرابط بين اللوحات ومواضيعها التي تتعلق بالطبيعة وبالياسمين التونسي تحديدا الذي كان ملهما للراقصين والكوريغرافيين وللأصوات الصينية المخملية التي غنت لتونس ولصداقتها بالصين. عرض الباليه الصيني على ركح المسرح الأثري بقرطاج كان متميزا استطاع ان يرتحل بالجمهور الى ثقافات اخرى وتعابير متنوعة من خلال تعابير جسمانية قدمت رسائل مختلفة تروي في كل مرة حكاية جديدة وثقافات مختلفة ... والباليه الصيني الى جانب حجمه الضخم يقدم مستوى فنيا راقيا وبالمقارنة مع فرق الباليه الغربية يتميز بحركته السريعة والمنسجمة كما انه نجح في استيعاب روح الباليه الغربية ... وهو عمل استعراضي ضخم جمع كل مقومات الجمال انطلاقا من السينوغرافيا إلى آداء الراقصين والأزياء الكلاسيكية لتبعث في نفوس الجمهور رسائل مليئة بالحب والأمل والحياة.