في منزل تميم تابع الطفل يوسف دراسته في المدرسة القرآنية ودرس على يدي الشيخ محمد عياد والشيخ الشاذلي حمام قبل أن يلتحق بمجموعة سلامية الشيخ محمود جميل وله من العمر 11 سنة. وكان في ذات الوقت حريصا على حفظ الأدوار لكبار الفنانين في ذلك العصر على غرار عبدو الحمولي وسيد درويش وسلامة حجازي. ازداد شغف الطفل يوسف بالغناء والموسيقى وجاءت نصيحة شيخه في السلامية بضرورة الانتقال الى العاصمة إن رام التأسيس ثم التأثيث لمسيرة فنية تونسية متفرّدة. عمل يوسف بهذه النصيحة فحزم أمتعته وامتطى الحافلة في اتجاه العاصمة بعد أن سجل اسمه في جامع القصبة لمواصلة دراسته تحت إشراف الشيخ البشير بن فضل الذي فسح له المجال وساعده على الالتحاق في مرحلة أولى بغرفة السلامية بقيادة الشيخ محمود المهدي حيث غاص معها في بحر من الأناشيد الصوفية والمدائح والأذكار الدينية التي رسخت لديه قناعة مفادها أنه لا خلود ولا تميّز إلا للمضمون الإنساني النبيل في كل ما يقدم من أغان وأناشيد وأذكار ليحطّ الرحال بعد ذلك في فرقة محمد بن محمود التي تعد واحدة من أهم وأبرز فرق السلامية بالعاصمة في تلك الفترة على وجه الخصوص. يتبع