مازالت مدينة حاجب العيون تعيش على إيقاع الفراغ الثقافي في ظل تكاثر المقاهي وإقبال الشباب ومختلف الشرائح الاجتماعية عليها إلى حد اختناق حركة المرور بوسط المدينة. وخير دليل على ذلك ما تشهده الأرصفة من اختناق بسبب طاولات لعب الورق التي تناثرت في كل زوايا المدينة الشيء الذي حتم على عامة الناس اختيار التوجه إلى المنتزه البلدي المعروف باسم فضاء العائلة والطفل بحكم ما يوفره الساهرون عليه من سهرات رمضانية ليلية تتنوع فقراتها بين الترفيه والموسيقى والتنشيط العائلي من خلال دعوة مجموعات من الفرق الموسيقية لتأثيث باقة السهرات بأحلى الأغاني الطربية التي تشد إليها الساهرين إلى ساعة متأخرة من الليل على غرار فرقة الفنان محمد البقلوطي بقيادة المايسترو احمد المباركي عازف الأورغ وبمشاركة المطربين حسن النقازي الذي أمتع الساهرين بمجموعة من الأغاني الطربية الشرقية والشابة حنان الكسابي المختصة في تقديم الغاني البدوية . ولعل ما يساعد على ذلك جمالية المكان وطبيعته الخلابة التي تشجع على السهر وسط أجواء أمنية متميزة. وأعلم الجهاز المشرف على تسيير دواليب المنتزه البلدي «التونسية» أن النية تتجه في قادم الأيام إلى تنويع أطباق السهرات الرمضانية من خلال العمل على استضافة فرق للسلامية والمدائح والأذكار من مدينة القيروان . وذلك بحكم ما يتطلبه شهر رمضان من سهرات روحانية ووجدانية إضافة إلى برمجة منوعات فكاهية بهدف رسم البسمة على شفاه مرتادي المنتزه البلدي لذلك بالإمكان القول أن منتزه البلدية كان خير متنفس للسهرات الرمضانية التي غابت هذه السنة عن فضاءات أخرى كان من المفروض أن تكون هي الأولى بتقديم أطباق فنية دسمة من شأنها أن تساعد على استقطاب الجماهير العريضة للمشاركة في أجواء يحلو فيها السهر وبالتالي المصالحة مع فضاءات تنتظر الدعم والمساندة من الجهات المسؤولة على غرار دار الثقافة حتى لا تفوتها فرصة المشاركة في إحياء وتنشيط ليالي رمضان باعتبارها فرصة سنوية تعمل الكثير من المؤسسات الثقافية على استغلالها تحت غطاء مهرجان المدينة . ولكن كيف لمدينة حاجب العيون أن تنهض من سباتها وهي التي فرطت في مهرجانها الصيفي المعروف باسم مهرجان عيد الصوف بعد مسيرة حافلة بالإشعاع والعطاء تقارب نصف قرن من الزمن ليصبح أطلالا في ظل منافسة ومزاحمة شديدة تفرضها مهرجانات جديدة أخرى لم تكن ذات يوم معروفة على الساحة الثقافية؟