يقول عنها مصطفى أمين: "زوزو ألهمت شاعرًا من أكبر شعراء مصر، هو الدكتور إبراهيم ناجي، وقد لا يعرف كثيرون أن أغلب قصائد الغزل التي نظمها إبراهيم ناجي كانت من وحي حبه لزوزو الحكيم، وقصيدة الأطلال التي غنتها أم كلثوم هي وصف ناجي لقصة غرامه مع زوزو". فرغم صرامة أدوارها وأدائها التمثيلي المبالغ فيه لأدوار الشر، كانت سيدة عذبة، رقيقة المشاعر، مرهفة الحس، ويتجلى ذلك من كونها إحدى رواد الصالونات الثقافية، وهواة كتابة وحفظ وإلقاء الشعر. هي الفنانة "زوزو حمدي الحكيم" المولودة يوم الثامن من نوفمبر لعام 1912، والتي وقع "الشاعر إبراهيم ناجي" في حبها أسيرًا حينما جذبته ثقافتها وإلقائها الجيد للشعر بأحد الصالونات الثقافية، فتعرف عليها وربطته بها قصة حب، حتى أنها أصبحت ملهمته فكان يكتب تحت عنوان بعض قصائده "إهداء إلى (ز)"، وقيل أن قصيدة "الأطلال" التي تغنت بها "أم كلثوم" كتبها"ناجي" فيها. شاعر الأطلال "يا حبيبا زرت يوما أيكة.. آه من قيدك أدمى معصمي"، مَن كان يظن أن تلك الكلمات التي تغنت بها أم كلثوم وكتبها إبراهيم ناجي كانت لسكينة في فيلم "ريا وسكينة"، ولتلك الأم الصارمة في فيلم "المومياء".. نعم إنها للفنانة زوزو حمدي والتي ظلت تتفاخر، قائلة: "أنا ملهمة شاعر الأطلال". تلك المرأة التي عندما سمعت صوت السيدة أم كلثوم تتغنى "وحنيني لك يكوي أضلعي والثواني جمرات في دمي" تتذكر أنها قرأتها قبل ذلك لتبحث في روشتات علاج والدتها لتجد كلمات قصيدة الأطلال وأبياتها قد كتبت لها مع كل زيارة تقوم بها والدتها لعيادة الدكتور إبراهيم ناجي. "زوزو حمدي" تخرجت في المعهد العالي للسينما، وتزوجت من الصحفي محمد التابعي ...ومعلوم أن عدد قصص الحب الكثيرة التى عاشها الكاتب الصحفى محمد التابعى، أشار إليها فى أوراقه الخاصة ومنها قصة زواجه السرى من الفنانة زوزو حمدى الحكيم التى اشتهرت أيضا بعلاقتها العاطفية بالشاعر إبراهيم ناجى، والغريب فى قصة زواج الدنجوان "التابعى" من هذه الفنانة أنه ظل سرا فى حياته حتى بعد زواجه من السيدة هدى التابعى التى فوجئت بهذا الزواج. تعليقا على هذا الزواج تقول السيدة هدى التابعى فى أوراقها الخاصة "فى يوم من الأيام قرأت كتابا لأحد الصحفيين يقول فيه، إن الأستاذ التابعى تزوج من الفنانة الكبيرة زوزو حمدى الحكيم وعلى الفور سألت الأستاذ عن حقيقة هذا الكلام فأخبرنى ولأول مرة أنه فعلا تزوج من زوزو الحكيم ولم يمكث أكثر من شهر واحد ولما سألته عن السبب فى هذا الزواج قال لى "إنها روز اليوسف كنت عاوز أغيظها". يبدو أن ارتباط التابعى بزوزو الحكيم كان فى الفترة التى تلت مباشرة انفصاله عن روز اليوسف المرأة والمجلة، فقد سبق هذا الزواج الرحلة المشهورة التى قام بها التابعى خارج مصر لمدة ثلاثة أشهر بعدما خرج من السجن عام 1933 لكن عندما استأنف عمله كرئيس تحرير روز اليوسف لاحظ أن محبوبته تغيرت كثيرا عما قبل حيث بدأت تتدخل فى عمله وتضايقه، الأمر الذى عجل بالخلاف بينهما. وهروبا من أزمته مع روزاليوسف قام التابعى بجولة فى عام 1934 فى أوروبا وهناك عاش أكثر من عشر قصص حب وغراميات مع بنات أوروبا كى ينسى حبه لها، وعندما رجع التابعى من هذه الرحلة كان قد قرر الانفصال عن روزاليوسف "الحب والمجلة" وقبل أن ينتهى عام 1934، كان التابعى قد ترك مجلة روز اليوسف وبدلا من أن يستسلم لها ولقوة حبها اتجه لإصدار مجلة جديدة لمنافسة روز اليوسف فكانت مجلة "آخر ساعة" المصورة. إذن لم يدم زواجهما كثيرا لتتزوج بعدها من حسين عسكر وهو من عائلة كبيرة ذات مال وجاه، فتقول عنه "عشت معه أسعد وأجمل أيام عمري، هو صاحب القلب الوحيد الذي أخلصت له وأخلص لي، ابتعدت عن الناس جميعًا واكتفيت به، وكدت أعتزل التمثيل لأتفرغ له بعد أن امتلك روحي وقلبي وعقلي برجولته وشهامته وقوة شخصيته وقوة ثقته في نفسه، لكنه مات قبل أن أتخذ القرار". روحا شفافة وكتب لها ناجي: "واثق الخطوة يمشي ملكا، ظالم الحسن شهي الكبرياء"، لكنها تقول عنه "كان ماض وانتهى وزوجي يقرأ قصائد ناجي التي أرسلها لي، وخطابات الحب التي يلاحقني بها، وما كان ليغار منه، فناجي كان هزيلا، ضئيلا، نحيلا، لا يملأ عين امرأة ولا يثير غيرة رجل، فقط كان شاعرا غير عادي وروحا شفافة". تلك الفتاة التي ولدت في 8 نوفمبر عام 1912 ذات الملامح القوية والصوت الحاد ابنة محافظة أسيوط، والتي رحلت عنا في 18 مايو 2003، استطاعت أن تدمي قلب ناجي ليبعث ببيت شعر إليها "يا فؤادي لا تسل أين الهوى كان صرحا من خيال فهوى"، لكن يقول عنها الكاتب الصحفي مصطفى أمين: "إن في مصر رجالا تنشق عنهم الأرض في الأزمات، حتى لو كانوا زوزو حمدي الحكيم"، فبعد أن غادر التابعي وأمين روزاليوسف، وجدا زوزو الحكيم ترسل لهما خطابا تقول فيه: "لقد كان من أمانينا أن نصدر مجلة، أنا عندي مجوهراتي وثمنها مائتا جنيه، أضعها تحت تصرفك لتبدأ بها المشروع". عملت زوزو في البداية بالفرقة القومية التي كان يرأسها خليل مطران، وفي العديد من المسرحيات مع فاطمة رشدي، فشاركت في عدد من المسرحيات، أبرزها «النسر الصغير»، "اليتيمة"، "عفريت مراتي"، "الملك لير"، و"الستات ميعرفوش يكدبوا". ومن أشهر أفلامها، "ريا وسكينة"، "المومياء" و"قاهر الظلام"، "حب فوق البركان"، و"ليلى بنت الفقراء"، وفي التليفزيون قامت بالعمل فى مسلسلات "مذكرات زوج"، "محمد رسول الله"، و"أفواه وأرانب". جمال هادئ ونظرًا لجمالها الهادئ الذي كان حديث شباب قريتها، اضطُر والدها آسفًا أن يزوّجها، وهي دون السادسة عشر، من أول عريس مناسب يتقدم لخطبتها ولكنه وضع شرطًا لإتمام الزواج؛ يتمثل في استكمال ابنته لتعليمها حتى تحصل على البكالوريا، ولكن الزوج نكث بوعده بعد شهور من الزواج، فهربت إلى خالها بالقاهرة وحصلت على البكالوريا هناك، وطلّقها زوجها على الفور. تزوجت "زوزو" مرتين أخرتين، لم تُوفّق في زيجتين، فيما استمر زواجها الثالث ربع قرن، ورُزقت منه بابنتها الوحيدة. ولقد شاركت "الحكيم" في بداية مسيرتها الفنية في العديد من العروض المسرحية بفرقة "فاطمة رشدي" مثل (النسر الصغير، واليتيمة، والملك لير)، والتحقت بالمعهد العالى للتمثيل وكانت من أوائل الدارسين به وتخرجت فيه عام 1935، وبعدها انضمت للفرقة القومية التي كان يرأسها شاعر القطرين خليل مطران. ومن أشهر أفلامها؛ دور سكينة مع نجمة إبراهيم في فيلم ريا وسكينة، ودور الأم الصارمة في فيلم المومياء، فضلًا عن أدوارها في أفلام (واإسلاماه، إلى الأبد، ليلى بنت الفقراء، بيت الطالبات، إسكندرية ليه) وشاركت في التيليفزيون من خلال الأعمال الدرامية "العسل المر، مذكرات زوج، محمد رسول الله، أفواه وأرانب، ألف ليلة وليلة"، إلى أن وافتها المنية في 18 ماي عام 2003. من قصص العشاق