تونس الشروق: ارتفعت خلال اليومين الأخيرين أسعار علوش العيد بنحو 200 دينار وذلك تزامنا مع صرف رواتب الموظفين وبداية انتعاش حركة سوق المواشي استعدادا لعيد الاضحى. جولة صغيرة في "الرحب" وأسواق المواشي تجعلنا نكتشف ارتفاعا صاروخيا لأسعار الأضاحي من 400 الى 600دينار الى حدود 700و800دينار وهناك حديث عن تجاوزها ألف دينار. ويرى المراقبون أن شراءات اللحظة الأخيرة ألهبت الأسعار. فعديد التونسيين يقيمون في عمارات ولا يتمكنون من شراء الأضحية سوى في اليوم الأخير لذلك يتصاعد الإقبال وترتفع الأسعار. وحول هذه المسألة ذكر لطفي الرياحي رئيس منظمة إرشاد المستهلك أن عديد "القشارة" ألهبوا الأسعار في الأيام الأخيرة. لكن السوق ستعرف استقرارا ملحوظا مع اقتراب العيد نظرا الى العزوف الكبير عن شراء الأضاحي هذه السنة والذي يقدر بنحو 30بالمائة مقارنة بالسنة الماضية بسبب تتالي المناسبات. كما أن التونسي يفضل الاستعداد للعودة المدرسية على اقتناء أضحية العيد بالإضافة الى اهتراء القدرة الشرائية للمستهلك وتراجعها بنحو 40بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية. ويشار الى أن المتوفر من الأضاحي يصل الى مليون و390 ألف رأس على ذمة التونسيين بزيادة حوالي 17 بالمائة على كميات السنة الماضية. وهي كميات أعلى من الحاجيات. وهو ما قد يرجح انخفاض الأسعار في الأيام الأخيرة. وقد حدد سعر الأكباش التي ستباع بالميزان بحوالي 11 دينارا للذي وزنه أكثر من 40 كيلوغراما، و10.500 للذي وزنه أقل من40 كيلوغراما. ويعتبر الفلاحون أنه لا زيادة حقيقية في الأسعار رغم ارتفاع كلفة الإنتاج بالنسبة إلى الفلاح الذي عاش 3 سنوات من الجفاف. حيث يعاني المربي من صعوبات في تكلفة الإنتاج. وتتوفر نقاط البيع بالميزان في مناطق عديدة مثل السيدة بمنوبة ورادس وفي أغلب المدن بالجهات التونسية. ودعا رئيس منظمة إرشاد المستهلك التونسيين إلى الاقتناء من نقاط البيع تجنبا "للقشارة" وللتلاعب بالأسعار ولضمان السعر والصحة. حيث تتوفر بهذه النقاط المراقبة الصحية والبياطرة. وأكد أن "العلوش" متوفر قائلا :"الخرفان موجودة. لكن نرجو أن يتم بيعها لاسيما مع الأزمة المالية التي يعيشها التونسيون. ويشار الى أن حاجيات التونسيين من الأضاحي تقدّر سنويا بحوالي مليون و100 ألف رأس. ويمثل العلوش العربي أغلبية نسبة القطيع في تونس يليه "الغربي"، فيما تمثل نسبة "التيبار" كمية قليلة. ويعتبر علوش"التيبار" أكثر جودة من حيث نوعية اللحم والأرفع ثمنا من بقية الخرفان. لكن نسبة الإقبال عليه في العيد ليست كبيرة. ولاحظ الرياحي أن نسبة كبيرة من التونسيين تنتظر آخر لحظة لتحدّد ما إذا كانت ستشتري الأضحية أم لا وذلك حسب مقدرتها الشرائية وفق ما تفرضه الأسعار. وهو ما جعل شراءات آخر لحظة مدعاة لترفيع الأسعار اذا كانت تفوق المتوفر أو بالعكس فإنها تنخفض لأن "القشارة" عموما يرغبون في التخلص من الأغنام بأي ثمن. وعموما فإن عادات التونسي في العيد تتغير من سنة الى أخرى حسب إمكانياته وطاقته الشرائية وقدرته على مقاومة غلاء المعيشة .