لندن (وكالات) أعلن مستشار البيت الابيض للأمن القومي جون بولتون أمس الأربعاء في القدس أن إدارة الرئيس دونالد ترمب لا تسعى إلى إسقاط النظام في إيران، بل دفعه إلى "تغيير سلوكه". و قال بولتون خلال مؤتمر صحافي معلقًا على قرار ترمب إعادة فرض العقوبات على ايران وعلى المظاهرات التي جرت في الاشهر الأخيرة في إيران: "لنكن واضحين، إن السياسة الأمريكية لا تقضي بتغيير النظام، بل ما نريده هو تغيير كبير في سلوك النظام". وبرر بولتون الاحتجاجات الأخيرة بسوء إدارة مزمنة للاقتصاد الإيراني، مشيرًا إلى أن الاتفاق النووي الموقع مع طهران "حدّ" من تبعات سوء الإدارة الاقتصادية هذا. وقال إنه بعد خروج الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات على إيران "رأينا مفعولًا سلبيًا للغاية على إيران، أعتقد أنه أكثر شدة مما كنا نتوقعه". وأكد أن المظاهرات لم تكن منظمة، ولم تكن نتيجة "مؤامرة". وشهدت إيران مظاهرات وإضرابات واسعة خلال الأسابيع الأخيرة احتجاجًا على ارتفاع الأسعار والبطالة وطريقة إدارة الاقتصاد. وإذ أكد بولتون استعداده بلاده للتوصل إلى اتفاق مع النظام الإيراني، حذر بأنه إذا لم تمتثل طهران للمطالب الأمريكية، فإن واشنطن ستمارس "ضغوطًا قصوى على إيران، لتفهم بوضوح أنها لن تحصل يومًا على أسلحة نووية قابلة للاستخدام". ومع تصاعد حرب كلامية منذ إعادة فرض عقوبات أمريكية على طهران حذر رجل الدين الإيراني أحمد خاتمي الولاياتالمتحدة أمس بدفع "ثمن باهظ" في حال فكّرت في ضرب بلاده. وقال ان عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترومب إجراء محادثات مباشرة مع زعماء إيران غير مقبول، إذ يريد الرئيس الأمريكي أن تتنازل طهران عن برنامج الصواريخ ونفوذها الإقليمي. ونقلت وكالة ميزان للأنباء عن خاتمي قوله: "يقول الأمريكيون: يجب عليكم القبول بما نقوله في المحادثات. هذا ليس تفاوضا بل ديكتاتورية. ستقف الجمهورية الإسلامية والأمة الإيرانية في وجه الديكتاتورية". وأضاف "ثمن حرب مع إيران باهظ جدا بالنسبة لأمريكا. يدركون أنهم إذا ألحقوا أقل ضرر بهذا البلد... فسيتم استهداف الولاياتالمتحدة وحليفها الرئيسي في المنطقة.. النظام الصهيوني". ولم يحدد خاتمي القوات التي ستشن مثل هذه الهجمات، لكن إيران قالت إنها قد تستهدف مدنًا إسرائيلية بصواريخها إذا تعرضت لتهديد. ولإيران أيضا وكلاء في المنطقة بينهم جماعة حزب الله اللبنانية. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني أول أمس إن بسالة جيش الجمهورية الإسلامية هي ما منع واشنطن من مهاجمة البلاد، وتعهد بتعزيز قوة الجيش. وأعادت الإدارة الأمريكية فرض عقوبات على إيران هذا الشهر بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم بين قوى عالمية وطهران في 2015، قائلة إن الاتفاق متساهل جدا مع إيران ولن يمنعها من تطوير قنبلة نووية. وفرضت واشنطن عقوبات جديدة تستهدف صناعة السيارات الإيرانية وتجارة الذهب ومعادن ثمينة أخرى ومشتريات طهران من الدولار الأمريكي. وقال ترامب إن الولاياتالمتحدة ستفرض حزمة أخرى من العقوبات، ستكون أقوى، في نوفمبر القادم وتستهدف مبيعات النفط الإيراني وقطاع البنوك.