مكتب سليانة الشروق: مهما تطورت الحياة، ومهما لحقها من تمدن وعصرنة، إلا أن أعراس جهة سليانة، لا يمكن لها بأي حال من الأحوال، تغيير ثوبها التقليدي بأخر متحضر، من ذلك كانت ولازالت وستبقى هذه العادات والتقاليد بالبدو متوارثة جيلا بعد جيل حتى وان بلغ التطور العلمي ذروته، لذلك لا يمكن الاستغناء عن البطحاء في الريف، التي تؤمن السهرات الشعبية وفي بعض الأحيان رقصات الخيول، كما لا يمكن أيضا الاستغناء عن الطبلة و»الزكرة» الأكثر شيوعا بهذه الربوع. فتقاليد أعراس أرياف جهة سليانة، تبقى لها نكهتها الخاصة التي لا يمكن لأعراس المناطق الحضرية أن تضاهيها لأنها تمتاز بالبساطة في كل شيء، وذلك منذ انطلاق أولى التحضيرات إلى غاية يوم الزفاف، مما يجعل أعراس هذه الربوع لا تتطلب الكثير من المصاريف والبذخ، مثل تكاليف قاعة الأفراح، بالإضافة إلى الفرق الموسيقية. أما ميسوري الحال بأرياف جهة سليانة فمنهم من يجعل من حفل زفافه كرنفالا آو شبيها بالمهرجان من خلال توفير الفروسية، واستدعاء احد المغنين الشعبيين، ومرفوقا براقصات لمزيد إضفاء مزيدا من «الجو» بالزفاف. فأعراس الريف وان تطورت، إلا أن القاسم المشترك بين هذه الربوع، تلك البساطة التي لا يمكن لها أن تتلاشى، آو تندثر مهما تعصرنت الحياة .لذلك فأجواء الأعراس بالريف تبقى لها نكهتها الخاصة من خلال طابعها التقليدي المتميز، والمعروف «بالجو» البدوي الأصيل.