وادي مليز الشروق: كان من المقرر تنظيم الدورة 26 للمهرجان الصيفي بوادي مليز من 5 الى 12 أوت 2018. غير ان هيئة تنظيم هذا المهرجان وقبل 4 أيام من انطلاقه وجدت نفسها في التسلّل بعد رفض بلدية المكان الترخيص للهيئة في استغلال فضاء مسرح الهواء الطلق بالمكتبة العمومية والذي تصل طاقة استيعابه الى 800 مقعدا غير ثابت وأمام هذا الوضع هددت هيئة المهرجان بقيادة مدير دار الثقافة منصف الكريمي بالاستقالة الجماعية وأمام إصرار المجلس البلدي على عدم تمكين الهيئة من الفضاء المطلوب ومن المنحة السنوية المرصودة من البلدية لدعم هذه التظاهرة الثقافية الصيفية التي تعدّ المتنفس الوحيد في المنطقة تدخّل والي جندوبة محمد صدقي بوعون بما مكن من ايجاد فضاء ظرفي بديل ليجد المهرجان نفسه معلّقا في فضاء ضيّق لا يسع الا 80 شخصا وهو دار الشباب بالمكان ومع ذلك رفعت هيئة المهرجان تحدّي تنظيمه حتى لا يحرم آهالي المنطقة ومتساكنيها من متنفس ثقافي مهمّ في ظلّ غلق المنتزه العائلي وغياب مسبح بلدي بالمكان ونجحت الهيئة في برمجة عروض لاقت استحسان متتبعيها حيث تم وتحت شعار «بالفن نحيى... وبالثقافة نتحدّى» وبعد تأجيل تاريخ المهرجان تقديم طبق فني متنوّع تواصل من12 الى 18 أوت الجاري وافتتح المهرجان بكرنفال تنشيطي جاب رغم ضعف الانارة العمومية شوارع المدينة من خلال مجموعة من الدمى العملاقة والمشي على العصي وماجورات فوشانة كما كانت السهرة الافتتاحية مع عرض «تونسي ونص» للفنان أحمد الماجري وتخلله تكريم عدد من التلامذة المتميّزين في الباكالوريا من مختلف الشعب كما كان للجمهور موعد يوم 13 أوت مع سهرة للأغنية الملتزمة أحيتها مجموعة «أولاد المناجم» وتخللها تكريم الجمعية النسائية لكرة القدم بدار الشباب وادي مليز بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني للمرأة التونسية والتي حققت مجموعة من التتويجات خلال عدد من المسابقات الشبابية والرياضية ذات الصلة وكان موعد أحبّاء الفن الرابع يوم 14 أوت مع عرض مسرحي للكهول بعنوان «تلعب... نلعب» لشركة فن الحياة بالقصرين أما يوم 15 أوت فكان موعد الشباب مع عرض راب بعنوان «BIG NIGGA ET JENJOON» مع الشاب حسني والشاب عمر ويوم 16 أوت كان الموعد مع عرض موسيقي تراثي ل«مجموعة طرب للموسيقى» ليشهد فضاء المهرجان يوم 17 أوت ورغم ضيقه اقبالا كبيرا فاق ال250 بين اطفال وأوليائهم وذلك خلال العرض التنشيطي «عمّي رضوان وعزيزة» وأختتم المهرجان يوم 18 أوت بعرض تنشيطي للأطفال بعنوان «مغرب شو». واللافت للانتباه أنه رغم صعوبات الفضاء باعتباره فضاء ضيقا ومغلقا في حرّ الصيف فإن الاقبال على المهرجان كان أفضل من السنوات الاخيرة التي تلت الثورة حيث لم يتابع سهراته الا عدد قليل من الجمهور الذي يعدّ على الاصابع ومن البديهي بالمناسبة دعوة بلدية المكان الى الاعداد المبكّر لتهيئة الفضاء الحالي بمسرح الهواء الطلق حتى لا يجد آهالي المنطقة أنفسهم في التسلل والحرمان من حقهم الدستوري ونصيبهم من مادة ثقافية تكون في مستوى طموحاتهم. نجاح رغم الصعوبات وحسب مدير المهرجان منصف كريمي فإن ما يميّز هذه الدورة الجديدة والتي تشرف على ادارتها هيئة شابة هو التوجّه بالبرمجة لمختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية مع محاولة تلبية أكثر ما يمكن من طلبات الجمهور في هدف يرمي لمس كل الاذواق رغم الامكانيات المحدودة رغم ان المهرجان حظي في هذه الصائفة بدعم استثنائي من قبل سلطة الإشراف وبعض المنظمات والجمعيات. وقد نجحت ادارة المهرجان في إعادة ثقة آهالي المنطقة مع حرصها على المضي قدما للعمل على تركيز فضاء قارّ ولائق بمهرجان فاق عمره ربع قرن حتى تكون الدورات القادمة في أفضل حلة وتكون العبرة من الدورات الفائتة.