أم العلاء العبدريّة : هي سيدة بنت عبد الغني بن علي العبدري، وتكنّى أم العلاء، أصلها من غرناطة، توفيت بتونس سنة 647 ه . عُرفت بأنها عالمة جليلة، حافظة للقرآن بارعة في العلوم، مليحة الخطّ، كانت تحترف تعليم النساء وجمع الأندية العلمية. علّمت بالحاضرة في بلاط السلاطين الحفصيين، نسخت بخطها مؤلفات من الأدب والتربية الشرعية. وذكر ابن القاضي المكناسي في كتابه "جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس" أن عالمتنا الجليلة سيدة بنت عبد الغني بن علي بن عثمان العبدري "قد خلفها أبوها يتيمة صغيرة فنشأت بمرسية وتعلمت القرآن فبرعت وجاد خطها وعملت في ديار الملوك إلى أن أقعدتها عن ذلك زمانة ألزمتها منزلها نيفا عن ثلاثة أعوام فخلها عن التعليم بنتان لها وكانت قد لقيت أبا زكرياء الدمشقي بغرناطة وهذا يدل على أن أم العلاء العبدريّة الولية الصالحة رغم وفاة أبيها وتركها صغيرة فهي تحدت كل الصعاب والمعوقات فانصرفت لطلب العلم فبدأت بحفظ القرآن الكريم، ومعرفة علومه "وانتقلت إلى فاس ثم عادت إلى غرناطة ولحقت بتونس فعلمت بقصرها أيضا (...) ولم تزل قائمة على التلاوة ومحافظة على الأدعية والأذكار والسعي في الخيرات والتوفر على أعمال البر والإيثار بما تملك وفك الرقاب من الأسر... وكانت أم العلاء العبدرية تحترف تعليم النساء وتوجيههن في حياتهن بما أتيح لها من العلوم الشرعية من فقه وحديث وأدب وتحفيظ القرآن الكريم... بالإضافة إلى براعتها الكبيرة في نسخ مؤلفات متنوعة.. فقد نقل الإمام للحافظ أبي عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي في كتابه "التكملة لكتاب الصلة" أنها "كتبت بخطها كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي" . وتروي المصادر أن أم العلاء العبدرية "نالتها الزمانة المذكورة فتوفيت على تلك الحال عصر يوم الثلاثاء الخامس لمحرم سنة سبعة وأربعين وستمائة ودفنت لصلاة الظهر يوم الأربعاء بعده بمقبرة من المصلى خارج تونس رحمة الله عليها".