كان يوم 28 أوت 1963 لحظة فارقة في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال المسيرة التاريخية التي ضمّت أكثر من 250 ألف مواطن منهم 60 ألف أبيض من مناصري الحقوق المدنية والمساواة بين السود والبيض في أمريكا. مسيرة قادها بحزم وعزم المناضل السياسي الخالد مارتن لوثر كينغ. كان يوما تاريخيا، حاسما، حيث اجتمع المحتجون حول نصب لينكولن التذكاري ليقف الزعيم الأمريكي على سلالمه ويخطب أمام الحشود خطبته التي اعتبرت الأكثر بلاغة في تاريخ العالم الغربي والتي وقع عليها الاختيار كأهم خطبة سياسية أمريكية في القرن العشرين بأسره. في تلك الخطبة الشهيرة طالب مارتن لوثر كينغ بالمساواة بين البيض والسود في الحقوق المدنية والسياسية وعبّر فيها عن حلمه برؤية مستقبل أمريكي يعيش فيه السود والبيض بحرية ومساواة وتجانس. وجاءت أولى نتائج هذا الخطاب بتوقيع الرئيس الأمريكي في تلك الفترة لنيدون جونسون قانون الحالة المدنية الذي يمنع التمييز العنصري في التوظيف والمرافق العامة وغيرها من جوانب الحياة. وقد حضر مارتن لوثر كينغ حفل التوقيع ما دفع مجلة «تايم» لتكريمه ومنحه لقب «رجل العام» فكان أول رجل من أصل إفريقي يُمنح هذا اللقب. وبعدها بعام واحد تحصل مارتن على جائزة نوبل للسلام تكريما لجهوده ونضاله في مكافحة العنصرية والفصل العنصري بوسائل سلمية ما ساعده على مواصلة الضغط على الرئيس جونسون الى أن أصدر قانونا لضمان عدم حرمان السود من حقّ التصويت من خلال ممارسات تمييزية عام 1965. ويعدّ مارتن لوثر كينغ من أبرز الناشطين الحقوقيين إلا أنه في الرابع من شهر أفريل 1968 تمّ اغتيال أحلام مارتن لوثر كينغ ببندقية أحد المتعصّبين البيض.