مع اقتراب الرَسميات كشف البنزرتي عن خياراته البشرية استعدادا للمُغامرة القارية المُرتقبة إلى المَملكة السوازيلاندية حيث ستواجه عناصرنا الوطنية فريق المكان يوم 9 سبتمبر لحساب الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس افريقيا للأمم التي سَتقام عام 2019 في الكامرون. اللائحة الجديدة للاعبين لم تخل كسابقاتها من الاختلافات وهي قَدر مكتوب على كلّ القائمات والعبرة طبعا بالنتيجة التي تَبقى في صدارة الأولويات بالنّسبة إلى مدربنا الجديد - القديم فوزي البنزرتي الذي وضع الحرباوي وساسي خارج الحسابات مُقابل دعوة الجبالي بعد أن خطف الأضواء في البطولة النرويجية وحتّى في الدوري الأوروبي. مثلما كان مُتوقّعا قلنا في أعدادنا السّابقة أن رجوع حمدي الحرباوي إلى صفوف المنتخب بعد حادثة «إقصائه» المُمنهج من المُونديال الروسي سيكون مستبعدا إن لم يكن مستحيلا وقد تَعزّزت هذه الفرضية بعد تلميحات البنزرتي في برنامج «الأحد الرياضي». ذلك أن مدرب المنتخب أكد في حديثه عن هذا الملف المُثير للجدل أن باب «النسور» مفتوح لكلّ «الكَوارجية» الذين يُظهرون استعدادات كبيرة للدّفاع عن الراية الوطنية دون شروط وبما أن مُحترفنا في بلجيكا مازال مُتأثرا بحرمانه من رحلة روسيا فقد كان من الطبيعي أن تنتهي المُحادثات بين البنزرتي والحرباوي بنتيجة سلبية. فوزي أكد أن حمدي لم يرفض دعوة المنتخب ولكنّه أظهر بعض التردّد الشيء الذي دفع مدرب المنتخب إلى ايقاف الاتصالات وغلق هذا الملف بصفة مُؤقتة وربّما للأبد خاصّة في ظل تداول نبأ اعتزال الحرباوي على الصّعيد الدولي. وضعية ساسي أشرنا في عدد الاثنين إلى أن «مُحترفنا» في الزمالك الفرجاني ساسي تحت التَهديد خاصّة في ظلّ الصّعوبات التي اصطدم بها لفرض نفسه مع ناديه الجديد. وجاء التأكيد بعد الكشف عن اللاّئحة الجديدة التي خلت من اسم الفرجاني وقد فسّر البنزرتي قرار ابعاده بالنقص في الجاهزية نافيا قصّة «عِدائه» مع اللاعب على خَلفية صراعهما القديم في الترجي. وقد مرّ فخرالدين بن يوسف بالوضعية نفسها عندما درّبه البنزرتي في الترجي ومع ذلك فإنّ «مُحترفنا» في «الاتّفاق» حافظ على مكانه في اللاّئحة الجديدة وهو ما قد يجعل سيناريو «تصفية الحِسابات» في ملف ساسي من الاحتمالات البَعيدة. وفي المُقابل، يبدو التفسير القائم على مقياس الجاهزية غير مُقنع خاصة أن جلّ المدعوين استأنفوا لتوّهم الرسميات ولا يُوجد بينهم من بلغ أعلى المستويات من حيث اللّياقة البدنية. السّبب الظاهر لإبعاد الفرجاني يكمن في عدم جاهزيته لكن السبب الحقيقي لهذا القرار يعود حسب البعض إلى عقوبة إدارية غير مُعلنة وذلك على خَلفية أفعاله المُشينة في المُونديال خاصّة بعد أن تهجّم على الإعلام. هذا في الوقت الذي توجد فيه تحاليل أخرى في محيط المنتخب وتكتسي هذه التفسيرات صِبغة فنية بحتة بما أن أصحابها يعتبرون أن المردود العام للفرجاني في المونديال الأخير كان عاديا ويعتقد أصحاب هذا الرأي أن رفاقه في خط الوسط أظهروا استعدادات أفضل وإذا أضفنا إلى هذا المُعطى مشاكله مع الزمالك فإن مسألة الإبعاد تُصبح منطقية. ماذا عن بن يوسف؟ حافظ صيام بن يوسف على مكانه في المنتخب رغم تجاوزاته الخطيرة و»سهراته» الشهيرة في مونديال روسيا ومن الواضح أن الجامعة غضّت الطرف عن تلك الحادثة التي كانت تستوجب دون شك العِقاب الرياضي والمالي. الجبالي عن جدارة ولكن حصد عصام الجبالي ثمار تألقه اللاّفت مع «روزنبورغ» النرويجي على المستويين المحلي والأوروبي ونجح اللاعب السابق للنجم وجرجيس في اقتلاع مقعد ضمن المدعوين إلى رحلة «سوازيلند» بعد فترة طويلة من الجدل. ومن المعروف أن عصام المُنتقل حديثا من السويد إلى النرويج كان قد احتج في عدة مناسبات على تجاهله من قبل الإطارات الفنية المُتعاقبة على تدريب «النسور». الجبالي يستحق دعوة البنزرتي لكن تواجده في المنتخب يُحيلنا إلى سؤال كبير وهو الاضافة التي سيقدّمها اللاعب في المنطقة الأمامية للفريق الوطني. غيابات وتعزيزات خَسرت عدّة أسماء أماكنها في قائمة البنزرتي لدواع صحية كما هو حال حسّان وبرون والشعلالي هذا في الوقت الذي استرجعت فيه بعض العناصر مقاعدها في الفريق مثل الخميري والعزوني والخنيسي والعريبي الذي قال فوزي إنه يُؤمن بمؤهلاته الفنية. وكان المدرب المساعد مراد العقبي قد تولّى مَهمّة الاتصال بالعريبي بهدف ترميم معنوياته بعد «إقصائه» من المونديال الروسي. مهزلة حقيقية في خضّم النقاشات بين الإعلاميين والمشرفين على المنتخب حول قائمة اللاعبين والتوجّهات المُستقبلية للبنزرتي حصلت حادثة غريبة وطريفة. فقد جلس والد اللاعب سيف تقا بين الصُحفيين في غفلة من الجميع وهذا قبل أن «يثور» على البنزرتي بحجّة تجاهله لنجله المُحترف في «لونس» الفرنسي. وقد استهجن الحاضرون هذا التصرف «المجنون» وسارع مسؤولو الجامعة لإخراجه من القاعة خاصّة أن الرجل ليست لديه أيّة صفة ليحشر نفسه بين الإعلاميين وليس من حقّه أيضا أن يعترض على خيارات المدرب في الندوات الصحفية والأطر الرسمية. ولا اختلاف طبعا في أن تقا يملك مؤهلات دفاعية جيّدة لكن هذا لا يسمح مُطلقا لوالده ليدخل في نقاشات حادّة مع مدرب المنتخب احتجاجا على عدم دعوته وكان يجدر به العمل على تأطير ابنه ودفعه نحو التألق لينتزع مكانه في تشكيلة «لونس» قبل أن يطرق باب «النسور» عن جدارة واستحقاق. ملف الحراس تَوجّهت الشروق بسؤالين إلى البنزرتي والقصراوي الأوّل يهمّ الخطوط العريضة للتوجهات الفنية للمدرب والثاني يتعلّق طبعا بملف الحراس الذي يشغل الجميع. وفي هذا السياق أكد فوزي أنه وفّي لعاداته ولن يتنازل عن «فَلسفته» القائمة على «الضغط العالي» والبحث عن العُمق الهجومي دون «إفراط»: أي أن الهجوم لن يكون على حساب التغطية الدفاعية. أمّا حمدي القصراوي فقد اختلف معنا حول قدرة «البلبولي» وبن شريفية على إفادة المنتخب ودافع عنهما بشراسة. وقال القصراوي إن هذا الثنائي يستحقّ التواجد في القائمة وله جميع المؤهلات للنّجاح. وفي المُقابل كان البنزرتي صريحا في هذا الموضوع وأكد أنه لا يوجد على الساحة حارس من الوزن الثقيل والأمل كلّه أن يعثر على الحلول المناسبة ولاشك في أن معز حسان (بعد عودته من الاصابة) سيبعث الأمان في الشباك التونسية. قائمة اللاعبين أيمن المثلوثي (الافريقي) – معز بن شريفية (الترجي) – فاروق بن مصطفى (الشباب السعودي) – حمدي النقاز (الزمالك) – رامي البدوي (النجم) – صيام بن يوسف (قاسم باشا التركي) – ياسين مرياح (أولمبياكوس اليوناني) – جاسر الخميري (الملعب التونسي) – أسامة الحدادي (ديجون) – علي معلول (الأهلي المصري) – حمزة المثلوثي (النادي الصفاقسي) – إلياس السخيري (مونبليي) – أمين بن عمر (النجم) – أنيس البدري (الترجي) – كريم العريبي (هيلاس فيرونا الايطالي) – أحمد خليل (الافريقي) – لاري العزوني (كورتري البلجيكي) – فخرالدين بن يوسف (الاتفاق السعودي) – بسام الصرارفي (نيس) – وهبي الخزري (سانت ايتيان) – نعيم السليتي (ديجون) – ياسين الخنيسي (الترجي) – عصام الجبالي (روزنبورغ النرويجي) البرنامج سيتدرّب المنتخب أيّام 2 و3 و4 و5 سبتمبر في المنزه قبل أن يسافر يوم 6 من الشهر نفسه إلى «مبابان» السوازيلاندية ليواجه فريق المكان يوم 9 سبتمبر لحساب الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة ل»كان» الكامرون 2019.