يعتبر مقهى «الزكرة» من أعرق المقاهي في ولاية قابس حيث يعود تاريخ فتحه حسب الترخيص إلى 1957 في الجهة المقابلة للمقر الحالي وسميت بمقهى «الڨريفي» إلى أن وقع تشييد السوق البلدي للخضر والغلال سنة 1980 أين تم تخصيص الجانب الأيمن من الواجهة الأمامية للسوق لاستغلاله كمقهى والذي مازال إلى يومنا هذا شاهدا على تاريخ حافل بالأحداث فهو عبارة ركن صغير لكنه يختزل ذاكرة شعبية بأكملها. ذاكرة أجيال وأجيال منهم من فارق الحياة ومنهم مازال يذكر ما شهده أركان هذا الفضاء من أحداث وذكريات. فالزائر اليوم لن يجد صعوبة في الوصول إلى مقهى الزكرة بحكم شهرته ومكانه الاستراتيجي إذ يتوسط قلب المدينة «باب بحر» يطل على أضخم مغازات ودكانين بيع الملابس الجاهزة موقعه هام وحرفاءه كثر أغلبهم من المثقفين ورجال الأعمال. حرفاء من كل مكان تداول على استغلاله عديد الأشخاص وصولا إلى السيد أحمد بن علي الذي يشرف على تسيير في الوقت الحالي روى لنا رفقة بعض الحرفاء القاريين عن تاريخ هذا المقهى وعن أصل التسمية «الزكرة» فكيف جاءت؟ حيث سرد لنا أحدهم أنه فيما مضى لما عزمت مجموعة من رواد هذا المقهى ومن شباب «باب بحر» السفر إلى عاصمة الأنوار باريس (لما كانت دون تأشيرة) إذ حط بهم الرحال بضاحية Barbes هناك وجدوا مقهى تشبه كثيرا مقهاهم في قابس من حيث شكلها المعماري وموقعها. ذلك المقهى تأتيه الجالية المغاربية بصفة دائمة ويحمل إسم مقهى «الزكرة» ولما عادوا إلى تراب الوطن أطلقوا هذه التسمية على مقهاهم ومنذ ذلك الزمن أصبحت تحمل هذا الإسم وإشتهرته به ولا نخاله يتغير. تميز هذا المقهى بقربه من المحلات التجارية والمصرفية والشركات الخاصة وحتى الإدارات العمومية ف»القعدة» به شيقة للغاية فإنك قد لا تشعر بالقلق والملل حين تجالس رواده وتشاركهم الحديث حول المستجدات المحلية والوطنية. فتنسيك حفاوة الاستقبال وجودة الخدمات رتابة الوقت وثقله ومع الحركة الدؤوبة والكثيفة حوله فإن الوقت يمضى بسرعة.