شدد الدكتور حافظ مقني على أن خروجه من الأركستر السمفوني التونسي كان نتيجة ظروف العمل غير المناسبة والتعطيلات الإدارية وعدم إيفاء الوزارة بوعودها، ومشاريعه التي تقدم على طبق لغيره. أسسنا اركستر سمفونيا جديدا وسنقدم عروضا شهرية في الموسم الجديد تونس – «الشروق» – : أكد المايسترو حافظ مقني تأسيس جمعية موسيقى بلا حدود التي يترأسها لأركسترسمفوني جديد أطلق عليه تسمية «أركستر قرطاج السمفوني»، مشيرا إلى أنه سيعقد قريبا ندوة صحفية للإعلان عن هذا المولود السمفوني الجديد، وبتلقائية كبيرة، تحدث عن ظروف وأسباب استقالته أو إقالته، وأبرزها «أوبرا عايدة»، والعلاقة المتوترة مع وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، أكثر تفاصيل، في الحوار التالي: مازالت أسباب إقالتكم أو استقالتكم من على رأس الأركستر السمفوني التونسي ضبابية، لو توضحوا هذه الأسباب؟ حصلت بعض المشاكل غير المقبولة في الفترة الأخيرة لإدارتي للأركستر السمفوني التونسي، كتعطيل صرف مستحقات الموسيقيين، وعدم إيفاء الوزارة بوعودها، فضلا عن المشاريع التي أقدمها ولا يقع دعمها أو تنفيذها وأجدها أهديت في طبق إلى غيري، كل ذلك جعلني أعبر عن رغبتي في مغادرة الأركستر السمفوني التونسي في وسائل الإعلام. دار في الكواليس أن علاقتك بوزير الشؤون الثقافية هي سبب إقالتك؟ ثمة علاقة متوترة، فالوزير تربطني به علاقة مهنية أو علاقة عمل، لكن عندما تصبح الظروف غير ملائمة للعمل في أريحية تصعب المواصلة، وبالنسبة لاستقالتي من إقالتي فممكن لها علاقة بطريقة إلحاقي، حيث عبرت عن رغبتي في تقديم استقالتي عبر وسائل الإعلام، فوقع إنهاء إلحاقي، وفي الحقيقة لم أكن أحبذ أن تكون النهاية بهذه الطريقة، التي حصلت أكثر من مرة في السنوات الأخيرة في الوزارة، يبدو أنني غدرت الوزير بتصريحي للإعلام بأنني سأنسحب وأقدم استقالتي، وهذا القرار فاجأ الوزير فكانت النتيجة إنهاء الإلحاق، وبالمناسبة أرى أن هذه الطرق والمعاملات يجب أن تتغير... يدور في الكواليس أيضا أن علاقتك بمدير أوركستر أوبرا تونس رشيد قوبعة متوترة، وهي أيضا كانت من أسباب العلاقة المتوترة مع الوزير؟ا العلاقة بين الموسيقيين علاقة مهنية بالأساس، وأنا تعاملت مع السيد رشيد قوبعة لما كنت في الأركستر السمفوني، لكن الإشكال الحاصل في ما بعد كان في «أوبرا عايدة»، التي تم الإتفاق على تنفيذها وإعدادها بالشراكة بين أوركستر تراباني، والأركستر السمفوني التونسي وبدأنا التمارين، لكن الوزير خير أن يقدم العمل باسم أوركستر أوبرا تونس، الذي هو غير موجود أصلا فعليا، فهذا الأركستر لا يتمرن بصفة منتظمة وليس به العدد الكافي من الموسيقيين، وبطبيعة الحال اشتغلت عناصر من الأركسترالسمفوني التونسي في أوبرا عايدة، وكان قراري رفض قرار الوزير، خاصة وأن المشروع «أوبرا عايدة» أشرف على الانتهاء، وبالنسبة لرشيد قوبعة ليس بيني وبينه مشاكل. كل الفاعلين في الحقل الموسيقي يؤكدون توتر العلاقة بينك وبين رشيد قوبعة؟ بالنسبة لي ليس لدي أي إشكال معه، وربما يتداول عن علاقتنا أنها متوترة، لأنه في وقت من الأوقات، عند انسحاب السيد أحمد عاشور من الأركستر السمفوني التونسي اختارت سلطة الإشراف مجموعة من الأسماء من بينهم أنا والسيد رشيد قوبعة، وتم الاختيار في النهاية على شخصي لتولي مهمة قيادة الأركستر السمفوني، وربما هذا القرار لم يقبل به رشيد قوبعة، وشخصيا لا أرى أي سبب لذلك. نفهم من كلامك أن العلاقة المتوترة بينكما، لا تتجاوز المثل القائل «صاحب مهنتك عدوك»؟ تقريبا، وشخصيا لمدة 6 سنوات على رأس الأركستر السمفوني التونسي، سمعت ما لذ وطاب من عبارات السب والشتم، ولم أجب إلا بعملنا، وحتى المشاكل والتعطيلات الإدارية لم أتحدث عنها بالمرة، وكنا نضع برامجنا وننفذها مهما كانت الظروف وأوفينا بكل التزاماتنا ولم نؤجل أو نلغ عرضا، وكل عروضنا كانت ناجحة بشهادة الموسيقيين والإعلاميين. هذه الصائفة قدم الأركستر السمفوني عروضا بالمهرجانات الصيفية..؟ الأركستر السمفوني التونسي لم يكن يبرمج في المهرجانات الصيفية وحتى في المرات القليلة جدا التي برمج فيها، قدمنا العروض بمجهوداتنا الخاصة لوجستيا، لكنه هذه الصائفة كان محظوظا، وهذه نقطة إيجابية، أما في عهدي لم نتمتع بهذه الامتيازات وغيرها من قبيل جلب عازفين أوموسيقيين من خارج تونس، وحتى لما يقع جلب موسيقي أو اثنين يتم خلاصهم من ميزانية الأركستر، لكن هذه السنة تم في الجم تطعيم الأركستر السمفوني بعشرين موسيقيا، وهذا مكلف لكنه أيضا لصالح الأركستر... علمنا أنكم أسستم أركستر جديدا، فهل من فكرة عن هذا المشروع؟ أجل، وسنعلن قريبا في ندوة صحفية عن مشروعنا الجديد، والمتمثل في تأسيس جمعية موسيقى بلا حدود التي أترأسها، ل»أركستر قرطاج السمفوني»، وسيضم موسيقيين كانوا معنا في الأركستر السمفوني التونسي وخيروا الالتحاق بمشروعنا وكذلك موسيقيين آمنوا بهذا المشروع والتحقوا بنا، وسيقدم هذا الأركستر الجديد عروضا شهرية.