منذ حوالي ست سنوات أسس الفنان احمد رضا عبّاس مع مجموعة من احباء الموسيقى التقليدية التونسية في باريس جمعية مالوف تونس. تونس (الشروق) نجحت جمعية مالوف تونس برئاسة الآستاذ احمد رضا عباس في تأسيس تقاليد ثقافية وموسيقية من خلال عروض منتظمة وعرض سنوي في معهد العالم العربي بباريس بامكانياتها الذاتية ودون أي دعم من أي جهة لا تونسية ولا فرنسية باستثناء دعم بعض المؤمنين بنشاط الجمعية وجديتها من بينهم الآستاذ معجب الزهراني مدير معهد العالم العربي بباريس الذي ساعد الجمعية على تنظيم حفلها السنوي في شهر ماي الماضي. مشكلة المقر قال الاستاذ احمد رضا عباس الذي يزور تونس هذه الايام ل" الشروق " ان المشكلة الاساسية التي تواجهها فرقة مالوف تونس في باريس هي المقر اذ ان الفرقة تضطر دائما لتسويغ فضاءات لتمارينها وهو ما يمثل عبئا ماليا كبيرا ومعظم التمارين تجريها منذ عامين تقريبا في حي الفنون بباريس وقد سعت الجمعية مع المسؤولين في البعثة الديبلوماسية التونسية للحصول على مقر من بين المقرات التونسية الكثيرة لاجراء تمارينه منها المقر السابق للتجمع المنحل ودار التونسي ودار تونس لكنها لم تجد اي تجاوب مع البعثة الديبلوماسية بمختلف مستوياتها رغم كل المحاولات والاتصالات " وأضاف عباس ل" الشروق ." ان جمعية مالوف تونس التي تضم حوالي سبعين عنصرا معظمهم في الفرقة بين عازفين ومنشدين واداريين لم تجد اي دعم لا من وزارة الثقافة ولا من سفارة تونس ولا من القنصلية العامة رغم جهودها في حفظ التراث الموسيقي التونسي وتدريسه للناشئة من أصول تونسية. معهد موسيقى في باريس احمد رضا عباس قال ان الهدف الآن الذي تعمل من أجله الجمعية هو تأسيس معهد للموسيقى التونسية في باريس لتدريس التراث الموسيقي التونسي خاصة المالوف فمن الاولويات هو الحفاظ على التراث الموسيقي كعنصر اساسي في بناء الشخصية التونسية في وقت تعاني فيه الاجيال التونسية المولودة في فرنسا من أزمة هوية كبيرة لكن هذا المشروع حسب احمد رضا عباس يحتاج الى دعم لان الجمعية لا تملك الامكانيات الكافية لتأسيس مشروع بهذا للحجم. ويتساءل احمد رضا عباس عن سر تجاهل المهرجانات التونسية لتجربتهم فلا مهرجان المالوف الدولي بتستور ولا مهرجان المدينة ولا مهرجان الحمامات ولا غير ذلك من التظاهرات انتبهوا لهذه التجربة التي تشرف تونس والتي تكبر كل يوم رغم كل العراقيل والصعوبات لان اعضاء الجمعية مؤمنون بهذه التجربة التي لم تلق اي دعم الى حدود اليوم من الجهات الرسمية في تونسوفرنسا. دار فاطمة في المنستير وبالتوازي مع نشاط الجمعية في باريس أسس احمد رضا عباس من ماله الخاص فضاءا ثقافيا في مدينة المنستير تحديدا في ضاحية سقانص تحت اسم دار فاطمة وهو فضاء للتمارين سيكون مفتوحا للفرق الموسيقية والمسرحية من الشباب وفيه كذلك مكتبة مفتوحة للعموم وقد تم افتتاحه رسميا مؤخرا بحضور الفنان زياد غرسة واكد عباس ل" الشروق" ان هذا الفضاء انجز بتمويلات شخصية مائة بالمائة وهدفه الاساسي المساهمة في احتضان المواهب الشابة وتمكينها من فضاء للتمارين وتطوير مواهبها كما تم تأسيس نادي لتعليم المالوف. هكذا اذن تدخل جمعية مالوف تونسبباريس في تجربة جديدة في تونس في انتظار ان تلقى دعما من الجهات الرسمية التونسية في باريسوتونس.