زياد غرسة ومحمد الأمين الكواش: علاقتنا بالرشيدية علاقة تكامل لا تنافس- "جمع التونسيين اليوم حول هويتهم وأصالتهم الموسيقية المتجذرة والمتفتحة في نفس الوقت على الثقافة الأخرى والفكر الآخر لأننا نعتبر ان للثقافة مفهوما إنسانيا شاملا هو ما أردناه من خلال التكتل لبعث جمعية قرطاج للمالوف والموسيقى التونسية" بهذه الكلمات افتتح السيد محمد الأمين كواش رئيس الجمعية الندوة الصحفية التي التأمت صباح أمس الأربعاء للتعريف بهذا المولود الثقافي الجديد وتفسير أهدافه وتقديم أعضائه. فمنذ أشهر قليلة اجتمعت ثلة من الفنانين والموسيقيين والمثقفين ورجال الأعمال ومحبي الموسيقى بشكل عام والموسيقى التونسية بشكل خاص حول مشروع مشترك يهدف إلى دعم الجهد الرامي لإنقاذ هويتنا الموسيقية من النسيان والتفسخ التدريجي والسعي إلى نشرها في الداخل والخارج للتشديد على ثرائها وإبراز كنوزها المعلومة والمجهولة. واختاروا من بينهم هيئة مديرة تكونت من محمد الأمين كواش رئيس واحمد كرم ورؤوف بوشماوي ومحمد رياض بن عبد الرزاق وعلي الورتاني وريم محجوب وسلمى بن زينب وليلى حجيج وانيس معزون وسامية بن زينب وآزر زين العابدين ورؤوف بن عمر وعبد الباسط المتسهل والفنان زياد غرسة المدير الفني للفرقة الموسيقية لجمعية قرطاج للمالوف والموسيقى التونسية. أهداف بعضها واقعي وبعضها كحلم رسمت الجمعية حسب ما صرح به رئيسها ومديرها الفني زياد غرسة أهدافا بعضها واقعي وبعضها الآخر يبدو اليوم كحلم يحتاج إلى الكثير من العمل والمثابرة والكاريزما وقد بدأت بتأسيس فرقة موسيقية تتكون من 47 عنصرا (كورال عازفين ومنشدين) ستتواصل عن طريقها مع محبي المالوف والموسيقى التونسية بصفة عامة في مواعيد مضبوطة ومحددة تبدأ بعرض شهري بفضاء الاكروبوليوم يوم 29 مارس الجاري وتتواصل إلى نهاية الموسم- 20 اي ديسمبر حيث تعرض حوصلة لأنجح الأعمال التي قدمت طيلة موسم 2013. هذه الحفلات الشهرية وبعد أسبوع من تاريخ تقديمها في العاصمة ستعقبها حفلات تنظم كل مرة في ولاية بالتعاون مع الفروع التي ستفتحها الجمعية داخل الجمهورية. خلال الندوة تحدث زياد غرسة فقال:"أنا اعتبر أنني محظوظ كفنان وكموسيقي بتحقق أمنيتي واقتراحي بعث جمعية تعتني بالموسيقى التونسية بكل إشكالها خاصة وأنني اعرف جيدا ان نسبة 90 بالمائة من المالوف التونسي لم يدرج في إطاره بعد ولم يوثق وحتى لا تنتظر الأجيال اللاحقة ما انتظرناه وانتظره أساتذتنا دون جدوى." وذكر بالمناسبة بالتجربة الثرية التي عاشها في الرشيدية وبرغبته في مزيد بذل الجهد في سبيل حفظ الذاكرة الفنية التونسية وأثنى على رجال الأعمال الذين قبلوا ان يستثمروا في الثقافة وهالهم ان يروا كل تلك الدرر الفنية تندثر وتنسى ولا تصل إلى الشعب التونسي ووعد زياد بحماس بان أول حفل للجمعية سيشتمل على اغان والحان لم يتم سماعها من قبل وأعرب عن أمله في ان يتوصل إلى ترك بصمته الخاصة في الموسيقى التونسية. تكوين حفّاظ ينقذون المالوف بالنسبة الى برنامج الجمعية وحسب ما جاء في كلام زياد سيتم العمل على تطعيم الأغنية التونسية التي:"ضاعت تماما في المشهد الفني والثقافي الحالي" كما سيتم تقديم حفلات في داخل الجمهورية للناس المتعطشين للموسيقى التونسية وإصدار وتوثيق تسجيلات حية للحفلات توزع في الأسواق التونسية و:"سنعمل على تكوين حفّاظ ينقذون المالوف من النسيان وكذلك الإنشاد الديني والصوفي". ويبقى من أهم أهداف الجمعية استقطاب الشباب المبدع في كل أرجاء البلاد وإيجاد موقع قدم في اهتمامات الشباب التونسي بالمالوف وسط الزحام الشرس والمنافسة غير المتكافئة مع بقية النماذج الموسيقية التي تهدد الهوية الموسيقية التونسية. هذا الاستقطاب كان محور النقاش الذي دار خلال الندوة الصحفية حيث اقترح بعض الإعلاميين ان يتم تقديم المالوف بطريقة مختلفة يرضى عنها الشباب ليستمع إليها ويحبها -اي تطويره بإعادة توزيعه وإضافة إيقاعات جديدة عليه- ورأت "الصباح" ان تتم المحافظة على المالوف وعلى التخت وعلى طريقة العرض التقليدية والأزياء الموحدة للمحافظة عليه وحفظه كما هو إذا كانت الغاية الأساسية من تكوين الجمعية وفرقتها الموسيقية وكورالها وعازفيها هي رد الاعتبار للمالوف وللموسيقى التونسية ونشرها داخل تونس وخارجها باعتباره من متممات الهوية عندنا. وبالتوازي مع هذه العروض يمكن ان تقدم عروض أخرى بإضافات تجلب نوعية أخرى من الشباب علما بان المالوف التونسي لا يخلو من إيقاعات يمكن ان يرقص عليها الشباب ويختارها نغمات للهواتف الجوالة ولزياد غرسة تجارب ناجحة جدا في هذا المجال وفي إعادة التوزيع الذي لا يضر بالمبنى الأساسي للمالوف وهو ما أكدت عليه الفنانة ليلى حجيج واستشهد عليه زياد غرسة بحفله على ركح مسرح قرطاج الأثري سنة 2010 الذي حضره أكثر من 10 ألاف متفرج اغلبهم من الشباب وفيه والكلام هنا لزياد:" قدمت أول ناعورة في تونس وهي ناعورة الأجداد كلها صوفي تبدأ بالرهاوي وتقفل به وقد تفاعل معها الشباب " التنسيق مع الرشيدية لإحياء ذكرى الطاهر غرسة من بين أهم فقرات برنامج هذا الموسم الحفل الذي سيقام يوم21 جوان بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى والذي سيفتح مجانا أمام التلاميذ والطلبة ليكتشفوا الفن التونسي الأصيل والرقص وستقدم عروض للجالية التونسية في المهجر وسيقدم المالوف في أهم المهرجانات الموسيقية العالمية. والاحتفال بالذكرى العاشرة لوفاة شيخ المالوف الطاهر غرسة، وهذه الأخيرة والعلاقة التي ستربط جمعية قرطاج للمالوف بالرشيدية كانت كذلك محل تساؤل أجاب عنه زياد وقال انه سيتم التعامل مع الرشيدية على أساس التكامل والتشارك والتعاون من اجل مصلحة الفن في تونس وانه سيتم التنسيق بين الجميع لإحياء الذكرى العاشرة لوفاة والده ولكنه قال:"ان الاحتفال لا يجب ان يقتصر على عرض وحيد في تياترو وإنما أرى ان يكون مهرجانا مغاربيا يمتد على 3 او4 أيام أو ان نقدم حفلا كبيرا في قرطاج في مستوى قيمة الراحل." أما البرامج المستقبلية فاهمها اقتراح زياد غرسة بعث مدرسة مختصة لتعليم الموسيقى وصقل المواهب يتخرج منها حفّاظ المالوف بكل نوباته وحلم السيد محمد الأمين الكواش المتمثل في بعث إذاعة تختص في إذاعة الأغاني التونسية بلا كلام ودون توقف. وإنقاذ التراث من الاندثار بإنشاء مكتبة موسيقي تفتح أبوابها لطلبة الموسيقى والأساتذة الراغبين في البحث.